الأحد، 27 أبريل 2014

تفسير قوله تعالى " الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد " لابن كثير

( الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد وكل شيء عنده بمقدار ( 8 ) عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال ( 9 ) )

يخبر تعالى عن تمام علمه الذي لا يخفى عليه شيء ، وأنه محيط بما تحمله الحوامل من كل إناث الحيوانات ، كما قال تعالى : ( ويعلم ما في الأرحام ) [ لقمان : 34 ] أي : ما حملت من ذكر أو أنثى ، أو حسن أو قبيح ، أو شقي أو سعيد ، أو طويل العمر أو قصيره ، كما قال تعالى : ( هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الأرض وإذ أنتم أجنة في بطون أمهاتكم فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى ) [ النجم : 32 ] .

بالشط لي سكنٌ

قال علي بن الجهم قال: دخلت يوماً على المتوكل وهو جالس في صحن خلده وفي يده غصن آسٍ وهو يتمثل بهذا الشعر:
بالشط لي سكنٌ أفديه من سكن
أهدى من الآس لي غصنين في غصن

فقلت إذ نظما إلفين والتبسا
سقياً ورعياً لفألٍ فيكما حسن

فالآس لا شك أسٍ من تشوقنا
شافٍ وآسٍ لنا يبقى على الزمن

أوضح الطريق إلى الله

أوضح الطريق إلى الله :
قال الإمام أبو علي الحسن بن علي الجوزجاني – رحمه الله - :
" الطريق إلى الله كثيرة , وأوضح الطريق , وأبعدها عن الشبه : اتباع السنة قولا وفعلا , وعزما وعقدا ونية ؛ لأن الله – سبحانه وتعالى – يقول : { وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا}النور54.
فقيل له : وكيف الطريق إلى السنة ؟
فقال : مجانبة البدع , واتباع ما أجمع عليه الصدر الأول من علماء الإسلام , ولزوم طريقة الاقتداء " .

إذا كان الميت طفلا فما هو الدعاء الذي يقال في الصلاة عليه

س: إذا كان الميت طفلا صغيرا أو فرطا فما الدعاء الذي تقوله في صلاة الجنازة جزاكم الله خيرا؟
ج: الفرط في الأصل: هو الذي يتقدم قبل أهل الماشية لإصلاح المورد وتهيئة الماء لسقي الأنعام، ولذلك قال -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه: أنا أفرطكم على الحوض وعند العامة أن الفرط من مات وهو صغير، لأنه ورد في الحديث أن الأطفال إذا ماتوا في الصغر، فإنهم يسبقون آبائهم يهيئون لهم المدخل، فالطفل يصلى عليه ويقال في الدعاء له: اللهم اغفر لحينا وميتنا وصغيرنا وكبيرنا وذكرنا وأنثانا إنك تعلم منقلبنا ومثوانا، وأنت على كل شيء قدير، اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام ومن توفيته فتوفه على الإيمان، اللهم اجعله ذخرا لوالديه وفرطا وأجرا وشفيعا مجابا، اللهم ثقل به موازينهما وأعظم به أجورهما وألحقه بصالح سلف المؤمنين، واجعله في كفالة إبراهيم، وقه برحمتك عذاب الجحيم.


الشيخ عبد الله بن جبرين رحمه الله

السبت، 26 أبريل 2014

احتقار من تجالسه من جميع الطبقات

قال شيخ عبد الرحمن السعدي – رحمه الله-: "واحذر غاية الحذر من احتقار من تجالسه من جميع الطبقات, وازدرائه, أو الاستهزاء به قولا, أو فعلا, أو إشارة, أو تصريحا, أو تعريضا؛ فإن فيه ثلاثة محاذير:
أحدهما: التحريم والإثم على فاعله.
الثاني: دلالته على حمق صاحبه, وسفاهة عقله, وجهله.
الثالث: أنه باب من أبوب الشر, وضرر على نفسه".


الرياض الناضرة لابن سعدي ص 419.

الفتنة إذا وقعت عجز العقلاء عن دفع السفهاء

قال ابن خلدون – رحمه الله - :
" ومن هذا الباب أحوال الثوار القائمين بتغيير المنكر من العامة والفقهاء , فإن كثيرا من المنتحلين للعبادة وسلوك الدين يذهبون إلى القيام على أهل الجور من الأمراء , داعين إلى تغيير المنكر , والنهي عنه , والأمر بالمعروف رجاء في الثواب عليه من الله , فيكثر .
 "ا الإيمان " لابن أبي شيبة (ص7) .
 " فتح الباري " (1/61) .
اتباعهم والمتشبهون بهم من الغوغاء والدهماء , ويعرضون أنفسهم في ذلك للمهالك وأكثرهم يهلكون في تلك السبل مأزورين غير مأجورين ؛ لأن الله – سبحانه وتعالى – لم يكتب لهم ذلك " .

الخميس، 24 أبريل 2014

أركان الكفر

أركان الكفر :
أركان الكفر أربعة :
الكبر , والحسد , والغضب , والشهوة .
فالكبر يمنعه الانقياد . والحسد يمنعه قبول النصيحة وبذلها .
والغضب يمنعه العدل .
والشهوة تمنعه التفرغ للعبادة .
 " الفوائد " بتحقيق الحلبي (ص288) .
ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها !!

معنى أمتهوكون

جاء في لسان العرب :

هوك : الأهوك الأحمق ، وفيه بقية ، والاسم الهوك ، وقد هوك هوكا . ورجل هواك ومتهوك : متحير ; أنشد ثعلب :


إذا ترك الكعبي والقول سادرا تهوك حتى ما يكاد يريع
وقد هوكه غيره . والأهوك والأهوج واحد . والتهوك : السقوط في هوة الردى . وروي عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - : إنا نسمع أحاديث من يهود تعجبنا ، أفترى أن نكتبها ؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : أمتهوكون أنتم كما تهوكت اليهود والنصارى ؟ لقد جئتكم بها بيضاء نقية ; قال أبو عبيدة : معناه أمتحيرون أنتم في الإسلام حتى تأخذوه من اليهود ؟ وقال ابن سيده : يعني أمتحيرون ؟ وقيل : معناه أمترددون ساقطون ؟ وإنه لمتهوك لما هو فيه أي يركب الذنوب والخطايا . الجوهري : التهوك مثل التهور ، وهو الوقوع في الشيء بقلة مبالاة وغير روية . والتهوك : التحير . ابن الأعرابي : الأهكاء : المتحيرون ، وهاكاه إذا استصغر عقله . والمتهوك : الذي يقع في كل أمر . وفي الحديث من طريق آخر : أن عمر أتاه بصحيفة أخذها من بعض أهل الكتاب فغضب ، وقال : أمتهوكون فيها يا ابن الخطاب ؟

الأحد، 20 أبريل 2014

مختارات علوانية










الترجيح في حكم النشيد

الترجيح في حكم النشيد
الشيخ الدكتور صالح بن أحمد الغزالي
 
من المعلوم أنَّ النشيد بصورته الحاضرة من المسائل المستجدة التي لم يُسبق بحثها في كتب أهل العلم المتقدمين، وهذا داع إلى العناية بذكر حكمه مفصلا، ويضاف إليه الدواعي التالية:
1- كثرة متعلقات النشيد، (الألحان، الكلمات، المقاصد، وغير ذلك من وقت السماع وكيفيته...الخ) وتنوعها.
2- قوة الخلاف في حكمه، وقد مرّت صورة واضحة من خلال عرض الأقوال، والأدلة السابقة.
3- عموم الحاجة إلى معرفة حكم النشيد؛ لكثرته وانتشاره الواسع، خصوصا بعد انتشار أجهزة التسجيل وأشرطة الكاسيت، لهذه الأسباب وغيرها كان من المناسب بسط الحديث عن النشيد ومتعلقاته، وبيان حكمه التفصيلي.
وإليك بيان ذلك مستعينا بالله، فإن أصبت فمن الله، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان وما توفيقي إلا بالله.

طالب العلم وقول : « لا أدري »

يقول الشيخ محمود شاكر رحمه الله: « تثبت قبل أن تحكم ، وتدبّر قبل أن تقطع ، واستقص قبل أن تستوثق ، وانظر لنفسك قبل أن تزلّ بك قدمٌ .
واعلم أنّ شرّ أخلاق الناس اللجاجة ، وشرّ اللجاجة لجاجة العالم ، وشرّ لجاجة العالم لجاجته فيما لا يعلمُ ، أو فيما لا يُحسِنُ ، وأنّ نصفَ العلم قولُ المرء فيما لا يدري : لستُ أدري » .
وأقول : كلمة : « لا أدري » متعدّدة نواحي الأدب .. وهي عصمة لطالب العلم من أن تزلّ به القدم ، فضلاً عن غيره من العامّة أن يتكلّم فيما لا يعلم ..
ومن علّمونا أدب العلم في قول : لا أدري ، كانوا أساطين في العلم ، وكانت هذه الكلمة تستحثّهم على البحث والازدياد من العلم ، ولم يقولوها تبريراً للكسل والقعود ، وحاشاهم من ذلك ، وهم الذين ضربوا أروع الأمثلة في طلب العلم ، حتّى وهم على فراش الموت .

الجمعة، 18 أبريل 2014

زكاة الأراضي



سئل شيخنا  سليمان بن ناصر العلوان عن زكاة الأراضي؟ فأجاب: زكاة الأراضي على أربعة أقسام:
الأول: أن يشتري الأرض للسكنى حاضرا أو بالتقسيط فلا زكاة فيها باتفاق الأئمة.

الثاني: أن يشتريها بقصد التجارة فهو يبيع ويشتري ويتاجر فزكاتها زكاة عروض التجارة، والحول تابع للمال، فإن كان عنده مال لتجارة الأراضي ومضى عليه 6 أشهر، ثم اشترى به أرضاً فإنه بعد 6 أشهر يزكيها.

الثالث: أن يشتريها انتظارا لزمن الغلاء، فهو لا يريد بيعها ولا عمارتها، ولو جاءه شخص الآن لم يبعها انتظارا لحظوة مستقبلية، فالصواب في هذه الصورة أنه إذا باعها زمن الغلاء زكاها عن سنة واحدة وهو مذهب الإمام أحمد، ولعله في هذه الصورة أقوى المذاهب.

الرابع: أن يشتري الأرض ونيته مترددة فيها تارة يريد بها حفظ المال، وتارة للسكنى فهو متردد وليس له نية متمخضة فهذه لا زكاة فيها.

الخميس، 17 أبريل 2014

حكم لبس المرأة لما يبدي عضديها وتقاطيع بدنها

سئل سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم :
الاجابه: 
من محمد بن إبراهيم إلى من يراه من إخواننا المسلمين وفقنا الله وإياهم لما يرضيه ، وجنبنا جميعاً أسباب سخطه ومعاصيه . أما بعد : فقد تغيرت الأحوال في هذه الأزمان وابتلى الكثير من النساء بخلع جلباب الحياء والتهتك وعدم المبالاة ، وتتابعت في ذلك وانهمكت فيه إلى حد يخشى منه الانحدار في هوة سحيقة من السفور ، والانحلال وحلول المثلات والعقوبات من ذي العزة والجلال ، ذلك مثل لبسهن ما يبدي تقاطيع أبدانهن من عضدين وثديين وخصر وعجيزة ونحو ذلك ، ومثل لباس الثياب الرقيقة التي تصف البشرة وكذلك الثياب القصيرة التي لا تستر العضدين ولا الساقين ونحو ذلك . ولا شك أن هذه الأشياء تسربت عليهن من بلدان الإفرنج ومن يتشبه بهم ، لأنها لم تكن معروفة فيما سبق ولا مستعملة ، ولا شك أن هذا من أعظم المنكرات وفيه من المفاسد المغلظة ، والمداهنة في حدود الله لمن سكت عنها ،

ذو الإصبع العِدواني

 ذو الإصبع العِدواني:
هو حرثان بن الحرث ،شاعر جاهلي، لقّب بذلك لأن حيّة نهشت إبهامه فقطعته،وقيل: لأنه كان له في رجله إصبع زائد.


كان ذا الأصبع من حكماء العرب، ومن اقواله الخالدة وصيته لإبنه أُسيد قبل موته:
يا بني إن أباك قد فني وهو حي وعاش حتى سئم العيش وإني موصيك بما إن حفظته بلغت في قومك ما بلغته فاحفظ عني:ألن جانبك لقومك يحبوك وتواضع لهم يرفعوك وابسط لهم وجهك يطيعوك ولا تستأثر وهم عليهم بشيء يسودوك وأكرم صغارهم كما تكرم كبارهم يكرمك كبارهم ويكبر على مودتك صغارهم واسمح بمالك واحم حريمك وأعزز جارك وأعن من استعان بك وأكرم ضيفك وأسرع النهضة في الصريخ فوالله إن لك أجلا لا يعدوك وصن وجهك عن مسئلة أحد شيئا فبذلك يتم سوددك.

ثم أنشأ يقول :



أأسيد إن مالا ملكت فسر به سيرا جميلا
آخ الكرام إن استطعت إلى إخائهم سبيلا
واشرب بكأسهم وإن شربوا به السم الثميلا
أهن اللئام ولا تكن لإخائهم جملا ذلولا
إن الكرام إذا تواخيهم وجدت لهم فضولا
ودع الذي يعد العشيرة أن يسيل ولن يسيلا
أبني إن المال لا يبكي إذا فقد البخيلا
أأسيد إن أزمعت من بلد إلى بلد رحيلا
فاحفظ وإن شحط المزار أخا أخيك أو الزميلا
واركب بنفسك إن هممت بها الحزونة والسهولا

العلم حياة القلوب

المقصود من أصول الفقه :
قال شيخ الإسلام – رحمه الله - :
" المقصود من أصول الفقه أن يفقه مراد الله ورسوله بالكتاب والسنة " .
العلم حياة القلوب :
قال ابن القيم – رحمه الله - :
" قال بعض العارفين : أليس المريض إذا منع الطعام , والشراب والدواء يموت ؟ قالوا : بلى . قال : فكذلك القلب إذا منع عنه العلم والحكمة ثلاثة أيام يموت " .
وصدق ؛ فإن العلم طعام القلب وهو ميت , ولكن لا يشعر بموته , كما أن السكران الذي قد زال عقله والخائف الذي قد انتهى خوفه إلى غايته , والمحب المفكر , قد بطل إحساسهم بألم الجراحات في تلك الحال , فإذا صحوا وعادوا إلى حال الاعتدال أدركوا آلامها " .

الأربعاء، 16 أبريل 2014

بعض فوائد العلم


قال الشيخ ابن سمحان – رحمه الله - :
تعلــم ففي العلــم الشـريــف فـوائــد          يحن لها الـقلـب السلـيـم المُـوفـــقُ
فـمـنـهـن : رضــوانُ الإلــه وجـنــةٌ          وفــــوزٌ وعـــزٌ دائـــمٌ مـُتـحــقـــقُ
وعن زمرة الجُهال – إن كنت صادقاً          بعلمك – تنجو – يا أخي – وتسمقُ
فكـن طالبــاً للعلم إن كنـت حـازمــاً          وإيـــاك أن رمــت الهـدى تتفـــوقُ
ففي العلم ما تهـواه من كـل مـطـلـبٍ          وطـالبـه بالنـــور والحــق يـشـــرقُ
وإن رمـت مـالا كـان العـلـم كـسـبـهُ          ففـز بالرضــا , واختـر لمـا هـو أوفقُ
وأحـسـن في الـداريـن عقبـى ورفـعـةً          فـبــــادر , فإنـي صــادق ومـصــدقُ
وفي الجـهـل قبـل الموت مـوتٌ لأهلـهِ          ويــــوم اللقــا نــار تلظى وتحـــرقُ 

" شرح الثلاثة الأصول لعبد الله اليحيا " (ص12) .
حاجة الناس إلى العلم
قال الإمام أحمد – رحمه الله - :
" الناس أحوج إلى العلم منهم إلى الطعام والشراب لأن الطعام والشراب يحتاج إليه في اليوم مرتين أو ثلاثاً  والعلم يحتاج إليه في كل وقت " .

فضل العلم


قال ابن القيم – رحمه الله - :
" ولو لم يكن في العلم إلا القرب من رب العالمين , والالتحاق بعالم الملائكة , وصُحبة الملإ الأعلى , لكفى به شرفاً وفضلاً , فكيف وعِزُّ الدنيا والآخرة منوط ٌ به , مشروط بحصوله؟! " .
طالب العلم في منزله
قال ابن الحاج – رحمه الله - :
" وينبغي لطالب العلم أن يتفقد أهله فيما يحتاجون إليه ؛ لأنه جاء لتعليم غيرهم طلبا لثواب إرشادهم , فخاصَّتُه ومن تحت نظره آكد ؛ لأنهم رعيتهُ , ومن الخاصة به كما سبق الحديث : " كلكم راع ٍ.... " . فيعطيهم نصيبهم فيبادر بتعليمهم آكد الأشياء في الدين أولاً , وأنفعها وأعظمها , فيعلمهم الإيمان والإسلام , ويجدد عليهم علم ذلك , وإن كانوا قد علموه , ويعلمهم الإحسان , ويعلمهم الوضوء , والاغتسال , وصفتهما , والتيمم , والصلاة , وما في ذلك  كله من الفرائض , والسنن والفضائل , وكل ما يحتاجون إليه من أمر دينهم , الأهم فالأهم " .

" مفتاح دار السعادة " (1/108) .
" المدخل " لابن الحاج (1/209) .

العلم


الإخلاص في طلب العلم
عن ابن عُمر – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" من طلب العلم ليباهي به العلماء , ويماري به السفهاء , أو ليصرف وجوه الناس إليه فهو في النار "
العلم عبادة
قال أبو يوسف – رحمه الله - : " العلم عبادة من العبادات , وقربة من القرب , فإن صحح فيه النية , قُبل وزكى , ونمت بركتُهُ , وإن قصد به غير وجه الله – تعالى – حبط وضاع , وخسرت صفقتهُ , وربما تفوته تلك المقاصد ولا ينالها , فيخيب قصدهُ , ويضيع سعيهُ " .
رواه ابن ماجه (253) وحسنه الألباني في "  صحيح الترغيب والترهيب " (104) .

الثلاثاء، 15 أبريل 2014

الفرق بين من جعل التأويل منهجه وبين عالم زل زلة



لا يخفى أن هناك فرقا بين إنسان جعل التأويل الباطل منهجا وطريقة يناضل ويجادل عليه، وبين عالم أخطا خطأ وزل زلة؛ فالأول جعل التأويل الفاسد عقيدة يسير عليها، ونبذ الكتاب والسنة وراء ظهره، ولم يرجع إلى فهم السلف الصالح من الصحابة والتابعين كي يعينو على فهم النصوص، ولم يتحر الصواب في الوصول إلى الحق، إنما لجأ في تحرير المسائل إلى فهوم علماء الكلام والضلال؛ كالجعد بن درهم، والجهم بن صفوان، والمريسي، والرازي، وجهمي العصر الكوثري؛ فمثل هذا يلحق بأحد الطوائف المبتدعة أو المارقة، والثاني لا يرى التأويل الباطل ولا التحريف مطلقا، ويتوخى الحق، ويستعين على فهم الكتاب والسنة بعلوم السلف وفهومهم، ولكنه زل زلة، فأول آية أو حديثا؛ لشبهة قامت عنده: إما لضعف الحديث عنده، وإما لعدم فهمه للمسألة على وجهها، وإما لغير ذلك؛ ففي هذه الحالة خطؤه مغفور له، ولكن يجتنب خطؤه ويبين، ولا يتابع عليه؛ لأنه ليس كل من أخطأ يكون كافرا أو مبتدعا؛ فقد عفا الله لهذه الأمة عن الخطأ والنسيان.

الاثنين، 14 أبريل 2014

جهجه والجهجاه

جهجه

الجَهْجَهَةُ: من صياح الأَبطال في الحرب وغيرهم، وقد جَهْجَهُوا وتَجَهْجَهُوا؛ قال:
فجاءَ دُون الزَّجْرِ والتَّجَهْجُهِ
وجَهْجَهَ بالإِبل: كَهَجْهَجَ. وجَهْجَه بالسبع وغيره: صاح به لَيَكُفَّ كهَجْهَجَ مقلوب؛ قال:
جَهْجَهْتُ فارْتَدَّ ارْتِدادَ الأَكْمَه
قال ابن سيده: هكذا رواه ابن دريد، ورواه أَبو عبيد: هَرَّجْتُ؛ وقال آخر:
جَرَّدْتُ سَيْفِـي، فـمـا أَدْرِي إذا لِـبَـد
 
يَغْشَى المُجَهْجَهَ عَضُّ السيف، أَم رَجُلا
أَبو عمرو: جَهَّ فلانٌ فلاناً إذا رَدَّه. يقال: أَتاه فسأَله فَجَهَّهُ وأَوْأَبَهُ وأَصْفَحَه كلُّه إذا ردَّه رَدّاً قبيحاً. وجَهْجَهَ الرجلَ: رَدَّه عن كل شيء كهَجْهَج. وفي بعض الحديث: أَن رجلاً من أَسْلَم عدا عليه ذئبٌ فانْتَزَعَ شاة من غنمة فَجهْجأَه أَي زبَرَه، وأَراد جَهْجَهَه فأَبدل الهاء همزة لكثرة الهاءَات وقرب المخرج.

الأربعاء، 9 أبريل 2014

الثلاثاء، 8 أبريل 2014

فقه حديث النبيّ صلى الله عليه وسلم: «الإِيمَانُ يَمَانٍ وَالْفِقْهُ يَمَانٍ وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ».

فقه حديث النبيّ صلى الله عليه وسلم: «الإِيمَانُ يَمَانٍ وَالْفِقْهُ يَمَانٍ وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ».

· تصحيح مفهوم:
إنك لتعجب كل العجب وأنت ترى الشعب اليمني في ثورته ضد الظلم والاستبداد، تعجب منه وهو "يُخزِّن القات"!!! إلا من رحم ربّي.
تعجب من هذا الشعب الطيب وقد ردد كثير من الناس في هذه الأيام وصف النبي صلى الله عليه وسلم له بالحكمة!
فهل هذه المصيبة التي وقع فيها الشعب اليمني بتخزينه القات ينافي هذه الحكمة التي وصفهم بها النبي صلى الله عليه وسلم؟!!
وكيف يصفهم بالحكمة وفيهم روافض؟! بل وفسقة وغير ذلك!
الجواب يسير إن شاء الله، وهو أنه لا يمكن أن يكون من وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم بالحكمة يخزنون القات!! ولا كذلك من الروافض وغيرهم ممن يحاربون هذا الدِّين.
ولكن، الحديث صحيح، وهو في الصحيحين وكتب السنة الأخرى! ولهذا نسمع هذه الأيام من ينعت أهل اليمن بأنهم أهل الحكمة، والويل لمن تكلم فيهم!
لا شك أن أهل اليمن من أطيب الشعوب العربية الإسلامية، وقد ابتلوا بهذه الشجرة الخبيثة، والإنكار عليهم في ذلك لا يعني أننا لا نؤيدهم في ثورتهم ضد الظلم والقهر والاستبداد الذي يمارس عليهم منذ أكثر من ثلاثة عقود.

وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ


قال الله تعالى:{ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ}[1]. قال ابن كثير في تفسيرها: [روى الإمام أحمد عن عائشة أنها قالت: يا رسول الله {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} هو الذي يسرق ويزني ويشرب الخمر وهو يخاف الله عز وجل؟ قال صلى الله عليه وسلم  : «لا يا بنت الصديق ولكنه الذي يصلي ويصوم ويتصدق وهو يخاف الله عز وجل». وهكذا رواه الترمذي وابن أبي حاتم من طريق مالك بن مِغْوَل به نحوه قال «لا يا بنت الصديق ولكنهم الذين يصلون ويصومون ويتصدقون وهم يخافون ألا يتقبل منهم» أ ـ هـ].


[1]  - سورة المؤمنون، الآية:60

أنما الأعمال بالخواتيم


قال صلى الله عليه وسلم : «إِنَّ الْعَبْدَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ النَّارِ وَإِنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَإِنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ وَإِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالْخَوَاتِيمِ»[1]. وقال ابن حجر في شرحه: [ قال ابن بطال: في تَغْيِيب خاتمة العمل عن العبد حكمة بالغة وتدبير لطيف، لأنه لو علم وكان ناجيا أُعْجِبَ وكسل، وإن كان هالكا ازداد عتوا، فَحُجِبَ عنه ذلك ليكون بين الخوف والرجاء][2].


[1] - رواه البخاري عن سهل بن معاذ
[2]  - (فتح الباري) ج 11 ص 330