خاتِمَةُ
الفُصُولِ
شرحُ كلامٍ فيهِ إعرابُ الأدَبْ***([1]) معَ
الإلهِ وَهْوَ بَعْضُ ما وَجَبْ
فالرَّبُّ مَسؤُولٌ بأفعالِ الطَلَبْ*** كاغفِرْ لَنا والعبدُ بالأَمرِ انتَدَبْ([2])
وإنْ سألتَ اللهَ في التعلِيمِ*****تقولُ مَنصُوبٌ على التَّعظِيمِ
( باللهِ طَالِبٌ ومُطلُوبٌ عُلِمْ ) ***"قدْ يَعلَمُ اللهُ" بمعنَى قدْ عَلِمْ
ونحوُ "كانَ اللهُ" معناهُ الدَّوامْ***ونحوُ ما أكرَمَهُ فيهِ الكَلامْ([3])
وامنعْ مِنَ التَّصغيرِ ثُمَّ التَّثنِيَه***والجمْعِ والتَّرخِيمِ خيرَ التَّسمِيَهْ
ولا تقُلْ يا هُو والاستِعانَهْ***بالبا لَنا([4]) واخصُصهُ بالأَمانَهْ
وهَلْ مِنَ اللهِ سُؤالُ العالِمِ([5])***أو ما وهمزٌ في خِطَابِ الآدَمِي
وعبدُهُ هوَ الذي يَستَفهِمُ***لأنَّهُ مِنْ يَومِهِ لا يَعلَمُ([6])
فقِسْ على هذا([7]) ووَقِّعْ بلَعَلّ***منهُ وحَقِّقْ بِعَسى تعطَ الأَمَلْ
ولا تَقُلْ على للاستعلاءِ مَعْ***رَبٍّ وحيٍّ([8]) إذ مَعَ اللهِ امتَنَعْ
لكنْ بمِنْ قَدِّرْ أو الإسنادِ أوْ***إضافةٍ فبالثلاثِ قدْ رَأوا
ولا تَقُلْ:"لاهٍ أبوكَ"([9]) والغَرَضْ***للهِ ، قبلَ الدينِ هذا قَدْ عَرَضْ
وحيثُما قيلَ: الكتابُ، انهضْ إليهْ***كتابُ ربي([10]) لا كِتابُ سِيبَوَيْهْ
لأنَّهُ بكلِّ شيءٍ شَاهِدُ***ولا تَقُلْ: ذا الحرفُ منهُ زائِدُ
بلْ هُوَ تَوكِيدٌ لمعنًى أو صِلَهْ***للَّفظِ في آياتِهِ المفَصَّلَهْ
ولا تقل عطف على التوهم***في الذكر لكن قل على المعنى أُبي
وغالِبُ النُّحاةِ عن ذا البابِ***في غَفلَةٍ فانْحُ على الصَّوابِ
وهكذا مَعَ الرسولِ المصطفى***وحسبُنا اللهُ تعالى وكفى
(انتهى)
البيت الملون بالأحمر هو من زيادات شيخنا الدكتور/ أحمد بن الشيخ علي الحذيفي..حفظهما الله.
----------------------------------
فالرَّبُّ مَسؤُولٌ بأفعالِ الطَلَبْ*** كاغفِرْ لَنا والعبدُ بالأَمرِ انتَدَبْ([2])
وإنْ سألتَ اللهَ في التعلِيمِ*****تقولُ مَنصُوبٌ على التَّعظِيمِ
( باللهِ طَالِبٌ ومُطلُوبٌ عُلِمْ ) ***"قدْ يَعلَمُ اللهُ" بمعنَى قدْ عَلِمْ
ونحوُ "كانَ اللهُ" معناهُ الدَّوامْ***ونحوُ ما أكرَمَهُ فيهِ الكَلامْ([3])
وامنعْ مِنَ التَّصغيرِ ثُمَّ التَّثنِيَه***والجمْعِ والتَّرخِيمِ خيرَ التَّسمِيَهْ
ولا تقُلْ يا هُو والاستِعانَهْ***بالبا لَنا([4]) واخصُصهُ بالأَمانَهْ
وهَلْ مِنَ اللهِ سُؤالُ العالِمِ([5])***أو ما وهمزٌ في خِطَابِ الآدَمِي
وعبدُهُ هوَ الذي يَستَفهِمُ***لأنَّهُ مِنْ يَومِهِ لا يَعلَمُ([6])
فقِسْ على هذا([7]) ووَقِّعْ بلَعَلّ***منهُ وحَقِّقْ بِعَسى تعطَ الأَمَلْ
ولا تَقُلْ على للاستعلاءِ مَعْ***رَبٍّ وحيٍّ([8]) إذ مَعَ اللهِ امتَنَعْ
لكنْ بمِنْ قَدِّرْ أو الإسنادِ أوْ***إضافةٍ فبالثلاثِ قدْ رَأوا
ولا تَقُلْ:"لاهٍ أبوكَ"([9]) والغَرَضْ***للهِ ، قبلَ الدينِ هذا قَدْ عَرَضْ
وحيثُما قيلَ: الكتابُ، انهضْ إليهْ***كتابُ ربي([10]) لا كِتابُ سِيبَوَيْهْ
لأنَّهُ بكلِّ شيءٍ شَاهِدُ***ولا تَقُلْ: ذا الحرفُ منهُ زائِدُ
بلْ هُوَ تَوكِيدٌ لمعنًى أو صِلَهْ***للَّفظِ في آياتِهِ المفَصَّلَهْ
ولا تقل عطف على التوهم***في الذكر لكن قل على المعنى أُبي
وغالِبُ النُّحاةِ عن ذا البابِ***في غَفلَةٍ فانْحُ على الصَّوابِ
وهكذا مَعَ الرسولِ المصطفى***وحسبُنا اللهُ تعالى وكفى
(انتهى)
البيت الملون بالأحمر هو من زيادات شيخنا الدكتور/ أحمد بن الشيخ علي الحذيفي..حفظهما الله.
----------------------------------
تعليقات من محقق الكتاب:
([1]) سيذكر الناظم آداباً متعلقة بالإعراب خاصة مع الله عز وجلّ ، أو مع كلامه المنزل ، أو مع نبيه صلى الله عليه وسلم ، وهو أمرٌ مهم لم يتطرق له كثيرٌ من النحاة .
([2]) الطلب إن كان من أدنى لأعلى فهو طلب ، وإن كان من أعلى لأدنى فهو أمر ، وإن كان من مساوى فهو التماس.
([3]) يعني مَن يقول:ما أكرم الله ! فإن هذه صيغة تعجبٍ ، ومالعجيب في سعة كرم الله ؟
([4]) أي أنّ معنى الاستعانة الخاص بحرف الباء هو خاص بالمخلوقين ، فلا يستعين الله بشيءٍ ، فهو المعين سبحانه .
([5]) قول الله تبارك وتعالى:﴿هل تعلم له سميّا﴾ وقوله:﴿ أأنتم أشد خلقاً﴾ وقوله:﴿وماذا عليهم﴾ ونحوها ليس معناه الاستفهام ، إذ إنّ الاستفهام:طلب الفهم ، وهذا محالٌ على الله عز وجلّ، بل هو مِنْ (سؤال العالِمِ عمَّا يعلم)
([6]) قال الله تبارك وتعالى:﴿والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً﴾ سورة النحل:78
([7]) مما يدخل في باب الأدب بل مما يجب ولم يذكره الناظم للاختصار مسألة: القراءات القرآنية ، وجرأة بعض النحاة على بعض ما تواتر منها ، فتراهم يضعفون ويرجحون مع أنّ القراءة صحيحة متواترة ، فالأولى في مثل هذا المقام أن يحفظ العاقل لسانه ، وأن لا يغتر بعلمه فيهلك .
([8]) أيضاً معنى الاستعلاء في (على) خاص بالمخلوقين ، فلا تقول في قوله:«على ربِّ العالمين» أو«على الحيّ القيوم» أنَّ على للاستعلاء.
([9]) أسماء الله تبارك وتعالى توقيفية ، فلا تستخدم فيها اللغات الدارجة ولا تصغّر ولا ترخّم ولا تثنّى ولا تجمع بل تقال كما نزلت.
([10]) يقول:إنّ من الأدب مع كتاب الله ، أنْ يكون هو المقصود عند إطلاق لفظ الكتاب ، وأنْ لا يصرف إلى غيره ككتاب سيبويه والقدوري.