فقال عمرو الأشدق وكان عظيم الشدقين: وكم دينك يا أبة؟
قال: ثلاثون ألف دينار.
قال: فبم استدنتها يا أبة؟
قال: في كريم سددت فاقته، وفي لئيم فديت عرضي عنه.
فقال عمرو: هي عليَّ يا أبة.
فقال سعيد: مضت خَلَّةٌ وبقيت خلتان.
فقال عمرو: وما هما يا أبة؟
قال: بناتي لا تزوجهن إلا من الأكفاء ولو بعُلق الخُبز الشعير.
فقال: وأفعل يا أبة.
قال سعيد: مضت خلتان وبقيت خلة واحدة.
فقال: وما هي يا أبة؟
فقال: إخواني إن فقدوا وجهي فلا يفقدوا معروفي.
فقال عمرو: وأفعل يا أبة.
فقال سعيد: أما والله لئن قلت ذلك، لقد عرفت ذلك في حماليق وجهك وأنت في مهدك.
ثم قال سعيد: ما شتمت رجلاً منذ كنت رجلاً، ولا كلفت من يرتجيني أن يسألني، لهو أمَنّ علي مني عليه إذا قضيتها له إذ قصدني الحاجة».