رسالة من رمضان
بـدا هــلالي فللأرواح سلـوانُوالمُخبتــونَ لهـم أمــنٌ وإيمانُ
|
في طلعتي نفحةُ الرُّحمى، وفي قصصيمجدٌ، وفي عُدتّي عِتـقٌ وغُفْرانُ
|
أتيتُ أبتـذرُ التقـوى وأحرسُهـافبــشَّ لي من لهُ قلب ٌ ووجــدانُ
|
ودرّتي ليلـة ُ القَدْرِ التي عَظُمـتْقـدراً فكم رامها شيـبٌ وشُبّـَـانُ
|
قد جئت أبسطُ للعُبّـادِ أجنحــتيوللغـريِق هنــا شــطٌ وشطـآنُ
|
وجئتُ أُطلـقُ أعناقــاً مكبّلـة ًإنَّ الهـوى لبني الإنسانِ سجّـــانُ
|
هذا هـلالي فهـل دوّى بطلعتـهِذكـرٌ وبـذلٌ وإخباتٌ وقـــرآنُ؟!
|
هـذي ليالـيَّ والآيـاتُ تمـلأهانــوراً عليـها أكاليــلٌ وتيجـانُ
|
تكادُ تجثـو بها شُـمُّ الجبالِ تُقـىوالصخرُ يبكـي وما للصخرِ أجفـانُ
|
ففيّ تُفـتح أبـوابٌ مغلـقـــةٌفالربُّ يغفـرُ والجنّـاتُ تــزدانُ
|
مُبجّـلٌ والفضائيـاتُ ترقبنــيدهراً لكي يستبيــحَ الأمرَ شيطـانُ
|
إذا أتيتُ فلا لغـوٌ ولا رفـــثٌوتلك أقوالكـم زورٌ وبهتــــانُ!
|
كـلُّ الشياطـين قد باتتْ مصفـّدةًفما السبيـلُ إذا الشيطـانُ إنسـانُ؟!
|
وفيَّ قد أُنـزلَ القـرآنُ موعظـة ًوحظُهُ منكمُ بُعـــدٌ وهُجــرانُ!
|
في مَقْدمـي رفـع الأسلافُ كُتْبَهمُقربـًى، وقُرباكـمُ طبـلٌ وعيـدانُ!
|
على مدى الدهرِ والأشواقُ تطلبـنيوزادُكم سهـرةٌ غَفْلـى وإعــلانُ!
|
يعربــدُ العُـريُ حُـرّاً في موائدناكأنمـا الشهـرُ للفسّـاقِ عنـوانُ!
|
كم أزهقت قهقهـاتُ الطيش من عِبـَرٍفليس للصوم في أرواحكم شــانُ
|
ودورنا ضجَّ فيها ألــفُ سافــرةٍوالذِكـرُ تعلـوهُ أنغـامٌ وألحــانُ
|
وتنبري في دُجـى الأسحارِ أغنيةٌهوجاءُ في غُنْـجِها خـزيٌ وحـرمانُ
|
عن سجـدةٍ في ظلامِ الليل خاشـعةٍودعــوةٍ بدموعِ الشــوقِ تـزدانُ
|
تُسابقـون الهُـدى في قلـب مُدّكـر ٍقد شفّــه ُ ألـمٌ عـاوٍ وأحــزانُ
|
وتقطعـون طريق البـرّ عن غررٍمن جيـلنا ، وضياعُ الجيلِ خُسـرانُ
|
وتجـهرون بأفعـالِ العُصـاة وقـدغاضَ الحـياءُ ، فما للذنبِ كتمـانُ
|
وترقصون على صـوتِ الرشـادِ فمـاللهِ – جلَّ جـلالُ اللهِ – إذعـانُ
|
يا باغي الشرِّ أقصرْ فالغفـورُ هنـايدعو لتحيا ، أيستهويكَ عصـيانُ ؟!
|
يا باغي الشـرِّ أقصـرْ فالصيـام لهسبـحانهُ ، وجزا الإحسانِ إحسـانُ
|
يا باغـي الخـير أقبـل في قرى مـلكٍوأسهمُ البـرِّ أصـنافٌ وألـوانُ
|
يا باغـي الخيـر أقبـل في قرى مـلكٍفسـاحتي لرضا الرحمن مـيدانُ
|
جُعْ في رضا اللهِ واعطشْ ، فالشرابُ غداًمن كوثرالمصطفى والبابُ ريّانُ
|
وغضّ طرفكَ ، واخطب كفّ طاهـرةحوراءَ ما مسّها إنـسٌ ولا جـانُ
|
فاللهُ أغْيـَرُ أن تُؤتى محارمُـهوالبرُّ أبقـى ، وعُقبـى الصبرِ رضـوانُ
شعر: صالح بن علي العمري - الظهران
|