الأربعاء، 4 ديسمبر 2013

كلمة توجيهية لطالبات العلم والداعيات

س: هل من كلمة توجيهية لطالبات العلم والداعيات في الحرص على الأوقات وترك الحسد وكثرة الجدال بغرض الانتصار للنفس وليس للحق؟





ج: الحمد لله أما بعد:


 هذا موضوع عظيم يحتاج إلى التنبيه إليه كل مسلم ومسلمة لأن على الجميع أن يتقوا الله فيما بينهم وفيما يفعلون أو يتركون وعلى الجميع أن يرعوا حقوق الأخوة الإيمانية التي جمعها مولاة المؤمنين والمؤمنات بعضهم لبعض قال الله تعالى: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ) وقد وصى النبي صلى الله عليه وسلم بترك كل مايضاد أخوة الإيمان من الحسدِ والقطيعة والظلم والاحتقار قال صلى الله عليه وسلم: (لاتحاسدوا ولاتباغضوا وكونوا عباد الله إخونا بحسب إمراءِ من الشر أن يحقر أخاه المسلم)،
وقال سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ)، ثم قال: (وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ)، وينبغي للمسلمين والمسلمات أن يكونوا متحابين في الله وأن يجتهدوا في البعد عما ينافي هذا الولاء من الحسد وكذلك في باب العلم وكذلك في باب التفاهم عليهم أن يحذروا من الأنانية والانتصار للنفس بل على المسلم والمسلمة أن يكون مقصود كل منهما معرفة الحق مع التجرد عن هوى النفس وهذا من تحقيق الإخلاص قال تعالى: (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ).


قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب في مسائل هذا الباب، باب الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأن فيه تنبيه على الإخلاص فإن كثير ممن يدعو إلى الله هو في الحقيقة إنما يدعوا إلى نفسه، ومما يناسب الوصية به حفظ الوقت عن الضياع فيما لايعود بفائدة على الإنسان وأخطر من ذلك إضاعة الوقت فيما يضر المسلم في دينه فيجب أن يتذكر العاقل أن عمر الإنسان وهو مدة حياته في الدنيا هو رأس ماله وربحه فيه بقدر مايقضيه منه في العمل الصالح وخسرانه فيه بقدر مايضيعه منه فإن أضاعه في اللهو واللعب خسر عمره وفاتته الإرباح وإن أضاعه في المعاصي خسر عمره بل خسر نفسه فغتنم أيها العاقل صحتك قبل مرضك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: (نعمتان مغبون فيهما كثيرٌ من الناس الصحة والفراغ).


وإليك بعض ما قاله العلماء والحكماء في شأنِ حفظ الوقت، قال الحسن البصري-رحمه الله-:(أدركت أقواماً كانوا على أوقاتهم أشد منكم حرصاً على دراهمكم ودنانيركم)، وقال أبو الوفاء ابن عقيل رحمه الله: (إني لا يحل لي أن أضيع ساعة من عمري، حتى إذا تعطل لساني عن مذاكرة ومناظرة، وبصري عن مطالعة، أعملت فكري في حالة راحتي وأنا مستطرح، فلا أنهض إلا وقد خطر لي ما أسطره)، وقال ابن الجوزي بعدما ذكر أصناف من الناس يضيعون أوقاتهم بما لاينفع قال:(فعلمت أن الله تعالى لم يطُلع على شرف العمر ومعرفة قدر أوقات العافية إلا من وفقه وألهمة اغتنام ذلك).





قال ذلك:
عبدالرحمن بن ناصر البراك
حرر في 17/محرم/1435ه