تأملت أمر الدنيا والآخرة، فوجدت حوادث الدنيا حسية طبعية، وحوادث الآخرة إيمانية يقينية. والحسيات أقوى جذبًا لمن لم يقو علمه ويقينه. والحوادث إنما تبقى بكثرة أسبابها، فمخالطة الناس، ورؤية المستحسنات والتعرض بالملذوذات، يقوي حوادث الحس. والعزلة، والفكر، والنظر في العلم يقوي حوادث الآخرة. ويبين هذا بأن الإنسان إذا خرج في الأسواق، ويبصر زينة الدنيا ثم دخل إلى المقابر، ففكر ورق قلبه، فإنه يحس بين الحالتين فرقًا بيّنًا. وسبب ذلك، التعرض بأسباب الحوادث. فعليك بالعزلة والذكر والنظر في العلم، فإن العزلة حمية، والفكر والعلم أدوية. والدواء مع التخليط لا ينفع. وقد تمكنت منك أخلاط المخالطة للخلق، والتخليط في الأفعال فليس لك دواء إلا ما وصفت لك. فأما إذا خالطت الخلق وتعرضت للشهوات، ثم رمت صلاح القلب رمت الممتنع.
السبت، 9 فبراير 2013
من رام صلاح القلب رام الممتنع
تأملت أمر الدنيا والآخرة، فوجدت حوادث الدنيا حسية طبعية، وحوادث الآخرة إيمانية يقينية. والحسيات أقوى جذبًا لمن لم يقو علمه ويقينه. والحوادث إنما تبقى بكثرة أسبابها، فمخالطة الناس، ورؤية المستحسنات والتعرض بالملذوذات، يقوي حوادث الحس. والعزلة، والفكر، والنظر في العلم يقوي حوادث الآخرة. ويبين هذا بأن الإنسان إذا خرج في الأسواق، ويبصر زينة الدنيا ثم دخل إلى المقابر، ففكر ورق قلبه، فإنه يحس بين الحالتين فرقًا بيّنًا. وسبب ذلك، التعرض بأسباب الحوادث. فعليك بالعزلة والذكر والنظر في العلم، فإن العزلة حمية، والفكر والعلم أدوية. والدواء مع التخليط لا ينفع. وقد تمكنت منك أخلاط المخالطة للخلق، والتخليط في الأفعال فليس لك دواء إلا ما وصفت لك. فأما إذا خالطت الخلق وتعرضت للشهوات، ثم رمت صلاح القلب رمت الممتنع.
من رام صلاح القلب رام الممتنع
2013-02-09T11:43:00+02:00
Unknown
الرقائق والأخلاق والآداب|
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)