الاثنين، 15 أبريل 2013

وقفة مع الذات

كلنا بحاجة إلى وقفة مع الذات بين فترة وأخرى.. كلنا يحتاج إلى إعادة ترتيب أوراقه عندما تتبعثر أمام عينيه.. كلنا يشعر بحاجة إلى الوحدة والالتفات لنفسه..ولمراجعة تصرفاته..وعلاقاته مع الآخرين.. وأدائه في العمل في الدراسة في كل أمور الحياة.. كلنا يحتاج إلى محاسبة نفسه ومعاقبتها أحياناً ومكافأتها في أحيانٍ أخري..
ويفترض علينا أن نقف أمام أنفسنا ونحاسبها حتى لا نترك المجال للآخرين ليحاسبونا، ومحاسبة أنفسنا تكون على جميع الأصعدة وكلما فصلنا تصرفاتنا ودققنا فيها وجدنا أخطاءنا التي يتوجب علينا تصحيحها وعندما نقوم بذلك حتماً سنتصالح مع أنفسنا وستستمر علاقتنا الطيبة مع الناس، أما في حالة المكابرة على الأخطاء والغرق في وحل من الأغلاط التي يصعب التخلص منها فإننا سنخسر الكثير من الناس وأولهم نفسنا التي لن ترضى عنا أبداً وحينها لن نرى الوجود جميلاً أبداً وسيزيد الحقد على الناس والسخط على العالم.ولكن ما هي أكثر الأمور التي يجب أن نقف فيها مع أنفسنا ونحاسبها عليها، بالتأكيد إنها تختلف من شخص لآخر وحاولت هنا أن أسلط الضوء على المهم منها من وجهة نظري التي حتماً سيؤيدني أحدكم عليها.
- وقفة مع واجباتنا تجاه الله: علينا أن نحاسب أنفسنا إذا ما كنا نؤدي عباداتنا بالشكل الصحيح وهل فعلاً نحن قريبون من الله سبحانه وتعالي ليكون قريبا منا أم لا؟، فكل أمور حياتنا مترتبة على رضي الله عن سلوكياتنا .
- وقفة مع عائلاتنا: بلا شك أن الحياة ومشاغلها وظروفها ألهتنا عن اللقاءات العائلية وأصبحت العائلة أشبه بالمفككة حتى وإن كانت تعيش تحت سقف واحد لذلك لا بد من وقفة لمحاسبة أنفسنا وإعطاء العائلة مساحة من الوقت حتى لا نفقد المحبة ولا ينقطع حبل الوصال حينها تقسو القلوب.
- وقفة مع عملنا: الكل يعمل والبعض يحب عمله والآخر مضطر للعمل في كِلا الحالتين علينا أن نخلص في عملنا ، والأهم الخوف على المال العام وعدم استغلال النفوذ في الأهواء الشخصية وسلب أموال سيحاسبنا الله عليها إن لم تكن حلالا.
- وقفة مع أصدقائنا: قد تفرقنا الأيام والظروف ولكن يبقى الصديق الوفي هو ذلك الصديق الذي تجد قلبه مفتوحاً لك متى ما احتجت له لذلك علينا تجديد الوصل بالأصدقاء وعدم السماح للظروف بقتل تلك المشاعر الجميلة والتي تشوهت في هذا الزمن وطغت عليها المصالح فأصبح من الصعب التفريق بين الصديق الحقيقي والمتعدد الأقنعة.
- وقفة مع الفقير: من قال ألاَّ فقراء بيننا وأن الجميع يعيش برفاهية، الواقع المرير يعترف بوجود محتاجين ولا يجدون إلا قوت يومهم وهنا تأتي وقفتنا مع أنفسنا في إجبارها على مساعدة الغير بكل الأشكال الممكنة ،خاصة أن ذلك سيعود علينا أضعافا ويكفي أن تسمع دعوات الفقراء وأنت تفرج عنهم ضيقهم.