بسم الله الرحمن
الرحيم
لقد اجتمع لكلمة
الإخلاص فضائل جمة و ثمرات عديدة و لكن هذه الفضائل لا تنفع
قائلها بمجرد النطق بها فقط ، و لا تتحقق اٍلا لمن قالها مؤمنا
بها عاملا بمقتضاها ، و من أعظم فضائلها أن الله حرم على النار
من قالها يبتغي بذلك وجه الله ، كما في حديث عتبان أن رسول الله
صلى الله عليه و سلم قال :ـ
اٍن الله
حرم على النار من قال : لا اٍله اٍلا الله يبتغي بذلك وجه الله
متفق
عليه
و غير ذلك من
الأحاديث التي تبين أن الله حرم على النار من قال لا اٍله اٍلا
الله . لكن هذه الأحاديث جاءت مقيدة بالقيود الثقال ، و أكثر من
يقولها يخشى عليه أن يفتتن عنها عند الموت فيحال بينه و بينها
بسبب ذنوب أصر عليها و تهاون بها، و أكثر من يقولها اٍنما يقولها
تقليدا أو عادة ، و لم يخالط الإيمان بشاشة قلبه ، و غالب من
يفتتن عند الموت و في القبور أمثال هؤلاء كما في الحديث
:ـ
سمعت الناس
يقولون شيئا فقلته
رواه أحمد و
أبو داود
و حينئذ فلا
منافاة بين الأحاديث فاٍنه اٍذا قالها باٍخلاص و يقين تام لم يكن
في هذه الحالة مصرا على ذنب أصلا، فاٍن كمال اٍخلاصه و يقينه
يوجب أن يكون الله أحب اٍليه من كل شيء فلا يبقى في قلبه اٍرادة
لما حرم الله و لا كراهة لما أمر الله به ، و هذا هو الذي يحرم
على النار و اٍن كانت له ذنوب قبل ذلك ، فاٍن هذا الإيمان و هذه
التوبة و هذا الإخلاص ، و هذه المحبة و هذا اليقين لا تترك له
ذنبا اٍلا و يمحى كما يمحو الليل النهار.ـ
أركانها
للشهادة
ركنان :ـ
ـ1ـ نفي في
قول ـ لا اٍله ـ
ـ2ـ اٍثبات
في قوله ـ اٍلا الله ـ
فلا اٍله نفت
الألوهية عن كل ما سوى الله و ـ اٍلا الله ـ أثبتت الألوهية لله
وحده لا شريك له
عن منشورات دار ابن خزيمة