الأحد، 12 أبريل 2015

شهر للثورة، فلسفة الصيام

شهر للثورة، فلسفة الصيام
مصطفى صادق الرافعي (1356هـ - 1937م)

لم أقرأ لأحدٍ قولًا شافيًا في فلسفة الصوم وحكمته، أما منفعته للجسم، وأنه نوعٌ من الطب له، وبابٌ من السياسة في تدبيره، فقد فرغ الأطباءُ من تحقيق القول في ذلك؛ وكأنَّ أيام هذا الشهر المبارك إن هي إلا ثلاثون حبَّةً تؤخذ في كلِّ سنة مرةً؛ لتقوية المعدة، وتصفية الدم، وحياطة أنسجة الجسم.
ولكنا الآن لسنا بصدد من هذا، وإنما نستوحي تلك الحقيقة الإسلامية الكبرى التي شرَّعت هذا الشرع؛ لسياسة الحقائق الأرضية الصغيرة، عاملةً على استمرار الفكرة الإنسانية فيها، كي لا تتبدَّل النفس على تغير الحوادث وتَبَدُّلها، ولكيلا تجهل الدنيا معانيَ الترقيع، إذا أتت على هذه الدنيا معاني التمزيق.

الجمعة، 20 مارس 2015

متى وجد الكائن البشري ؟ ومتى عاش نوح وهود عليهما السلام ؟

السؤال:
منذ متى وجد الكائن البشري ، وفقاً للرؤية الإسلامية ؟ ومتى عاش نوح وهود عليهما السلام ؟ وهل هناك طريقة يمكن من خلالها تحديد عدد السنوات منذ عاشوا إلى الآن وببراهين صحيحة ؟

الجواب :
الحمد لله
أولاً :
تاريخ بداية وجود الإنسان على هذه الأرض وكذا تاريخ الرسل والأنبياء وأقوامهم ، هو من علم الغيب ، كما وصف الله تعالى ذلك بعد ذكره لقصة مريم في سورة آل عمران ، حيث قال الله تعالى : ( ذَلِكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ ) آل عمران / 44 .
وقال الله تعالى بعد ذكره لقصة نوح في سورة هود : ( قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِّنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ، تِلْكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلَا قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ ) هود /48 – 49 .
وقال الله تعالى بعد ذكره لقصة يوسف في سورة يوسف : ( ذَلِكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ ) يوسف/ 102 .

الخميس، 12 فبراير 2015

حول مذهب أئمة الدعوة النجدية في مسألة العذر بالجهل للشيخ علي بن خضير الخضير


 
يدعي بعض خصوم الدعوة السلفية أن في كتب أعلام الدعوة السلفية - في نجد في القرنين السابقين - تكفير وعدم عذر بالجهل وكثير من الأخطاء، وأن مشايخ السلفية المعاصرين لا يوافقون المتقدمين ولا يجرئون على بيان تخطئتهم تحت ستار احترام العلماء! وكأنهم معصومين.

والسؤال؛ الذي أراه أن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب قد انحرف بها المرجئة كثيرا، أو أن الشيخ تكفيريا كما يقول خصومه، لأن الجمع بين حال وأقوال المتقدمين والعلماء المتأخرين واضح التكلف. فهل تكرمت شيخنا برد سوء فهمي؟

والسؤال بصورة أوضح؛ لو خرج الإمام محمد بن عبد الوهاب في الجزيرة في هذا الحال فمإذا سيكون مصيره وموقفه بناء على ثوابته ومنهجه؟

أرجو من الشيخ التفصيل وعدم الإجمال.


* * *
الجواب:

أئمة الدعوة - منذ الإمام العلامة الشيخ محمد بن عبد الوهاب إلى وقتنا الحاضر - وهم مجمعون بدون استثناء؛ على عدم العذر بالجهل في الشرك الأكبر، بل من ذبح لغير الله أو استغاث ودعا الموتى أو صرف أي نوع من أنواع العبادة لغير الله، أو شارك الله في التشريع؛ فإنهم يسمونه مشركا، ولو كان جاهلا أو متأولا أو مقلدا.