السبت، 6 أبريل 2013

لامية العرب للشنفرى


المتوفى نحو 70 قبل الهجرة
وهو ثابت بن أوس الأزدي الملقب بالشنفرى ، نشأ بين بني سلامان من بني فهم الذين أسروه وهو صغير ، فلما عرف بالقصة حلف أن يقتل منهم مائة رجل ، وقد تمكن من قتل تسعة وتسعين منهم ، وأما المائة فقيل إنه رفس جمجمة الشنفرى بعد موته فكانت سبباً في موته .وهو - أي الشنفرى - من أشهر عدَّائي الصعاليك كتأبط شراً وعمرو بن براقة ، ومن أشهرهم جرأة وقد عاش في البراري والجبال .
أقـيموا  بـني أمـي ، صـدورَ iiمَـطِيكم
فـقد حـمت الـحاجاتُ ، والـليلُ مـقمرٌ
وفـي الأرض مَنْأىً ، للكريم ، عن iiالأذى
لَـعَمْرُكَ ، مـا بالأرض ضيقٌ على أمرئٍ
ولـي  ، دونـكم ، أهـلونَ : سِيْدٌ iiعَمَلَّسٌ
هـم  الأهـلُ . لا مـستودعُ الـسرِّ iiذائعٌ
وكــلٌّ أبــيٌّ ، بـاسلٌ . غـير iiأنـني
وإن  مـدتْ الأيـدي إلـى الـزاد لم iiأكن
ومــاذاك إلا بَـسْـطَةٌ عــن iiتـفضلٍ
وإنـي كـفاني فَـقْدُ مـن لـيس iiجـازياً
ثـلاثـةُ أصـحـابٍ : فــؤادٌ مـشيعٌ ii،
هَـتوفٌ  ، مـن الـمُلْسِ المُتُونِ ، iiيزينها
إذا زلّ عـنـها الـسهمُ ، حَـنَّتْ iiكـأنها
ولـسـتُ  بـمـهيافِ ، يُـعَشِّى سَـوامهُ
ولا جـبـأ أكـهـى مُــرِبِّ iiبـعـرسِهِ
ولا خَــرِقٍ هَـيْـقٍ ، كــأن iiفُــؤَادهُ
ولا  خــالـفِ داريَّــةٍ ، مُـتـغَزِّلٍ ii،
ولـسـتُ بِـعَـلٍّ شَــرُّهُ دُونَ iiخَـيـرهِ
ولـستُ  بـمحيار الـظَّلامِ ، إذا iiانـتحت
إذا الأمـعـزُ الـصَّوَّان لاقـى iiمـناسمي
أُدِيــمُ مِـطالَ الـجوعِ حـتى أُمِـيتهُ ii،
وأسـتفُّ تُـرب الأرضِ كـي لا يرى iiلهُ
ولـولا  اجـتناب الـذأم ، لم يُلْفَ iiمَشربٌ
ولـكـنَّ  نـفـساً مُــرةً لا تـقيمُ iiبـي
وأطوِي على الخُمص الحوايا ، كما انطوتْ
وأغـدو  عـلى الـقوتِ الـزهيدِ كما غدا
غـدا  طَـاوياً ، يـعارضُ الرِّيحَ ، iiهافياً
فـلـمَّا لـواهُ الـقُوتُ مـن حـيث iiأمَّـهُ
مُـهَـلْهَلَةٌ  ، شِـيـبُ الـوجوهِ ، iiكـأنها
أو الـخَـشْرَمُ الـمبعوثُ حـثحَثَ iiدَبْـرَهُ
مُـهَـرَّتَةٌ ، فُــوهٌ ، كــأن iiشُـدُوقـها
فَـضَجَّ ، وضَـجَّتْ ، بِـالبَرَاحِ ، iiكـأنَّها
وأغـضى وأغـضتْ ، واتسى واتَّستْ iiبهِ
شَـكا وشـكَتْ ، ثم ارعوى بعدُ iiوارعوت
وَفَــاءَ وفــاءتْ بـادِراتٍ ، وكُـلُّها ii،
وتـشربُ  أسـآرِي الـقطا الكُدْرُ ؛ iiبعدما
هَـمَمْتُ وَهَـمَّتْ ، وابـتدرنا ، وأسْـدَلَتْ
فَـوَلَّـيْتُ عـنها ، وهـي تـكبو iiلِـعَقْرهِ
كــأن وغـاهـا ، حـجـرتيهِ iiوحـولهُ
تـوافـينَ  مِـن شَـتَّى إلـيهِ ، iiفـضَمَّها
فَـعَبَّتْ  غـشاشاً ، ثُـمَّ مَـرَّتْ كـأنها ii،
وآلــف وجـه الأرض عـند iiافـتراشها
وأعــدلُ مَـنـحوضاً كـأن iiفـصُوصَهُ
فــإن  تـبـتئس بـالشنفرى أم قـسطلِ
طَـرِيـدُ  جِـنـاياتٍ تـياسرنَ لَـحْمَهُ ii،
تـنامُ  إذا مـا نـام ، يـقظى عُـيُونُها ii،
وإلــفُ هـمـومٍ مــا تـزال iiتَـعُودهُ
إذا وردتْ أصـدرتُـهـا ، ثُــمَّ iiإنـهـا
فـإما تـريني كـابنة الـرَّمْلِ ، iiضـاحياً
فـأني  لـمولى الـصبر ، أجـتابُ بَـزَّه
وأُعــدمُ  أحْـيـاناً ، وأُغـنى ، iiوإنـما
فــلا  جَــزَعٌ مــن خِـلةٍ iiمُـتكشِّفٌ
ولا  تـزدهي الأجـهال حِلمي ، ولا iiأُرى
ولـيلةِ نـحسٍ ، يـصطلي الـقوس iiربها
دعـستُ عـلى غطْشٍ وبغشٍ ، iiوصحبتي
فـأيَّـمتُ  نِـسـواناً ، وأيـتـمتُ وِلْـدَةً
وأصـبح ، عـني ، بـالغُميصاءِ ، iiجالساً
فـقـالوا : لـقـد هَـرَّتْ بِـليلٍ iiكِـلابُنا
فـلـمْ تَــكُ إلا نـبـأةٌ ، ثـم iiهـوَّمَتْ
فـإن  يَـكُ مـن جـنٍّ ، لأبـرحَ iiطَارقاً
ويـومٍ  مـن الـشِّعرى ، يـذوبُ لُعابهُ ii،
نَـصَـبْتُ لـه وجـهي ، ولاكـنَّ iiدُونَـهُ
وضـافٍ  ، إذا هـبتْ له الريحُ ، iiطيَّرتْ
بـعـيدٍ بـمـسِّ الـدِّهنِ والـفَلْى iiعُـهْدُهُ
وخَـرقٍ  كـظهر الـترسِ ، قَـفْرٍ iiقطعتهُ
وألـحـقـتُ أولاهُ بـأخـراه ، iiمُـوفـياً
تَـرُودُ  الأراوي الـصحمُ حـولي ، كأنَّها
ويـركُـدْنَ بـالآصالٍ حـولي ، iiكـأنني

فـإني  ، إلـى قـومٍ سِواكم لأميلُ ii!
وشُـدت ، لِـطياتٍ ، مطايا iiوأرحُلُ؛
وفـيها  ، لـمن خاف القِلى ، iiمُتعزَّلُ
سَـرَى راغـباً أو راهباً ، وهو iiيعقلُ
وأرقـطُ  زُهـلول وَعَـرفاءُ iiجـيألُ
لـديهم  ، ولا الجاني بما جَرَّ ، يُخْذَلُ
إذا عـرضت أولـى الـطرائدِ iiأبسلُ
بـأعجلهم ، إذ أجْـشَعُ الـقومِ iiأعجل
عَـلَيهِم ، وكـان الأفـضلَ iiالمتفضِّلُ
بِـحُسنى  ، ولا فـي قـربه iiمُـتَعَلَّلُ
وأبـيضُ إصـليتٌ ، وصفراءُ iiعيطلُ
رصـائعُ  قـد نيطت إليها ، iiومِحْمَلُ
مُــرَزَّأةٌ ، ثـكلى ، تـرِنُ وتُـعْوِلُ
مُـجَـدَعَةً سُـقبانها ، وهـي iiبُـهَّلُ
يُـطالعها فـي شـأنه كـيف iiيـفعلُ
يَـظَلُّ بـه الـكَّاءُ يـعلو ويَـسْفُلُ ii،
يـروحُ ويـغدو ، داهـناً ، iiيـتكحلُ
ألـفَّ ، إذا مـا رُعَته اهتاجَ ، أعزلُ
هـدى  الهوجلِ العسيفِ يهماءُ iiهوجَلُ
تـطـاير مـنـه قــادحٌ ومُـفَـلَّلُ
وأضـربُ عنه الذِّكرَ صفحاً ، iiفأذهَلُ
عَـليَّ ، مـن الطَّوْلِ ، امرُؤ iiمُتطوِّلُ
يُـعـاش بـه ، إلا لـديِّ ، iiومـأكلُ
عـلى الـضيم ، إلا ريـثما iiأتـحولُ
خُـيُـوطَةُ مــاريّ تُـغارُ iiوتـفتلُ
أزلُّ تـهـاداه الـتَّـنائِفُ ، iiأطـحلُ
يـخُوتُ بـأذناب الـشِّعَاب ، iiويعْسِلُ
دعــا ؛ فـأجـابته نـظائرُ iiنُـحَّلُ
قِــداحٌ  بـكـفيَّ يـاسِرٍ ، iiتـتَقَلْقَلُ
مَـحَابيضُ  أرداهُـنَّ سَـامٍ مُعَسِّلُ ii؛
شُـقُوقُ  الـعِصِيِّ ، كـالحاتٌ iiوَبُسَّلُ
وإيـاهُ ، نـوْحٌ فـوقَ علياء ، ثُكَّلُ ii؛
مَـرَاميلُ  عَـزَّاها ، وعَـزَّتهُ iiمُرْمِلُ
ولَـلصَّبرُ  ، إن لم ينفع الشكوُ iiأجملُ!
عـلى نَـكَظٍ مِـمَّا يُـكاتِمُ ، iiمُـجْمِلُ
سـرت قـرباً ، أحـناؤها iiتتصلصلُ
وَشَـمَّـرَ مِـنـي فَــارِطٌ iiمُـتَمَهِّلُ
يُـبـاشرُهُ مـنها ذُقـونٌ iiوحَـوْصَلُ
أضـاميمُ  مـن سَفْرِ القبائلِ ، نُزَّلُ ii،
كـما ضَـمَّ أذواد الأصـاريم iiمَـنْهَل
مع الصُّبْحِ ، ركبٌ ، من أُحَاظة مُجْفِلُ
بـأهْـدَأ تُـنـبيه سَـناسِنُ قُـحَّلُ ii؛
كِـعَابٌ  دحـاها لاعـبٌ ، فهي iiمُثَّلُ
لما  اغتبطتْ بالشنفرى قبلُ ، أطولُ ii!
عَـقِـيرَتُهُ فــي أيِّـها حُـمَّ أولُ ii،
حِـثـاثاً إلــى مـكروههِ iiتَـتَغَلْغَلُ
عِـياداً ، كـحمى الرَّبعِ ، أوهي iiأثقلُ
تـثوبُ ، فـتأتي مِن تُحَيْتُ ومن iiعَلُ
عـلى رقـةٍ ، أحـفى ، ولا iiأتـنعلُ
عـلى مِثل قلب السَّمْع ، والحزم iiأنعلُ
يـنـالُ الـغِنى ذو الـبُعْدَةِ iiالـمتبَذِّلُ
ولا مَــرِحٌ تـحت الـغِنى iiأتـخيلُ
سـؤولاً  بـأعقاب الأقـاويلِ iiأُنـمِلُ
وأقـطـعهُ الـلاتـي بـهـا iiيـتنبلُ
سُـعارٌ ، وإرزيـزٌ ، وَوَجْرٌ ، iiوأفكُلُ
وعُـدْتُ  كـما أبْـدَأتُ ، والليل iiأليَلُ
فـريقان : مـسؤولٌ ، وآخـرُ iiيسألُ
فـقلنا  : أذِئبٌ عسَّ ؟ أم عسَّ iiفُرعُلُ
فـقلنا قـطاةٌ رِيـعَ ، أم ريـعَ iiأجْدَلُ
وإن  يَـكُ إنـساً ، مَاكها الإنسُ تَفعَلُ
أفـاعيه  ، فـي رمـضائهِ ، iiتتملْمَلُ
ولا سـتـر إلا الأتـحميُّ iiالـمُرَعْبَلُ
لـبائدَ  عـن أعـطافهِ مـا iiتـرجَّلُ
لـه عَـبَسٌ ، عافٍ من الغسْل iiمُحْوَلُ
بِـعَـامِلتين ، ظـهرهُ لـيس iiيـعملُ
عـلى  قُـنَّةٍ ، أُقـعي مِـراراً وأمثُلُ
عَــذارى عـليهنَّ الـملاءُ iiالـمُذَيَّلُ
مِن  العُصْمِ ، أدفى ينتحي الكيحَ iiأعقلُ