الثلاثاء، 16 أبريل 2013



يا ساكني البطحاء هل من عودةٍ ** أحيا بها يا ساكني البطحاء؟
إن ينقضي صبري فليس بمنقض ** وجدي القديم بكم ولا برحائي
يا لائمي في حبِّ مَن مِن أجله ** قد جدَّ بي وجدي وعزَّ عزائي
هلا نَهاك نُهاك عن لوم امرىءٍ ** لم يُلف غير منعّمٍ بشقاءلو تَدْرِ فيم عَذَلْتني لعَذَرتني ** خفّضْ عليك وخلّني وبلائي
فلنازلي سرح المربّع فالشُّبيـ ** ـكة فالثَّنيّة من شِعاب كداء
ولحاضري البيت الحرام وعا ** مري تلك الخيام وزائري الحثماء
ولفتية الحرم المريع وجيرة الـ ** ـحيّ المنيع تلفّتي وعنائي
وتذكري (أجياد) وِردي في الضُحى ** وتهجّدي في اللّيلة اللّيلاء
وعلى مقامي بالمقام أقام في ** جسمي السّقام ولات حين شفاء
عمري ولو قُلِبَت بطاح مسيله ** قلبًا لقلبي الري بالحصباء
وربوعه أربى أجل وربيعُه ** طربي وصارف أزمة اللَّأواء
وجباله لي مربع ورماله ** لي مرتعٌ وظلاله أفيائي
وشعابه لي جَنة وقبابه ** لي جُنَّة وعلى صفاه صفائي
حيَّا الحَيَا تلك المنازل والرُّبى ** وسقى الوليُّ مواطن الآلاء
وسقى المشاعر والمحصّب من مِنى ** سحًّا وجاد مواقف الأنضاء
ما أعجب الأيام توجب للفتى ** منحًا وتمنحه بسلب عطاء!
يا هل لماضي عيشنا من عودةٍ ** يومًا وأسمح بعده ببقائي!