أسئلةٌ.. إجابَتُهَا السُّكُوتُ ؟!
لمتى تقول : غداً أتوبُ , وبعدَ غد سأُنيبُ ؟!لمتى تظل راقداً في مهاد الغفلة , ومتدثراً بدثار منسوجٍ من أحلامك وخيالك , وبما تسوّل لك نفسك من حسن الظن بالله ؟!لمتى
تحثُّك نفسك على المضي في الشر , وأنت تمضي معها ؟ ولمتى ستبقى آخذةً
بذمامك وأنت تتجه معها حيث تريد , وحيثما مالت بك الريحُ تميل ؟!
لمتى
ستظلُّ غارقاً في أوحال المعاصي , وإلى متى تغورُ وتغور في مستنقع الآثام ؟
وحتامَ تغشاك سحبُ الأسى , ويُحيط بك سورٌ من الهموم والأوهام ؟!..ألم يأنِ لقبك أن يخشع , ولجفن عينك أن يدمع , ولشمس توبتك أن تسطع , ولبدر إنابتك أن يطلع , ولبوارق هدايتك أن تلمع ؟!لمتى
تظل جِيادُ همتك في العبادة تكبو , وسيوفُ عزيمتك في ساح محاربة الهوى
تنبو ..؟ ولمتى تهرول وراء دنياك , وتسرع فيما فيه إفسادُك ..., ولكنك إلى
آخرتك , وإلى ما فيه صلاحك مقعداً وقد تحبو... ؟! أستبقى بعيداً عن الله , وهو أقرب إليك من حبل الوريد ؟!أستبقى غافلاً عن مراقبته , وهو الرقيب على حركاتك وسكناتك , بل وعلى سرّك وعلانيتك , وهو العليم بخواطرك , وما يدورُ بفكرك...؟! أيليق بك أن تقابل نِعمه العظمى , وعطاياه الجزيلة , بالجحود والإنكار ؟!ألست
الوضيعَ الذي رفعه , والذليلَ الذي أعزه , والفقيرَ الذي أغناه , والمريضَ
الذي عافاه , والضالَّ الذي هداه , والشريدَ الذي آواه , وميتَ الجهل الذي
بالعلم أحياه ... ألست الخائف الذي أمَّنه , والجاهل الذي علمه ..؟! ألست المسيءَ وهو يحسن إليك , وقاسيَ القلب وهو الذي يحنو عليك , والجاحدَ لفضله وهو الذي أسبغ نعمه ظاهرةً وباطنةً عليك...؟!أليس حرياً بك أن ترجع إلى رحابه , وأن تكون كسيراً مُطرقا على أعتابه , وأن تداوم ذكره , وتشكرَ فضله .. أما ينبغي عليك أن تقابل الإحسانَ بالإحسان , وأن تكون متفكراً ماذا ستقول يوم القيامة بين يدي الديان ؟!
الأديب الشاعر :مصطفى قاسم عباس