الأربعاء، 1 أغسطس 2012

المنحوس ... قصيدة من الأدب الساخر


لمْ يبقَ للصبرِ احتمالْ
يا سادتي ..
سأذيعُ سراً ليسَ ضرباً من خيالْ
أَخفيْتُهُ حتى فشاهُ أبي و قالْ :
يا بْنِي وُلدْتَ بليلةٍ كانتْ دقائقُها ثِقالْ
كانَ الظلامُ جحافلاً
و السيلُ قد غمرَ الجبالْ
و سَطا بها ذئبٌ على سِرْبِ السِّخالْ
و بِليلةِ الميلادِ قد خُسِفَ الهلالْ
يا سادتي .. و الحقُّ أجدرُ أن يُقالْ
إني امرؤٌ شُؤْمٌ , و أنحَسُ كلَّ فالْ
و إليكُمُ بعضُ الوقائعِ
من مُفكَّرةِ الكوارثِ و الَوَبالْ :
أمي بيومِ ولادتي
مَرِضَتْ بأورامِ الطِّحالْ
و أبي تعرَّضَ لاعتقالْ
و أخي رآهُ مقيداً .. فبَكى و بالْ
عُمري بعمرِ الإحتلالْ
و خُتِنْتُ في يومٍ فكانَ الإنفصالْ
و بِعُرسيَ الميمونُ قدْ عبر اليهودُ إلى القنالْ
و لأنني زُرتُ الكويتَ و عُدْتُ , حلَّ بها النكالْ
و حججتُ للبيتِ العتيقِ
فعاثَ فيهِ أبو رِغالْ
أحببتُ فاتنةً فماتتْ
بُغْتةً دونَ اعتلالْ
و عرَفتُ مسؤولاً فقيلَ : أُقيلَ
ثمَّ عرفتُ آخَرَ فاستقالْ
ولأنَّ شخصاً كاد يشبهني
تدلّى عنُقُهُ فوق الحبالْ
يا نحْسُ .. هل لكَ مِنْ زوالْ ؟!
كمْ مرَّةَ قد غبْتُ عنكَ
فَرُحْتَ تَتْبَعُ كالظلالْ
إن عِشْتُ عاماً آخراً
فَلَرُبَّما تلِدُ البغالْ

للشاعر السوري محمد شيخ علي

(أبو رغال)
بعد أن انتهى أبرهة الحبشي من بناء القليس أراد أن يحول قبلة العرب من الكعبة في مكة المكرمة إلى القليس في صنعاء ليحجوا إليه، فجهز جيشاً جراراً فيه فيلة كبيرة ليغزو مكة المكرمة ويهدم الكعبة وكان أبو رغال هو دليل أبرهة الحبشي إلى مكة المكرمة, وكان ذلك في نفس العام الذي ولد فيه النبي محمد وسمي عام الفيل.
ويشار إلى أبي رغال في كتب التاريخ العربي باحتقار وازدراء لأنه لم يعرف عن العرب في ذلك الحين من يخون قومه مقابل أجر معلوم.
ويطلق لقب أبو رغال على كل من خان قومه لمصلحته الخاصة.




صور فواصل تزيين المواضيع,بسملة وسلام لتزيين المواضيع,ردود على المواضيع,صور تهنئة وشكر