أحضر لي خزيمة بن خازم، فمضيت إليه فأحضرته، فلم يزل في مناظرته حتى انقضى الليل، فسمعت خزيمة وهو يقول:
أنشدك الله يا أمير المؤمنين، ألا تكون أول الخلفاء نكث عهده، ونقض ميثاقه، واستخف بيمينه، ورد رأي الخليفة قبله.
فقال: اسكت، لله أبوك، فعبد الله بن خازم كان أفضل منك رأيًا، وأكمل نظرًا حيث يجتمع فحلان في هجمة.
ثم جمع وجوه القواد، فكان يعرض عليهم واحدًا واحدًا ما اعتزمه، فيأبونه، وربما ساعده قوم، حتى بلغ إلى خزيمة بن خازم وشاوره في ذلك، فقال: يا أمير المؤمنين، لم ينصحك من كذبك، ولم يغشك من صدقك، لا تجرئ القواد على الخلع فيخلعوك، ولا تحملهم على نكث العهد فينكثوا عهدك وبيعتك، فإن الغادر مخذول، والناكث مغلول