الجمعة، 30 مايو 2014

الآثار المروية في مساوئ الصحابة رضي الله عنهم



قال الشيخ سليمان بن ناصر العلوان حفظه الله وفك أسره 
 
ومـا جـاء مـن الآثار المروية في مساويهم فهي على ثلاث مراتب :
أولها : ما هو كذب محض لا يروى ولا يعرف إلا من روايـة أبي مخنف لوط بن يحيى الـرافضي الكذاب ([1]) أو سيف بن عمر التميمي صاحب كتاب ( الردة والفتوح ) وهو ليس بشيء عند أهل الحديث ([2]) أو الواقدي المتروك  ([3]) أو غيرهم  ممن لا يعتمد عليهم ولا على مروياتهم وهـم عمدة خصوم الصحابة - رضي الله عنهم - في نقل المساوي والمثالب والوقائع الملفقة وما كان أهل الحديث ونقاده وجهابذة الجرح والتعديل يعتمدون على واحد منهم لعدم ضبطهم وكثرة كذبهم .
ثانيها : ما صح سنده ، وله محمل حسن ، فيجب حمله عليه إحساناً للظن بهم ، فهم أحق الناس بهذا وأولاهم بحمل ألفاظهم وأفعالهم على أحسن مقصد وأنبل عمل ، ومن أبت نفسه الخير، وحرمت سلامة القصد ووثب على مقاصد وألفاظ أئمة الدين ، وجعل من المحتمل زلة ، ومن الظن جرحاً ؛ فقد عظم ظلمه وغلب جهله وناله من الحرمان ما نال أمثاله من مرضى القلوب .

الأربعاء، 28 مايو 2014

العدل من كلام ابن تيمية



قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في ((المنهاج)) (5/ 127): ((والعدل مما اتفق أهل الأرض على مدحه ومحبته والثناء على أهله ومحبتهم، والظلم مما اتفقوا على بغضه وذمه وتقبيحه وذم أهله وبغضهم)).
 وقال: ((العدل محمود محبوب باتفاق أهل الأرض، وهو حبوب في النفوس، مركوز حبه في القلوب، تحبه القلوب وتحمده، وهو من المعروف الذي تعرفه القلوب، والظلم من المنكر الذي تنكره القلوب فتبغضه وتذمه، والله تعالى أرسل الرسل ليقوم الناس بالقسط، قال الله تعالى: ) لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ( [الحديد: 25])).

الأحد، 25 مايو 2014

يحفظ القرآن ثم ..ينساه



من موقع الإسلام سؤال و جواب : حكم من ” نسي” القرآن
 الحمد لله
أولاً:
لا ينبغي للمسلم أن يقول ” نسيتُ ” فيما ضاع من ذاكرته في حفظه للقرآن ، بل ” أُنسيتُ ” أو ” نُسِّيت ” .
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ مسعود قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ( بِئْسَمَا لأَحَدِهِمْ يَقُولُ نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ وَكَيْتَ بَلْ هُوَ نُسِّيَ ، اسْتَذْكِرُوا الْقُرْآنَ ، فَلَهُوَ أَشَدُّ تَفَصِّيًا مِنْ صُدُورِ الرِّجَالِ مِنَ النَّعَمِ بِعُقُلِهَا ) . رواه البخاري ( 4744) ومسلم ( 790 ) .
وفي لفظ لمسلم : ( لاَ يَقُلْ أَحَدُكُمْ نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ وَكَيْتَ بَلْ هُوَ نُسِّيَ ) .
وهو الذي فعله النبي صلى الله عليه وسلم .
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَسْتَمِعُ قِرَاءَةَ رَجُلٍ فِي الْمَسْجِدِ ، فَقَالَ : ( رَحِمَهُ اللَّهُ ، لَقَدْ أَذْكَرَنِي آيَةً كُنْتُ أُنْسِيتُهَا ) . رواه البخاري ( 4751) ومسلم ( 788 ) .
قال أبو العباس القرطبي – رحمه الله – :
قوله في آخر الحديث : ( بل هو نُسِّي ) ، وهذا اللفظ رويناه مشدَّدًا مبنيًّا لما لم يسم فاعله ، وقد سمعناه من بعض من لقيناه بالتخفيف ، وبه ضُبِط عن أبي بحر ، والتشديد لغيره ، ولكل منهما وجهٌ صحيح ، فعلى التشديد يكون معناه : أنه عوقب بتكثير النسيان عليه ؛ لما تمادى في التفريط ، وعلى التخفيف يكون معناه : تُرِك غير مُلْتَفَتٍ إليه ، ولا مُعْتَنىً به ، ولا مرحوم ، كما قال الله تعالى : ( نسوا الله فنسيهم ) ؛ أي : تركهم في العذاب ، أو تركهم من الرحمة  .
” المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم ” ( 2 / 419 ) .

ثانياً:
وقد اختلف العلماء في حكم نسيان القرآن ممن كان حفظه ، وقد ذهب طائفة من الشافعية إلى أنه من الكبائر ! وقال بعضهم إنه من الذنوب .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – :
فإن نسيان القرآن من الذنوب .
” مجموع الفتاوى ” ( 13 / 423 ) .
وقال الشيخ زكريا الأنصاري – رحمه الله – :
( ونسيانه كبيرة ) , وكذا نسيان شيء منه ؛ لخبر ( عُرضت عليَّ ذنوب أمتي فلم أر ذنبا أعظم من سورة من القرآن أو آية أوتيها رجل ثم نسيها ) ، وخبر ( من قرأ القرآن ثم نسيه لقي الله عز وجل يوم القيامة أجذم ) رواهما أبو داود ) ا.هـ .
وفي حاشية ” الرملي ” عليه :
قوله : ( ونسيانه كبيرة ) موضعه إذا كان نسيانه تهاوناً وتكاسلاً .
” أسنى المطالب ” ( 1 / 64 ) .
والأظهر أن نسيان القرآن : ليس كبيرة ، بل ولا ذنبا، ولكنه مصيبة ، أو عقوبة ، والغالب أن يكون هذا بسبب إعراضه عن العمل به ، وعدم تعاهده ، وقد أمِر بكلا الأمرين ، فلما لم يستجب للأمر عوقب بما فيه سلب لخيرٍ عظيم ، وقد يكون نسيانه له بسبب معاصٍ وذنوب ، فيأثم عليها ، ويعاقب بسلب القرآن منه ، وأما إن كان نسيانه لما حفِظَ بسبب ضعفٍ في ذاكرته : فلا شيء عليه ، لكن عليه المداومة على تنشيطها بكثرة القراءة ، وبالقيام بما يحفظ ؛ فإنه من أعظم السبل للبقاء على ما يحفظ .
1. من قال إن نسيان القرآن مصيبة :
قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله – :
وأخرج أبو عبيد من طريق الضحاك بن مزاحم موقوفاً قال : ” ما مِن أحد تعلم القرآن ثم نسيه إلا بذنب أحدثه ؛ لأن الله يقول : ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ) ، ونسيان القرآن من أعظم المصائب .
” فتح الباري ” ( 9 / 86 ) .
2. من قال إنه عقوبة :
قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله – :
قال أبو العباس القرطبي – رحمه الله – :
مَن جمع القرآن : فقد علت رتبته ، ومرتبته ، وشرف في نفسه ، وقومه شرفاً عظيماً ، وكيف لا يكون ذلك و ” من حفظ القرآن فكأنما أدرجت النبوة بين كتفيه ” [ قاله عبد الله بن عمرو بن العاص ، وانظر " السلسلة الضعيفة " ( 5118 ) ]، وقد صار ممن يقال فيه : ” هو مِن أهلِ الله تعالى وخاصته ” [ رواه ابن ماجه ( 215) وهو صحيح ] ، وإذا كان كذلك : فمِن المناسب تغليظ العقوبة على من أخلَّ بمزيته الدينية ، ومؤاخذته بما لا يؤاخذ به غيره ، كما قال تعالى : ( يا نساء النبي من يأتِ منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين ) ؛ لاسيما إذا كان ذلك الذنب مما يحط تلك المزية ويسقطها ؛ لترك معاهدة القرآن المؤدي به إلى الرجوع إلى الجهالة .
” المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم ” ( 2 / 419 ) .

وبكل حال : فهي مصيبة أو عقوبة ، لكن لا نجزم بالإثم لمجرد النسيان .
قال علماء اللجنة الدائمة :
فلا يليق بالحافظ له أن يغفل عن تلاوته ، ولا أن يفرط في تعاهده ، بل ينبغي أن يتخذ لنفسه منه ورداً يوميّاً يساعده على ضبطه ، ويحول دون نسيانه ؛ رجاء الأجر ، والاستفادة من أحكامه ، عقيدة ، وعملاً ، ولكن مَن حفظ شيئاً مِن القرآن ثم نسيه عن شغل ، أو غفلة : ليس بآثم ، وما ورد من الوعيد في نسيان ما قد حفظ : لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم .
الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ عبد الله بن غديان ، الشيخ عبد الله بن قعود .
” فتاوى اللجنة الدائمة ” ( 4 / 99 ) .
 والظاهر أن من قال إن نسيان القرآن من الذنوب ، أو الكبائر : قد استدل بحديثين وردا في ذلك – كما نقلناه عن زكريا الأنصاري – ، لكن كلا الحديثين لا يصحان ، فلا يصلح الاستدلال بهما .
1. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( عُرِضَتْ عَلَيَّ أُجُورُ أُمَّتِي حَتَّى الْقَذَاةُ يُخْرِجُهَا الرَّجُلُ مِنْ الْمَسْجِدِ وَعُرِضَتْ عَلَيَّ ذُنُوبُ أُمَّتِي فَلَمْ أَرَ ذَنْبًا أَعْظَمَ مِنْ سُورَةٍ مِنْ الْقُرْآنِ أَوْ آيَةٍ أُوتِيَهَا رَجُلٌ ثُمَّ نَسِيَهَا ) .
رواه الترمذي ( 2916 ) وضعفه ، ونقل عن البخاري استغرابه ، وأبو داود ( 461 ) ، وضعفه الألباني في ” ضعيف الترمذي ” .
2. عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا مِنْ امْرِئٍ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ ثُمَّ يَنْسَاهُ إِلَّا لَقِيَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَجْذَمَ ) .
رواه أبو داود ( 1474 ) وضعفه الألباني في ” ضعيف أبي داود ” .
والظاهر أن من قال إن النسيان كبيرة ، أو أنه ذنب : لم يرِد ما يكون بسبب ضعف الذاكرة ، بل ما كان النسيان بسبب التهاون ، والكسل ، كما صرَّح به الرملي الشافعي .
سئل الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين – رحمه الله – :
نحن طلاب العلم نحفظ الكثير من الآيات على سبيل الاستشهاد ، وفي نهاية العام نكون قد نسينا الكثير منها ، فهل ندخل في حكم من يعذبون بسبب نسيان ما حفظوه ؟ .
فأجاب :
نسيان القرآن له سببان :
الأول : ما تقتضيه الطبيعة .
والثاني : الإعراض عن القرآن ، وعدم المبالاة به .
فالأول : لا يأثم به الإنسان ، ولا يعاقب عليه ، فقد وقع من رسول الله صلى الله عليه وسلم حين صلى بالناس ، ونسي آية ، فلما انصرف ذكَّره بها أبيّ بن كعب ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ( هلا كنت ذكرتنيها ) ، وسمع رسول الله قارئاً يقرأ ، فقال : ( يرحم الله فلاناً فقد ذكرني آية كنت أنسيتها ) .
وهذا يدل على أن النسيان الذي يكون بمقتضى الطبيعة : ليس فيه لوم على الإنسان .
أما ما سببه الإعراض ، وعدم المبالاة : فهذا قد يأثم به ، وبعض الناس يكيد له الشيطان ، ويوسوس له أن لا يحفظ القرآن لئلا ينساه ويقع في الإثم ! والله سبحانه وتعالى يقول : ( فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً ) النساء/ 76 ، فليحفظ الإنسان القرآن ؛ لأنه خير ، وليؤمل عدم النسيان ، والله سبحانه عند ظن عبده به .
” كتاب العلم ” ( 96 ، 97 ) .

الجمعة، 23 مايو 2014

خطورة الاستهزاء بالدين وحكم المستهزئ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده، وعلى آله وصحبه والتابعين:
أمَّا بعد:

فإنَّ المحافظة على صحة الدين من أهم ما يجب على المسلم، ولذا يتعيَّن على المسلم أن يعرف الأمور التي تنقض ذلك حتى يجتنبها ويحذر من الوقوع فيها.
ومن نواقض الإسلام التي تساهل فيها كثير من الناس في هذا الزمان الاستهزاء بالله عز وجل وبالرسول صلى الله عليه وسلـم وبدين الإسلام، فالواجب على المسلم أن يعرف ما يتعلَّق بهذا الناقض، وأن يحذر من الوقوع فيه، وأن ينكر على من يقع فيه حسب استطاعته، حتى يسلم له دينه وتبرأ ذمته أمام الله جل وعلا.
والاستهزاء هو: انتقاص الرَّب سبحانه وتعالى والسخرية منه، أو انتقاص الرسول صلى الله عليه وسلـم والسخرية منه، أو انتقاص الدين والسخرية به .. نعوذ بالله تعالى من ذلك كله.

الاثنين، 19 مايو 2014

أهل الحديث هم أهل الحق

أهل الحديث هم أهل الحق :
قال الإمام أبو المظفر السمعاني – رحمه الله - :
" ومما يدل على أن أهل الحديث على الحق أنك لو طالعت جميع كتبهم المصنفة من أولهم إلى آخرهم قديمهم وحديثهم مع اختلاف بلدانهم , وزمانهم , وتباعد ما بينهم في الديار, وسكون كل واحد منهم قطرا من الأقطار وجدتهم في بيان الاعتقاد على وتيرة واحدة ونمط واحد , يجرون فيه على طريقة لا يحيدون عنها , ولا يميلون فيها , قولهم في ذلك واحد , ونقلهم واحد , لا ترى بينهم اختلافا , ولا تفرقا في شيء ما وإن قل , بل لو جمعت جميع ما جرى على ألسنتهم , ونقلوه عن سلفهم وجدته كأنه جاء من قلب واحد, وجرى على لسان واحد , وهل على الحق دليل أبين من هذا ؟! قال الله – سبحانه وتعالى - : {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً}النساء82 , وقال الله – سبحانه وتعالى - : {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ}آل عمران103 .  وأما إذا نظرت إلى أهل الأهواء والبدع , رأيتهم متفرقين مختلفين أو شيعا وأحزابا بل لا تكاد تجد اثنين منهم على طريقة واحدة في الاعتقاد, يبدع بعضهم بعضا , بل يرتقون إلى التكفير , يكفر الابن أباه , والرجل أخاه , والجار جاره , تراهم أبدا في تنازع وتباغض واختلاف , تنقضي أعمارهم ولم تتفق كلماتهم : {تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ }الحشر14 .

التأسي بالنبي - صلى الله عليه وسلم - له حالتان:

التأسي بالنبي - صلى الله عليه وسلم - له حالتان:
الأولى: التأسي الخاص، والذي يقصد منه التعبد وهذا سنة، كجلسة الاستراحة، والإقعاء على القدمين بنصبهما كما في حديث ابن عباس عند مسلم، ولبس البياض فهو سنة أيضا.

الثاني: التأسي العام، الذي لم يثبت أنه سنة وفعله النبي - صلى الله عليه وسلم - على وجه العادة، كلبس العمامة، وإطلاق الأزرار، وأخذ العصا، وإعفاء الشعر على الصحيح ونحوها، والتأسي العام إذا فعله العبد حبِّاً بالنبي - صلى الله عليه وسلم - فإنه يؤجر على حبه فهو يؤجر من حيث الفعل حبِّاً بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ورغبة بطريقته.

الشيخ سليمان بن ناصر العلوان

الجمعة، 9 مايو 2014

أحمد فرح عيد عقيلان

ولد الشيخ والأستاذ والداعية والشاعر الأديب الراحل أحمد فرح عيد عقيلان (رحمه الله) في الفالوجة عام 1924م، ونشأ في بيت علم ودين (فوالده عالم الأزهر الجليل الشيخ فرح عيد عقيلان), وهو من عائلة قدمت الكثير من الشهداء في سبيل الله.
بدأ تعليمه الثانوي في مدينة غزة، وأكمله في المدرسة الرشيدية بالقدس، وتخرج منها بشهادة الاجتياز إلى التعليم العالي سنة 1942م. ونـــال الشهادة العليا لمدرسي الثانوية عام 1946م، ثم عمل مدرساً للغة العربية في بعض مدن فلسطـين كرام الله وغزة، انتقل إلى خان يونس بعد نكبة 1948م، ودرّس فيها وأسس هناك جماعة الإخوان المسلمين (مع الشيخين الفالوجيين الجليلين محمد حسين أبوسردانة وناجي السعافين)، ثم في عام 1957 هاجر إلى السعودية ودرّس فـي معهد العاصمة النموذجي (معهد أنجال الملك) بالرياض من عام 1957 حتى عام 1976 , وعمل مديراً للأندية الأدبية برئاسة رعاية الشباب ثم مـسـتشاراً بها، عمل كمستشار للامير الراحل -المغفور له بإذن الله- فيصل بن فهد للشؤون الثقافية, كان مؤلفآ لمناهج مواد اللغة العربية بوزارة التعليم السعودية. وكان كذلك إمامآ وخطيبآ لمسجد الخيال بحي النسيم في الرياض.

الخميس، 8 مايو 2014

احمد الله على نعمة الهداية واعلم قدر نعمة الله عليك بذلك

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
احمد الله على نعمة الهداية واعلم قدر نعمة الله عليك بذلك، واعلم أن له سبحانه وتعالى أكبر المنة عليك؛ لأنه لو شاء لأزاغ قلبك، ولا تعجب بنفسك ولا تقل هذا مني فتكون كقارون الذي قال:(إنما أوتيته على علم عندي) ، وإذا اعتقدت هذه العقيدة صرت تلجأ إلى الله عز وجل أن يثبتك دائما.
(شرح الكافية الشافية ج1ص217)

لفظ الصحبة



 قال الشيخ سليمان بن ناصر العلوان حفظه الله في الإستنفار للذب عن الصحابة الأخيار:

ولفظ الصحبة يصدق على كل مسلم لقي النبي - صلى الله عليه وسلم - ولو لحظة ومات على ذلك ، ومن ثبت لـه شرف الصحبة لا يتطلب شروط التعديل بل يُكتفى بشرف الصحبة تعديلاً .
وقد زعم بعض أهل الأهواء أن الصحبة لا تصح إلا لمهاجري وأنصاري وحينئذ لا تثبت عدالة من جاء بعدهم إلا بما تثبت به عدالة غيرهم من التابعين فمن بعدهم ، وهذا غلط لم يقل به أحد من أهل    السنة ، ونظيره المذهب المروي عن سعيد بن المسيب أنه لا يعد الصحابي إلا من أقام مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سنة أو سنتين وغزا معه غزوة أو غزوتين وهذا لا يصح ([1]) عن سعيد والإجماع على خلافه ، قال الحافظ العلائي - رحمه الله - ( والإجماع منعقد في كل عصر على عدم اعتبار هذا الشرط في اسم الصحابي - كيف والمسلمون في سنة تسع وما بعدها من الصحابة آلاف كثيرة وكذلك من أسلم زمن الفتح من قريش وغيرها ولم يصحب النبي صلى الله عليه وسلم إلا زمناً يسيراً واتفق العلمـاء عـلى أنهـم من جملة الصحابة  ) .([2])


([1]) انظر التقييد والإيضاح ( ص 297 ) للحافظ العراقي .
([2]) كتاب تحقيق منيف الرتبة ( ص 43 ) وانظر فتح الباري ( 7/4 ) .

الثلاثاء، 6 مايو 2014

حلق الرأس ثلاثة أنواع

قال ابن القيم في زاد المعاد وحلق الرأس ثلاثة أنواع :

أحدها : نسك وقربة .

والثاني : بدعة وشرك .

والثالث : حاجة ودواء فالأول الحلق في أحد النسكين الحج أو العمرة .

والثاني : حلق الرأس لغير الله سبحانه كما يحلقها المريدون لشيوخهم فيقول أحدهم : أنا حلقت رأسي لفلان وأنت حلقته لفلان ، وهذا بمنزلة أن يقول : سجدت لفلان ، فإن حلق الرأس خضوع وعبودية وذل ، ولهذا كان من تمام الحج ، حتى إنه عند الشافعي ركن من أركانه لا يتم إلا به ، فإنه وضع النواصي بين يدي ربها خضوعا لعظمته ، وتذللا لعزته ، وهو من أبلغ أنواع العبودية ، ولهذا كانت العرب إذا أرادت إذلال الأسير منهم وعتقه حلقوا رأسه ، وأطلقوه ، فجاء شيوخ الضلال ، والمزاحمون للربوبية الذين أساس مشيختهم على الشرك والبدعة ، فأرادوا من مريديهم أن يتعبدوا لهم ، فزينوا لهم حلق رءوسهم لهم ، كما زينوا لهم السجود لهم ، وسموه بغير اسمه ، وقالوا : هو وضع الرأس بين يدي الشيخ ، ولعمر الله إن السجود لله هو وضع الرأس بين يديه سبحانه ، وزينوا لهم أن [ ص: 147 ] ينذروا لهم ، ويتوبوا لهم ، ويحلفوا بأسمائهم ، وهذا هو اتخاذهم أربابا وآلهة من دون الله ، قال تعالى : ( ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون ) [ آل عمران 79 - 80 ] .

تدوين الحديث .. مجموعة تغريدات للدكتور خالد الحايك حفظه الله



1-   قضية «تدوين الحديث» أُعطيت حجماً كبيراً جداً، والذين توسعوا في إثارتها هم "المستشرقون" للطعن في الإسلام، وممن تكلم فيها من قبلهم الروافض!
2-   الكتابة في الجاهلية وصدر الإسلام كانت موجودة لكن بندرة لما خصّ الله به العرب من حافظة قوية.
3-   هناك أحاديث تدل على الإذن بكتابة الحديث وحديث يمنع، فلجأ العلماء إلى التوفيق بينها وتأويلها! والحقيقة أن الإذن بالكتابة هو الأصل.
4-   حديث منع الكتابة أخرجه الإمام مسلم في صحيحه من طريق همام بن يحيى العوذي عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري