الأرجوزة ذات الأمثال
1 الحَمـدُ لِلَّهِ عَلى تَقديــرِهِ وَحُسنِ ما صَرَفَ مِن أُمـــورِ هِ
2 الحَمدُ لِلَّهِ بِحُسـنِ صُنعِــهِ شُكـــراً عَلى إِعطائِهِ وَمنْعِهِ
3 يَخيرُ لِلعَبدِ وَإِن لَم يَشكُــرُ ه وَيَستُرُ الجَهلَ عَلى مَن يُظهِـرُه
4 خَوَّفَ مَن يَجهَـلُ مِن عِقابِــهِ وَأَطمَعَ العامِلَ في ثَوابِــــهِ
5 وَأَنجَدَ الحُجَّـةَ بِالإِرســالِ إِلَيهِمُ في الأَزمُـــنِ الخَوالي
6 نََسْتََعصـــِمُ اللَهَ فَخَيرُ عاصـم قَد يُسعِدُ المَظلومَ ظُلمُ الظالِـم
7 فَضَّلَنا بِالعَقـلِ وَالتَدبــيرِ وَعِلمِ ما يَأتي مِنَ الأُمــــورِ
8 يا خَيرَ مَن يُدعى لَدى الشَـدائِدِ وَمَن لَهُ الشُكرُ مَعَ المَحامــ ِدِ
9 أَنتَ إِلَهي وَبِكَ التَوفيـــقُ وَالوَعدُ يُبدي نورَهُ التَحقــيقُ
10 حَسبُكَ مِمّا تَبتَغيهِ القـوتُ ما أَكثَرَ القـو تَ لِمَن يَموتُ
11 إِن كانَ لا يُغنيكَ ما يَكفيـكا فَكُلُّ ما في الأَرضِ لا يُغنيــكا
12 الفَقرُ فيما جاوَزَ الكَفـافا مَن عَرَفَ اللَهَ رَجا وَخافـــا
13 إِنَّ القَليلِ بِالقَليــلِ يَكثُرُ إِنَّ الصَفــاءَ بِالقَذى لَيَكدُر
14 يا رُبَّ مَن أَسخَطَنا بِجَهـدِهِ قَد سَرَّنا اللَهُ بَغَيرِ حَمـ دِهِ
15 مَن لَم يَصِل فَاِرضَ إِذا جَفاكَـا لا تَقطَعَنَّ لِلهَوى أَخاكـ ـا
16 العَنْزُ لاَ يَسْمَــنُ ِإلَّا بعَِلَفْ لا يَسْمـ َنُ العنزُ بقِوَْل بِلَطَفْ
17 اللَهُ حَسبي في جَميعِ أَمـري بِهِ غَنائي وَإِلَيهِ فَقــري
18 لَن تُصلِحَ الناسَ وَأَنتَ فاسِـدُ هَيهاتَ ما أَبعَدَ ما تُكابِــــدُ
19 التَركُ لِلدُنيا النَجاةُ مِنهــا لَم تَرَ أَنهى لَكَ مِنها عَنهــا
20 لِكُلِّ ما يُؤذي وَإِن قَلَّ أَلَــم ما أَطوَلَ اللَيــلَ عَلى مَن لَم يَنَم
21 مَن لاحَ في عارِضِهِ القَتـيرُ فَقَد أَتاهُ بِالبَلى النَذيــــر
22 إِنْ اخْتَفَى مَا فِي الزَمـَانِ الآتِي فَقِسْ عَلَى المَاضِي مِنَ الأَوْقَـاتِ
23 مَن جَعَلَ النَمّامَ عَيناً هَلَكـا مُبلِغُكَ الشَرَّ كَباغيهِ لَكـــا
24 يُغنيكَ عَن قولِ قَبيحٍ تَركُـهُ [ قَد يوهِنُ ] الرَأيَ الأَصيـلَ شَكُّهُ
25 لِكُلِّ قَلبٍ أَمَـلٌ يُقَلِّبُـه يَصدُقُهُ طَـوراً وَطَـوراً يَكذِبُه
26 المَكرُ وَالخِبُّ أَداةُ الغـادِرِ وَالكَذِبُ المَحضُ سِلاحُ الفاجـِر
27 لَم يَصْفُ لِلمَرءِ صـَديقٌ يَمذُقُه لَيسَ صَـديقُ المَرءِ مَن لا يَصدُقُه
28 مَعـروفُ مَن مَنَّ بِهِ خِــداجُ ما طـابَ عَذبٌ شابَهَ عَجاج ُ
29 سَامِحْ إذاُسمت ولا تخش الغبن لَم يَغْلُ شَيْ ءٌ هُوَ مَوْجُودُ الثَّمَـنْ
30 مَنْ عَاشَ لم يَخْلُ مِنْ الُمصِيبِـة وَقَلَّ مَا يَنْفَكُّ عَنْ عَجِيــبَة
31 َيا طَالِبَ الدُّنْيَا بِدُنْيَا الِهـمَّة أَيْنَ طَلَبْـــتَ الَّلهَ كَانَ َثمـَّـــة
32 يُوسِعُ الضِّيقَ الرِّضَـا بِالضِّيقِ وَإنَّمَا الرُّشــْـدُ مِنَ التَّوْفــِـيقِ
33 أَسْتودِعُ اللهَّ أمُورِي كلُهَّـــَـا إِنْ لم يكن رَبِّي لَهَا فمـن لـَـهَا
34 ماَ أبَْعَدَ الشَّيْءَ إِذَا الشَيْءُ فُقِــدْ مَا أَقْرَبَ الشَّيْ ءَ إِذَا الشَّيْ ءُ وُجِـدْ
35 يَعِيـشُ حَيٌّ بِتُرَاثِ مَيْتِ يَعْمُرُ بَيْتٌ بِخَــرَابِ بَيْتِ
36 صُلْحُ قَرِينِ السُّوءِ لِلْقَـرِين ِ كَمِثْلِ صُلْحِ اللَّحْمِ وَالسِّكـِــيِن
37 مَا عَيشُ مَن آفَتُهُ بَقــاؤُه ُ نَغَّصَ عَيشاً طَيِّباً فَنــاؤُه
38 إِنّا لَنَفنى نَفَساً وَطَرفــــا [ لَم ] يَترُكِ المَوتُ لِإِلفٍ إِلفـا
39 وَلِلكَلامِ باطِنٌ وَظاهـ ِرُ في سـاعَةِ العَدلِ يَموتُ الفاجِرُ
40 عَلِمتَ يا مُجاشِـعُ بنَ مَسعَدَة أَنَّ الشَبــابَ وَالفَراغَ وَالجِدَة
41 *مَفسَدَةٌ [ لِلمَـرء ]ِ أَيُّ مَفسدَة *
42 [ يا لِلشَبابِ المَرِح ] التَصابي رَوائِحُ الجَنَّةِ في الشَبـاب ِ
43 اصْحَبْ ذَوِي الفَضْلِ وأَهْلَ الدِّينِ فَالَمرْءُ مَنْسُوبٌ إِلَى القَرِيــنِ
44 إِيَّاكَ والغَيْبَة وَالنَّمِيمَــة فَإِنَّهَا مَنْزِلة ذَمِيمَـــة
45 لَا تهبن ِفي الأُمُورِ فرطَـا لاَ تَسْـأَلَن إِنْ سَأَلْتَ شَططاًَ
46 * وَكُنْ مِنَ النَّـاسَ جَمِيعاً وَسَـطاً *
47 لَيسَ عَلى ذي النُصحِ إِلّا الجَهدُ الشَيبُ زَرعٌ حـانَ مِنهُ الحَصدُ
48 *الغَدرُ نَحسٌ وَالوَفـــــاءُ سَعــدُ*
49 هِيَ المَقاديرُ فَلُمني أَو فَـذَر تَجري المَقاديرُ عَلى غَرزِ الإِبَـر
50 *إِن كُنتُ أَخطَأتُ فَما أَخطأ القـَدَر*
51 إِنَّ الفَسـادَ [ بَعدَهُ ] الصَلاحُ يا رُبَّ جِدٍّ جَرَّهُ المــــِزاحُ
52 [ ما ] تَطلُعُ الشَمسُ وَلا تَغيـــبُ إِلّا لِأَمرٍ شَأنُهُ عَجيــبُ
53 لِكُلِّ شَيءٍ مَعــدِنٌ وَجَوهـَرُ وَأَوسَطٌ وَأَصغَرٌ وَأَكبــــَرُ
54 وَكُلُّ شَيءٍ لاحِقٌ بِجَوهَـرِه أَصغَرُهُ مُتَّصِـــلٌ بِأَكبَـــرِه
55 مَن لَكَ بِالمَحضِ وَكُلٌّ مُمتَـزِج وَساوِسٍ في الصَدرِ [ مِنكَ ] تَعتَلِج
56 مَنْ لَكَ بِالمَحْضِ وَلَيْـسَ مَحْضُ َيخْبُثُ بَعْضٌ وَيَطِيـبُ بَعْضُ
57 لِكُلِّ إِنسـانٍ طَبيـع َتانِ خَيرٌ وَشَرٌّ وَهُما ضـِدّ انِ
58 إِنَّكَ لَو تَستَنشـِقُ الشَحيـحا وَجَدتَهُ أَخبَثَ شَيءٍ رِيـحاً
59 عَجِبتُ لَمّا [ ضَبَّني ] السُكـــوتُ حَتّى كَأَنّي حائِرٌ مَبهــوتُ
60 كَذا قَضـــى اللَهُ فَكَيفَ أَصنَـعُ وَالصَمتُ إِن ضـاقَ الكَلامُ أَوسَعُ
61 نَعـو ذُ بِاللَهِ مِنَ الشَيطانِ ما أَولَعَ الشَيطانَ بِالإِنســانِ
62 خَيرُ الأُمـورِ خَيرُها عَواقِبا مَن يُرِدِ اللَهُ يَجِد مَذاهــِبا
63 الـجــودُ مِمّا يُثبِتُ المَحَبَّةَ وَالبُخلُ مِمّا يُثبِتُ المَسَبَّــــه
64 لِكُلِّ شَيءٍ أَجَلٌ مَكتــوبُ وَطالِبُ الرِزقِ بِهِ مَطلــوبُ
65 لِكُلِّ شَيءٍ سَبَبٌ وَعاقِبـَه وَكُلُّها آتِيَةٌ وَذاهِبَـة
66 يا عَجَباً مِمَّن يُحِبُّ الدُنيـا وَلَيسَ لِلدُنيـا عَلَيهِ بُقيـا
67 الصِدقُ وَالبِرُّ هُمـا الوِقـاءُ يَومَ تَقومُ الأَرضُ وَالسَمـــاءُ
68 وَكُلُّ قَرنٍ فَلَــهُ زَمــــانُ وَلَم يَدُم مُلكٌ وَلا سُلطـا نُ
69 ما أَسرَعَ المَوتَ وَإِن طالَ العُمــُر وَرُبَّما كانَ قَليـلاً فَكـدُر
70 مَسَرَّةُ الدُنيا إِلى تَنغيــصِ وَرُبَّما أَكَدت يَدُ الحَريــــص
71 ما هِيَ إِلّا دُوَلٌ بَعـدَ دُوَل تَجري بِأَسبـاب ٍ تَأَتّى وَعِلَل
72 ما قَلَبَ القَلبَ كَتَقليـبِ الأَمَل لِلقَلبِ وَالآمـالِ حَلٌّ وَرَحَل
73 وَكــُلُّ خَيرٍ تَبَعٌ لِلعَقلِ وَكُــلُّ شَرٍّ تَبَعٌ لِلجَهلِ
74 لِكُلِّ نَفسٍ هِمَمٌ وَنَجـوى لا كَرَمٌ يُعرَفُ إِلّا التَقــوى
75 لِيَجهَدِ المَرءُ فَما يَعـدو القَدَر وَرُبَّما قـادَ إِلى الحَيْنِ الحََذَر
76 ما صاحِبُ الدُنيا بِمُستَريـحٍ وَالداءُ داءُ النَهِم الشَحيــح
77 لَم نَرَ شَيئاً يَعدِلُ السَلامَـه لا خَيرَ فيما يُعقِبُ النَدامـَه
78 بِحَسبِكَ اللَهُ فَما يَقضـي يَكُن وَما يُهَوِّنهُ مِنَ الأَمــرِ يَهُن
79 كَم مِن نَقِيِّ الثَوبِ ذي قَلبٍ دَنِس الُمـوحِشُ الباطِلِ وَالحَقُّ أَنِس
80 تَحَرَّ فيما تَطلُبُ البَلاغـا وَاِغتَنِمِ الصِحَّةَ وَالفَراغـــا
81 المَرءُ يَبغي كُلَّ مَن يَبغيـهِ وَكــُلُّ ذي رِزقٍ سَيَستَوفيـهِ
82 في كُلِّ شَيءٍ عَجَبٌ مِنَ العَجَب وَكُـلُّ شَيءٍ فَبِوَقتٍ وَسَبَب
83 الحَقُّ ما كانَ أَحَقُّ مـا اِتُّبِع وَرُبَّما لَجَّ لَجـو جٌ فَرَجَع
84 الأَمرُ قَد يَحدُثُ بَعـدَ الأَمرِ كُلُّ اِمرِئٍ يَجـري وَلَيسَ يَدري
85 دُنيايَ يا دُنيايَ غـُرّي غَيري إِنّي مِنَ اللَـهَ بِكُـلِّ خَيرِ
86 لِكُلِّ نَفسٍ صِبغَةٌ وَشيـمَه وَلَن تَرى عَزيمَــــه
87 لا تَترُكِ المَعـروفَ حَيثُ كُنتا وَاِعـزِم عَلى الخَيرِ وَإِن جَبُنتا
88 الحَمـــد ُ لِلَّهِ كَثيراً شُكرا اللَهُ أَعـلى وَأَعَــز ُّ أَمرا
89 لاَبُدَّ ِممَّا لَيْسَ مِنْهُ بُـد ُّ والغَيُّ لاَ يَنْزِلُ حَيْثُ الرُّشْــدُ
90 ما شـاءَ رَبّي أَن يَكونَ كانا وَالمَرءُ يـُردي نَفســَهُ أَحيانا
91 كُلُّ اِجتِماعٍ فَإِلى اِفتِـراقِ وَالدَهرُ ذو فَتحٍ وَذو إِغـلاقِ
92 كُلٌّ يُنـاغي نَفسَهُ بِهاجِسِ [ تَعلُّقٌ ] مِن عُلَقِ الوَسـاوِس ِ
93 نَستَــوفِق ُ اللَهَ لِما نُحِبُّ ما أَقبَحَ الشَيخَ الكَبيرَ يَصبـو
94 في كُلِّ رَأسٍ نَزوَةٌ وَطَربَـة رُبَّ رِضىً أَفضـَلُ مِنهُ غَضبَة
95 *كَم غَضبَةٍ طابَت بِها المَغَبَّــ ة *
96 يا عاشِقَ الدُنيـا تَسَلَّ عَنها وَيلي عَلى الدُنيـا وَوَيلي مِنها
97 ما أَسرَعَ الساعاتِ في الأَيـّامِ وَأَسرَعَ الأَيّــــامَ في الأَعوامِ
98 لِلمَوتِ بي جِدٌّ وَأَيُّ جِـدِّ وَلَستُ لِلمَوتِ بِمُستَعــِدِّ
99 هَل أُذُنٌ تَسمَعُ مـا تسمـــع قَوارِعُ الدَهــــرِ الَّتي تُقَرِّع ُ
100 ما طابَ فَرعٌ لاَ يَطيـبُ أَصلُهُ اِحذَر مُؤاخاةَ اللَئيــــمِ فِعلُهُ
101 اِنظُر إِذا آخَيتَ مَن تُؤاخـي ما كُلُّ مَن آخَيتَ بِالمُؤاخــ ي
102 الحَمدُ لِلَّهِ الكَثيــرِ خَيرُهُ لَم يَسَعِ الخَلقَ جَميـــعا ً غَيرُهُ
103 مَن يَشتَكِ الدَهرَ يَطُل في الشَكوى الدَهـرُ ما لَيسَ عَلَيهِ عَدوى
104 لَم نَرَ مَن دامَ لَهُ سـُر ورُ وَصاحِبُ الدُنيــا بِها مَغرورُ
105 نَعـ وذُ بِاللَهِ مِنَ الشَقـــاءِ ما أَطمَعَ الإِنســـ ـــانَ في البَقاءِ
106 لَم يَخلُ مِن حُسنِ يَـدٍ مَكانُهُ وَالمَرءُ لَم يُسلِمَهُ إِحسـانُه ُ
107 مَن يَأمَنُ المَـوتَ وَلَيسَ يُؤْمَنُ نَحنُ لَهُ في كُلِّ يَـوم ٍ نُؤذَنُ
108 يا رُبَّ ذي خَوفٍ أَتى مِن مَأمَنِه كَـم مُبتَلىً مِن يَأسِهِ بِأَمَنِه
109 اِستَغنِ بِاللَـــ هِ تَكُن غَنِيّاً اِرضَ عَنِ اللَـ هِ تَعِش رَضِيّا
110 يا رَبِّ إِنّا بِكَ يا عَظيـمُ إِنَّكَ أَنتَ الواسِعُ الحَكيــــمُ
111 يَكونُ ما لا بُدَّ أَن يَكونـــا وَكُلُّ راجٍ رَجَّمَ الظُنونـــا
112 سُبحـانَ مَن لا يَنقَضي عَجَائِبُه سُبحــانَ مَن لا يَخيبُ طالِبُه
113 لَم يَعـدَمِ اللَهُ وَلِلَّهِ القِــدَم وَالســــابِقُ اللَهُ إِلى كُلِّ كَرَم
114 ما كُلُّ شَيءٍ يُبتَغى يُنـالُ وَطَالِـبُ الحَقِّ لَهُ مَقـالُ
115 أَفَلحَ مَن كانَ لَـهُ تَفَكُّرُ ما كُلُّ ذي عَيشٍ يـَرى ما يُبصِرُ
116 وَكُلُّ نَفسٍ فَلَـ ها تَعَلُّلُ وَإِنَّما النَفسُ عَلى مـا تُحمَل
117 وَعادَةُ الشَرِّ فَشَرُّ عـادَة وَالمَرءُ بَينَ النَقصِ وَالزِيـــادَة
118 لِكُــلِّ ناعٍ ذاتَ يَومٍ ناعِ وَإِنَّما النَعيُ بِقَدرِ النــاعي
119 *وَكُلُّ نَفسٍ فَلَهــا دَواعِ *
120 ما أَكرَهَ الإِنسـانَ لِلتَفَضُّلِ وَإِنَّمــا الفَضلُ لِكُلِّ مُفضِلِ
121 رَبِّ لَكَ الحَمـدُ وَأَنتَ أَهلُهُ مَن لَزِمَ التَقــــوى أَنارَ عَقلُهُ
122 ما غـايَةُ المُؤمِنِ إِلّا الجَنَّه تَبــارَكَ اللَهُ العَظيمُ المِنَّه
123 يا عَجَباً لِلَّيلِ وَالنَهـــارِ لا بَل لِساعاتِهِما القِصـــارِ
124 ما أَطحَنَ الأَيّامَ لِلقُـرونِ كَم لِاِمرِئٍ مِن مَأمَنٍ خـَؤونِ
125 يا رُبَّ حُلوٍ سَيَعـودُ سُمّا وَرُبَّ حَمدٍ سَيَعـــودُ ذَمّا
126 وَرُبَّ سِلمٍ سَيَعـودُ حَربا وَرُبَّ إِحسانٍ يَعـود ُ ذَنبا
127 المــَوتُ لا يُفلِتُ حَيٌّ مِنهُ كَم ذائِقٍ لِلمَـوتِ لاهٍ عَنهُ
128 ما أَسرَعَ البَغيَ لِكُلِّ بـاغِ وَرُبَّ ذي بَغيٍ مِنَ الفـــَرا غِ
129 لِكُلِّ جَنبٍ ذاتَ يَومٍ مَصـْرَعْ وَالحَقُّ ذو نـــورٍ عَلَيهِ يَســطَعْ
130 لا تَطلُبُ المَعـروفَ إِلّا مِن أَخِ يَسومُكَ الوِدَّ بِهِ سـَومَ السَخي
131 *الزُهدُ في الدُنيـــا هُوَ العَيشُ الرَخي*
132 يا رُبَّ شُؤمٍ صـارَ لِلبَخيلِ أَكْرِم بِأَهلِ العِلـمِ بِالجَميــلِ
133 مَن كانَ في الدُنيـا لَهُ زَهادَة فَعِندَها طابَت لَهُ العِبـــا دَة
134 أَصلِح وَمَن يُصلِح فَمـــاذا يَربَحْ وَالشَيءُ لا يَصلُحُ إِن لَـم يُصلَحْ
135 كُلُّ جَديـدٍ سَيَعودُ مُخلِقاً وَمَن أَصـابَ مَرَفِقـــا
136 ما اِنتَفَعَ المَـرءُ بِمِثلِ عَقلِه وَخَيرُ ذُخـرِ المَرءِ حَسنُ فِعلِه
137 لَم يَزَلِ اللَهُ عَلَينا مُنعِمـا وَمَن طَغى عاشَ فَقيـراً مُعدَما
138 اليُبسُ وَالبَأسِ لِأَهلِ البـاسِ وَسادَةُ النـاس ِ خِيارُ الناسِ
139 أَيُّ بِناءٍ لَيسَ لِلخَـــر ابِ وَأَيُّ آتٍ لَيسَ لِلذَهــــابِ
140 كَأَنَّ شَيئاً لَم يَكُن إِذا اِنقَـضى وَما مَضى مِمّا مَضـى فَقَد مَضى
141 ما أَزيَنَ العَقلَ لِكُلِّ عـاقِلِ ما أَشيَنَ الجَهلَ لِكُلِّ جاهـِلِ
142 بُؤسى لِمَن قـالَ بِما لا يَعلَمُ وَصاحِبُ الحَقِّ فَلَيسَ يَنـدَمُ
143 الخَيرُ أَهلٌ أَن يُحِبَّ أَهلـُهُ وَالحَقُّ ذو خِفٍّ ثَقيـلٍ حَملُهُ
144 *وَالحَينُ خَتّـالٌ لَطيفٌ خَتلُهُ*
145 أَينَ يَفِرُّ المـ َرءُ أَينَ أَينـا كُلُّ جَميـع ٍ سَيُلاقي بَينا
146 إِلَيكِ يا دُنيــا إِلَيكِ عَنّي ماذا تُريديـــ ـنَ تَخَلّي مِنّي
147 يا دارُ دارَ الهَمِّ وَالمَعاصـي هَل فيكِ لي بابٌ إِلى الخـَلاصِ
148 نَطلُبُ أَن نَبقى وَلَيسَ نَبقـى كُلٌّ سَيَلقى اللَـ هَ حَقّا حَقّا
149 لِكُلِّ عَينٍ عِبرَةٌ فيمـا تَرى وَالحَقُّ مَحفوفٌ بِأَعـلامِ الهُدى
150 *يَقبَلُهُ العَقلُ وَيَنفيـهِ الهَوى*
151 كَم بارَكَ اللَـهُ لِقَلبي فَاِتَّسَع وَاللَـــ هُ إِن بارَكَ في شَيءٍ نَفَع
152 لا تُتبِعِ المَعـروفَ مِنكَ مِنّا أُخِيَّ أَحسِن بِأَخيـكَ الظَنّا
153 سُبحانَكَ اللَهُـمَّ سَلِّم سَلِّمِ وَتَمِّمِ النُعمى عَلَينــــــا تَمِّمِ
154 طوبى لِمَن صَحَّت بَناتُ حِسِّهِ وَمَن كَفــاهُ اللَهُ شَرَّ نَفسِهِ
155 كَم دَولَةٍ سَوفَ يَكـونُ غَيرُها وَسَوفَ يَفنى شَرُّهـا وَخَيرُهـا
156 يا عَجَباً لِلدَهــرِ في تَقَلُّبِه المـــَرءُ مُذ كانَ عَلى تَوَثُّبِه
157 ما أَعظـَمَ الحُجَّةَ إِن عَقَلنا ما يَغفُلُ المَــوتُ وَإِن غفَلنا
158 اِعتَبِرِ اليَـومَ بِأَمسِ الذاهِبِ وَاِعجَب فَما تَنفَكُّ مِن عَجـائِبِ
159 تَرى الأُمـورَ وَاللَـــــهُ في كُلِّ الأُمورِ يَقضي
160 تَبـارَكَ اللَهُ يا صاحِبَ التَسـويفِ ماذا تَنتَظِر
161 مـَن قَنِعَ وَالمَوتُ ما أَسرَعَهُ وَأَوحــى
162 يا رَبِّ إِنّــي بِكَ أَنتَ رَبّي وَمِنكَ إِحســـان ٌ وَمِنّي ذَنبي
163 أَستَغفِـــرُ اللَهَ فَنِعمَ القـادِرُ اللَهُ لي مِن شَرِّ ما أُحــاذِرُ
164 حَتّى مَتى المُذنِبُ لا يَتـوبُ أَما تَرى ما تَصنَعُ الخُطـوبُ
165 ما المُلكُ إِلّا الجـاهُ عِندَ اللَهِ الجاهُ عِندَ اللَــهِ خَيرُ جــــاهِ
166 كأسَ اِمرُؤٌ مُنتَظِرٌ لِلمــَوتِ وَكأسَ مَن بـاد َرَ قَبلَ الفَوتِ
167 سَبيلُ مَن ماتَ هُوَ السَبيـلُ بَقاؤنا مِن بَعدِهِم قَليــلُ
168 قَـد يَضحَكُ القَلبُ بِعَينٍ تَبكي وَالأَخذُ قَد يَجـري بِمَعنى التَركِ
169 ما هِيَ إِلّا الحادِثـاتُ حَتّى تَترُكَ أَهــلَ الأَرضِ بَتّا بَتّا
170 لا بُدَّ لا بُدَّ مِنَ الحــَوادِث ِ تَمُرُّ تَطوي حادِثاً بِحـا دِثِ
171 لا عَيْشَ إِلَّا عَيْشَ أَهْلِ الآخِـَــرةْ إِنَّا لنَعَمْىَ وَالعُيُونُ نَاظِــــرَةْ
172 المَوتُ حَقٌّ لَيسَ فيـهِ شَكٌّ تَفنى المُلــوكُ وَيَبيدُ المُلكُ
173 اللَـهُ رَبّي وَهوَ المَليــكُ لَيسَ لَهُ في مُلكِهِ شَريــــكُ
174 اللَـهُ يَفنينا وَلَيسَ يَفنى لَهُ الجَلالُ وَالصِفــات ُ الحُسنى
175 اللَــهُ مَولانا وَنِعمَ المَولى فَقُل لِمَن يَعصيــــهِ أَولى أَولى
176 ما هُوَ إِلّا عَفوُهُ وَحِلمُــهُ سُبحـانَ مَن لا حُكمَ إِلّا حُكمُهُ
177 نَتائِجُ الأَحوالِ مِن لا وَنَعَـم وَالنَفسُ مِن بَينِ صُموتٍ وَعَـدَم
178 يَذهَبُ شَيءٌ وَيَجـيءُ شَيُّ ما هُوَ إِلّا رَشَــدٌ وَغَيُّ
179 وَإِنَّما العِلمُ بِعَينٍ وَأَثَــــر وَإِنَّما التَعليـــمُ عِلمٌ وَخَبَر
180 نَحنُ مِنَ الدُنيا عَلى وِفـازِ طوبى لِمَن أَسرَعَ في الجِهــاز ِ
181 وَكُلُّ مَأخـوذٍ فَسَوفَ يُترَكُ وَالمُلكُ لا يَبقى وَلا المُمَــــــلَّكُ
182 أَتَت مُلوكٌ وَمَضَت مُلـوكُ غَرَّتهُمُ الآمـــالُ وَالشُكوكُ
183 المَلِكُ الحَيُّ هُوَ المُميـتُ لَهُ الجَميــــعُ وَلَهُ الشَتيتُ
184 في كُلِّ شَيءٍ عِبرَةٌ مِنَ العِبـرِ وَكُلُّ شَيءٍ بِقَضـ اءٍ وَقَدَر
185 رَبّي إِلَيهِ تُرجَعُ الأُمــور ُ أَستَغفِرُ اللَـهَ هُوَ الغَفورُ
186 عَمِلتُ سوءً وَظَلَمتُ نَفســـي وَخِبتُ يَومي وَأَضَعتُ أَمسـي
187 وَلي
غَدٌ يُؤخَـذُ مِنّي لَهُما هُما الدَليـلانِ عَلى ذاكَ هُما
188 يا عَجَباً مِن ظُلـمِ الذُنوبِ إِنَّ لَها رَيناً عَلى القُلـــو بِ
189 اللَهُ فَعــّالٌ لِما يَشاءُ غَداً غَداً يَنكَشِفُ الغِطـاءُ
190 *كَم شِدَّةٍ مِن بَعدِها رَخــاءُ*
191 إِنَّ الشَقِيَّ لِلشَقِيُّ الخائـِنُ وَكُلُّنا عَمّا نَراهُ بائِــنُ
192 كُلٌّ سَيَفنى عاجِلاً وَشيـكا تَرحَلُ عَن تَيّا وَتَنأى تيكـا
193 *ناهيكَ مِمّا سَتـَـــر ى ناهيكا*
194 وَكُـل ُّ شَيءٍ مُقبِلٌ مُوَلِّ وَكُــلُّ ذي شَيءٍ لَهُ مُخَلِّ
195 رَضيتُ بِاللَهِ وَبِالقَضـــاء ما أَكرَمَ الصَبرَ عَلى البَــلاءِ
196 نَلعَبُ وَالدَهرُ بِنا سَريـعُ وَالمَوتُ بينا دائِبٌ ذَريـع ُ
197 *كُلُّ بَني الدُنيا لَها صَريــعُ *
198 أَلا اِنتَبِه ثُمَّ اِنتَبِه يا ناعـِسُ أُخَيَّ لا تَلعَب بِكَ الوَسـاوِسُ
199 دُنيايَ يا دُنيايَ يا دارَ الفِتـَن يا دارُ يا دارَ الهُمــومُ وَالحَزَنَ
200 يا غَيرَ الدَهرِ وَيا صَرفَ الزَمَــن إِن أَنا لَم أَبكِ عَلى نَفسي فَمَـن
201 لِكُلِّ هَمٍّ فَرَجٌ مِنَ الفَــرَجِ تَثَقَّفَ الحَقُّ فَما فيـهِ عِوَج
202 يا عَجَباً ما أَسرَعَ الأَيّامـا عَجِبتُ لِلنائِمِ كَيفَ نامـا
203 يا عَجَباً كُلٌّ لَهُ تَصريـفُ صَرَّفَهُ المُصَرِّفُ اللَطيـفُ
204 وَأَيُّ شَيءٍ لَيسَ فيهِ فِكـرَة
وَأَيُّ شَيءٍ لَيـسَ فيهِ عِبـرَة
205 نَرى اِفتِراقاً وَنَرى اِجتِماعـا نَرى اِتِّصـالاً وَنَرى اِنقِطاعــا
206 المُؤمِنُ المُخلِصُ لا يَضــيعُ وَحُكمَـةُ اللَهِ لَهُ رَبيــعُ
207 حَتّى مَتى لا تَرعَـوي حَتّى مَتى لَقَد عَصَيتَ اللَهَ كَهــلاً وَفَتى
208 ما أَقـرَبَ النَقصَ مِنَ النَمـاءِ وَكُلُّ مَن تَـــمَّ إِلى فَنــاءِ
209 أَرى البِلى فينا لَطيــفَ الفَحصِ بَينَ الزِيـاداتِ وَبَينَ النَقصِ
210 إِن كُنتَ تَبغي أَن تَكونَ أَملَسـا فَكُن مِنَ الدُنيا أَصَمَّ أَخرَسـا
211 *وَأَرغَب إِلى اللَـهِ عَسى اللَهُ عَسى*
212 يا ذا الَّذي اِستيقاظُهُ مُشتَبَهُ لا راقِــدٌ أَنتَ وَلا مُستَنبِهُ
213 مَن آثَرَالمُلكَ عَلى الكَينـونَة كانَ مِنَ المُلكِ عَلى بَينــونَة
214 لِيَخشَ عَبدٌ دَعوَةَ المَظلـومِ وَحِكمَــةِ الحَيِّ بِها القَيـ ّومِ
215 وَيحَكَ يا مُغتَصِبَ المِسكـينِ وَيحَكَ مِن دَيّانِ يَومِ الدَيـنِ
216 الدينُ لِلَّهِ هُوَ الدَيّــا نُ وَحُجَّةُ اللَهِ هِيَ السُلــطانُ
217 تُدانُ يَوماً ما كَما تَديـنُ وَيحَكَ يا مِسكينُ يا مِسكـينُ
218
لِمِثلِ هَذا فَلَيبكَ البـاكي ** حَسبُكَ بِالبُيودِ مِن هَـلاكِ
219 لَيسَ الرِضى إِلّا لِكُـلِّ راضِ وَكُلُّ أَمـ رِ اللَهِ فينا ماض
220 السُخطُ لا يَبرَحُ كُلَّ ساخـِطِ أَيُّ هَوىً فيهِ سُقـوطُ الساقِطِ
221 وَصِلِ اللَهَ عَلى ما تَهـوى وَلازِمِ الرُشدَ لِكَي لا تَغـوى
222 مَن ضاقَ حَلَّت نَفسُهُ في الضيـقِ لَيسَ اِمرُؤٌ ضاقَ عَلى الطَريـقِ
223 ما أَوسَعَ الدُنيا عَلى المُسـامِحِ ما فـاز َ إِلّا كُلُّ عَبدٍ صالِحِ
224 عاقِبَةُ الصَبرِ لَها حَــلَاوَة وَعــادَةُ الشَرِّ لَها ضَراوَة
225 تَعَزَّ بِالصَـبرِ عَلى ما تَكرَهُ
وَلا تُخَلِّ النَفسَ حينَ تَشـرَهُ
226 النَفسُ إِن أَتبَعتَها هَواهــا فاغِرَةٌ نَحوَ هَواهــا فَاهَا
227 لا تَبغِ ما يَجزيكَ مِنهُ دونَـهُ وَإِن رَأَيتَ الناسَ يَطلُبـــ ـونَهُ
228 أَيُّ غِنىً لِلمَرءِ في القُنـوعِ وَالمَرءُ ذو حِرصٍ وَذو وَلـوعِ
229 المَرءُ دُنياهُ لَهُ غَـرّ ارَة وَالنَفسُ بِالسوءِ لَهُ أَمـــّار َة
230 ما النَفسُ إِلّا كَـدرٌ وَصَفـــو طَعمٌ لَهُ مُرُّ حُلـو وَطَعـمٌ
231 لِكُلِّنا يا دارُ مِنكِ شَجْـوُ وَبَعضُنا مِن شَجـوِ بَعضٍ خِلْوُ
232 ما زالَتِ الدُنيـا لَنا دارَ أَذى مَمزوجَةَ الصَفوِ بِأَلوانِ القَـذى
233 الخَيرُ وَالشَرُّ بِهـا أَزواجُ لِذا نِتــاجٌ وَلِذا نِتـاجُ
234 سُبحانَ رَبّي فالِقِ الإِصْبَـاحِ ما أَطلَبَ المَسـاءَ لِلصَبــاحِ
235 إِنَّ الجَديـدَينِ هُما هُما هُما هُما هُما دائِـرَةٌ رَحاهُما
236 يا دارُ الباطِـــ لِ المُعَتَّقِ عَلِقتُ مِمَّن فيـكَ كُلَّ مَعْلَقِ
237 لا عَيشَ إِلّا عَيشُ أَهلِ الـحَقِّ دارُ خُلودٍ لِحِســـابِ الحَقِّ
238 ما عَيشُ مَن ضَلَّ الرِضى بِعَيشِ الساخِطِ العَيشِ كَثيـرُ الطَيشِ
239 جَدَّ بِنا الأَمرُ وَنَحنُ نَلعَـبْ وَكُلُّ آتٍ فَكـَذاكَ يَذهَـ بْ
240 يَنعى حَيـاةَ الحَيِّ مَوتُ المَيِّتِ يُسمِعُهُ النَعيَ بِصَـوتٍ صَيِّتِ
241 عَلَيكَ لِلنـاسِ بِنُصحِ الجَيبِ وَكُن مِنَ النــاسِ أَمِينَ الغَيبِ
242 إِرضَ مِنَ الدُنيا بِما يَفوتُكـا
وَاِعلَم بِأَنَّ الـرِزقَ لا يَفوتُكــا
243 القوتُ مِن حِلٍّ كَثيـرٌ طَيِّبُ وَالحظُ بِكرٌ تـار َةً وَثَيِّبُ
244 أَصلُ الخَطايـا خَطرَةٌ وَنَظرَةُ وَغَدرَةٌ ظاهِـــرَ ةٌ وَفَجـــرَةُ
245 لِيَسلَمِ الناسُ جَميعاً مِنكـا وَاِرضَ لَعَلَّ اللَهَ يَرضى عَنكـا
246 تَبـ ارَكَ اللَهُ وَجَلَّ اللَهُ أَعظَمُ ما فاهَـت بِهِ الأَفـواه ُ
247 ما أَوسَـعَ اللَهَ لكل خَلقِهِ كُلٌّ فَفي قَبضــَتِهِ وَرِزقـــهِ
248 بِاللَهِ نَقــوى لِأَداءِ حَقِّهِ*
249 كُلُّ اِمرِئٍ في شَأنِــهِ يُرَقّع وَالرَقعُ لا يَبقى وَلا المُــرَقِّع
250 ما أَشرَفَ الكَسبَ مِنَ الـحَلالِ ما أَكرَمَ السَعِيَ عَلى العِيـالِ
251 ما أَكذَبَ الآمـالِ عِندَ الحَيْنِ وَالسَيرُ في إِصــلاحِ ذاتِ البَينِ
252 آيُّ رَجـاءٍ لَيسَ فيهِ خَوفُ وَرُبَّما خانَت عَسى وَسَـوفُ
253 ما هُوَ إِلّا الخَوفُ وَالرَجـاءُ لا تَرجُ مَن لَيسَ لَهُ حَيــــاءُ
254 يا عَينُ يا عَينُ أَمــا رَأَيتِ أَمــا رَأَيتِ قَطُّ قَبرَ مَيتِ
255 *يا عَــينُ قَد نُكيتِ إِن بَكيتِ*
256 بَيتُ البِلى أَقصَرُ بَيتٍ سَمكـا سُبحانَ مَن أَضحَكَنـا وَأَبكى
257 يا لِلبَلى يا لِلبَلى يا لِلبَـلى إِنَّ البَلى يُسرِعُ تَغيّيرَ الحِـلا
258 لا بُدَّ يَوماً يُحصَدُ المَـزروعُ وَكُلُّنا عَن نَفسِهِ مَخـدو عُ
259 نَحنُ جَميعـاً كُلُّنا عَبيدُ مَليكُنا مُقتَدِرٌ حَميــدُ
260 لَنا
مَليــكٌ مُحسِنٌ إِلَينـا مَن نَحنُ لَـولا فَضلُهُ عَلَينـــــا
261 أَكثَرُ ما نُعنى بِهِ وَلـــوعُ طوبى لِمَن كانَ لَهُ قُنـــوعُ
262 سُبحـانُ مَن ذَلَّت لَهُ الأَشرافُ أَكرَمُ مَن يُرجى وَمَن يُخــافُ
263 ما هُوَ إِلّا ل البِرُّ يَعلو وَالفُجـــورُ يَسفُل
264 كَم مَرَّةٍ حَفَّت بِكَ المَكـارِهُ خارَ لَكَ اللَـ هُ وَأَنتَ كارِهُ
265 عَجِبتُ لِلدَهـرِ وَلِاِنقِلابِهِ ما لَكَ لا
تُعنى بِمـــا يُعنى بِهِ
266 إِذا جَعَلتَ الهَمَّ هَمّاً واحـِدا نَعِمتَ بالاً وَغَنيتَ راشــِدا
267 يا عَجَباً لِلنَفسِ ما أَشرَدَهـا ما أَقرَبَ النَفسَ وَما أَبعَدَهـا
268 النَفسُ أَعدى لَكَ مِمّـا تَحسِبُ حَسبُكَ مِن عِلمِكَ مـا تُجَرِّبُ
269 يا عَجَباً يا عَجَباً يا عَجَبـا يا عَجَبــاً لِمَن لَها وَلَعِبـا
270 يا عَجَبـاً لِلطَرفِ كَيفَ يَطمَحُ يا عَجَبـاً لِلمَرءِ كَيفَ يَفرَحُ
271 ما أَسرَعَ المَوتَ لِذي طَرفٍ طَمَح لَم يَترُكِ المَوتُ لِذي لُبِّ فَـرَح
272 يا رَبِّ يا رَبِّ لَقَد أَنعَمتــا يا رَبِّ ما أَحســـَنَ ما عَلَّمتا
273 يا رَبِّ أَسعِـدني بِما عَلَّمتَني وَلا تُهنِيِّ بَعـ دَ إِذ أَكرَمتَني
274 دَع عَنكَ يا هَذا بُنَيّـاتِ الطُرُق إِن لَم تَصُن وَجهَكَ يا هَـذا خَلُق
275 دَع عَنكَ مـا لَيسَ بِهِ مُستَمتَعُ وَشَرُّ ما حاوَلتَ ما لا يَنفَـعُ
276 وَخَيرُ أَيّامِكَ يَومُ تُنعِــمُ وَشَرُّ أَيّامِكَ يَومُ تَظلِــمُ
277 وَخَيرُ ما قُلتَ بِهِ ما يُعـرَفُ وَشَرُّ مَن صاحَبتَ مَن لا يُنصـِفُ
278 وَخَيرُ مَن قارَنتَ مَن لا يَخْــرُقُ وَشَرُّ مَن خالَفتَ مَن لا يَـرفُقُ
279 كُلٌّ إِذا ما مَسَّهُ الضُرُّ شَكـا وَكُلُّ مَن أَبكَتهُ دُنيـــاه ُ بَكى
280 يا عَــينُ ما لَكِ لا تَبكينـا تَبَصَّري إِن كُنتِ تُبصِرينــــا
281 ما أَعجَبَ الأَمــرَ لِمَن تَعَجَّبـا ما أَسرَعَ القَلبَ إِذا تَقَلَّبـا
282 يَحُلُّ قَلبُ المَـرءِ حَيثُ مالـُه ما كُلُّ مَن أَطمَعَني أَنالــُه
283 قَدِّم لِما بَينَ يَدَيـكَ قَـدِّمِ أُفٍّ وَتُفٍّ لِعَبيـدِ الدِرهَــــمِ
284 الصِدقُ وَالبِرُّ أَصَبنا تَوأَمـا وَالمُسلِمُ البَرُّ يَبَرُّ المُسلِمــا
285 لا سَعَــةٌ أَوسَعَ مِن حُسنِ الخُلُق مَنِ اِعتَـدى تاهَ وَمَن تاهَ حَمُق
286 ما كُلُّ مَعقودٍ لَهُ وَثيقَــة وَالصـِدقُ ما كانَت لَهُ حَقيقَة
287 في الغَيِّ خُسرانٌ وَفي الرُشْدِ دَرَك أَوسَعُ خَيرِ المَرءِ خَيرٌ مُشتَـرَك
288 ما زالَتِ الدُنيا سُكونـاً وَحَرَك
289 يا عَينُ أَبغي مِنكِ أَن تَجـودي بِأَدمُـعٍ تَنهَـلُّ كَالفَريــدِ
290 يَئِستُ في الدُنيـا مِنَ الخُلودِ
291 يَحِقُّ لي يا عَـينُ أَن بَكَيتُ أَبكي لِعِلمي بِالَّــــذي أَتَيتُ
292 أَنا المُسيءُ المُذنِبُ الخَطّـاءُ في تَوبَتي عَن حَوبَتي إِبطـاءُ
293 ما عِندَ يَومي ثِقَةٌ لي بِغَـدِ لا بُدَّ مِن دارِ خُلــودِ الأَبَـدِ
294 يا حَزَني يا حَزَني يا حَـزَني لا بُدَّ أَن يَتـرُ كَ روحي بَدَني
295 يا غَــدرَةَ الأَيّامِ ما لي وَلَكِ لَــم تُبقِ لي شَيئاً وَلَم تَتَّرِكِ
296 قَرَّبَتِ الأَيّــا مِ مِنّي أَجَلي بَرَّحَتِ الأَيّــــامُ بي في عِلَلي
297 زادَتنِيَ الأَيّـام ُ في تَجريبي باعَدَتِ الأَيّــــامُ في تَقريبي
298 يا يَــومُ يَومَ البَينِ وَالشُحوطِ يا يَـوم ُ يَومَ العودِ وَالحُنُوطِ
299 يا يَــومُ يَومَ العَلَزِ الشَديـدِ يا يَـو مُ يَومَ النَفَسِ البَعيد ِ
300 يا يَـومُ يَومَ الأَجَلِ المَعـدودِ يا يَــــومُ يَومَ المَنهَلِ المَورودِ
301 يا يَـومُ يَومَ السِدرِ وَالكافورِ يا يَــومُ يَومَ الكَفَنِ المَنشورِ
302 يا يَــومُ يَومَ الخَتمِ بِالوَفـاةِ يا يَــــومُ يَومَ الهَجرِ لِلحُماةِ
303 يا يَـومُ يَومَ المَيِّتِ المُسَجـــّى عَلى سَريـ رٍ لِلبَلى يُزَجّى
304 يا يَـومُ يَومَ الرَنَّةِ الطَويلـَة يا يَـومُ يَومَ العَجزِ عَن ذي الحيلَة
305 يا يَــومُ يَومَ لَيسَ عَنهُ مَدفَــع يا يَـوم ُ يَومَ النَفسِ حينَ تُرفَع
306
صـارَ اِمرُؤٌ فيهِ إِلى ما فيهِ يُسْعِــــدُهُ ذَلِكَ أَو يُشقيهِ
307 ما أَشغَلَ المَيِّتَ عَن باكيــهِ*
308 أَسلَمَ مَقبوراً مُشَيِّعـُــوهُ اِنصَرَفوا عَنـــهُ وَخَلَّفــوهُ
309 ساعَـةَ سَوَّوا تُربَهُ عَلَيهِ وَلَّوا وَلَم يَلتَفِتـوا إِلَيــهِ
310 سَيَضحَكُ الباكـونَ بَعدَ المَيتِ لا بَل سَيَلهــــونَ بِلَو وَلَيتِ
311 إِنّا إِلى اللَهِ لَراجِعونـــا حَتّى مَتى نَحنُ مُضَيِّعونــا
312 بَينا اِمرُؤٌ بَينَ يَدَيــْـكَ حَيّاً إِذ صِرتَ لا تُبْصِــــرُ مِنهُ شَيّا
313 أَعانَنا اللَهُ عَلى لِقائِــــــهْ كَم مُخطِئٍ ذي عَجَبٍ بِرائِــه ْ
314 ما الناسُ إِلّا وارِدٌ وَصـادِرْ الطَمْعُ لِلغـــال ِبِ فَقرٌ حاضِرْ
315 طوبى لِمَن يَقنَعُ ما أَغنـاهُ وَيحَ مَنِ اِستَعبَـــدَهُ هَــــواهُ
316 أُخَيَّ لا تَذهَب بِكَ المَذاهـِبُ أَظَلَّكَ المـَو تُ وَأَنتَ لاعِبُ
317 أُخَيَّ إِنَّ المَوتَ قَدْ أَظَلَّكـا هَل لَكَ أَن تُعنى بِهِ لَعَلَّكــا
318 اللَهُ رَبّي قُوَّتي وَحَــوْليِ اللَهُ لي مِن يَــومٍ كُلِّ هَولِ
319 يا رَبِّ سَلِّمنا
وَسَلِّـم مِنّا وَتُب عَلَينا وَتَجـ ـاوَز عَنّا
320 *يا رَبِّ إِنّا بِــكَ حَيثُ كُنّا*
321 كَم فَلتَةٍ لي قَد وُقيـتُ شَرَّها ما أَنفَعَ الدُنيـا وَما أَضَرَّها
322 إِنّا مِنَ الدُنيــا لَفي طَريقِ إِلى الغَسَّــاق ِ أَو إِلى الرَحيقِ
323 ما هِيَ إِلّا جَنَّةٌ وَنــَــــارُ أَفلَحَ مَن كانَ لَهُ اِعْتِبـَــارُ
324 كاسَ اِمــرُؤٌ مُتَّعِظٌ بِغَيرِهِ دَع شَرَّ ما تَأتي وَخُــذ في خَيرِهِ
325 خَـلا أَخٌ عَنكَ فَلا تُخَلِّهِ مَن لَكَ يَوماً بِأَخيــــكَ كُلِّهِ
326 مَن يَسأَلِ النـاسَ يَهُن عَلَيهِمُ بُؤسى لِمَن حاجَتُهُ إِلَيهِـــمُ
327 تَرى مُجتَمِعــــاً لا يَفتَرِقْ وَكُــــلُّ ما زادَ فَلِلنَقصِ خُلِقْ
328 مَن يَســأَلِ الناسَ يُخَيِّبوهُ وَيُعرِضــوا عَنهُ وَيُصغِروهُ
329 مَن صَنَعَ النـاسَ تَكَنَّفوهُ وَاِقتَرَبوا مِنهُ وَكَرَّمــوهُ
330 سُبحانَ مَن باعَـدَ في تَقَدُّمِه نَعصيهِ في قَبضَتِهِ بِأَنعُمــِه
331 كِلا الجَديدَينِ بِنا حَثيـثُ مِنَ الخُطـوبِ عَجِلٌ مَكيثُ
332 طوبى لِمَن طابَ لَهُ الحَديـثُ ما يَستَوي الطَيِّبُ وَالخَبيـثُ