الاثنين، 6 أغسطس 2012

السنة في إخراج نواة التمر..

جاء في صحيح الإمام مسلم رحمه الله تعالى :

باب‏ :‏ استحباب وضع النوى خارج التمر ، واستحباب دعاء الضيف لاهل الطعام ، وطلب الدعاء من الضيف الصالح ، واجابته لذلك .

قال الإمام مسلم رحمه الله تعالى : حدثني محمد بن المثنى العنزي‏ حدثنا محمد بن جعفر ‏حدثنا شعبة عن يزيد ابن خمير عن عبدالله بن بسر ‏قال ‏: ‏
( نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي‏ ، قال : فقربنا إليه طعاما ووطبة‏ فأكل منها‏ ،
ثم أتي بتمر فكان يأكله ويلقي النوى بين أصبعيه ويجمع السبابة والوسطى

 ‏


( ‏قال شعبة ‏:‏ هو ظني‏ ، وهو فيه إن شاء الله ، إلقاء النوى بين الاصبعين‏ ) ‏‏،‏ ثم أتي بشراب فشربه‏ ، ثم ناوله الذي عن يمينه‏ ، قال : فقال أبي وأخذ بلجام دابته ‏:‏ ادع الله لنا‏ ، فقال : ‏( ‏اللهم‏ بارك لهم في ما رزقتهم‏ ، واغفر لهم وارحمهم‏ ) ‏‏.‏
‏وحدثنا محمد بن بشار‏ حدثنا ابن ابي عدي‏ ح وحدثنيه محمد بن المثنى‏ حدثنا يحيى ابن حماد‏ كلاهما عن شعبة بهذا الإسناد‏
ولم يشكا في إلقاء النوى بين الأصبعين‏ .‏

 
توضيح للحديث:
الوطئة/ أو الوطبة / طعام يتخذ من التمر كالحيس
 وقوله : ( ويلقي النوى بين أصبعيه ) أي يجعلها بينهما لقلته ، ولم يلقه في إناء التمر لئلا يختلط بالتمر ، وقيل : كان يجمعه على ظهر الأصبعين ثم يرمي به . 
 وقوله : فشربه ثم ناوله الذي عن يمينه . فيه : أن الشراب ونحوه يدار على اليمين
 وفيه استحباب طلب الدعاء من الفاضل ودعاء الضيف بتوسعة الرزق والمغفرة والرحمة ، وقد جمع صلى الله عليه وسلم في هذا الدعاء خيرات الدنيا والآخرة .

الحكمة من هذه السنة :
 قال محمد شمس في عون المعبود ( كتاب الأشربة ) :
أي : يجمعه على ظهر الأصبعين لقلته ثم يرمي به ولم يلقه في إناء التمر لئلا يختلط به . 

قال السيوطي : قلت : لأنه - صلى الله عليه وسلم - " نهى أن يجعل الآكل النوى على الطبق " رواه البيهقي وعلله الترمذي بأنه قد يخالطه الريق ورطوبة الفم ، فإذا خالطه ما في الطبق عافته النفس كذا في فتح الودود ( فلما قام ) أي : رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومطابقة الحديث بالباب أنه لما لم يلق النوى الذي خالطه الريق ورطوبة الفم في إناء التمر لئلا يختلط بالتمر فتستقذر به النفس فكيف ينفخ في الشراب والطعام ؛ لأن النفخ لا يخلو من بزاق وغيره الذي يستقذر به النفس . قال المنذري : وأخرجه مسلم والترمذي والنسائي . أهـ