الخميس، 28 نوفمبر 2013

فراسة الرجل السوء والرجل الصّالح

قال الجاحظ في "التبصرة بالتجارة" (1/37) : 
 
"وفراسه الرجل السوء أَن يكون منقبضاً غير منشرح، وَأَن يرى لَونه إِلَى الصُّفْرَة والكمود ، من غير مرض ، وَأَن يكون طائش الْقلب، وَأَن يكون للدعابة والمزاح كَارِهًا لَهُ عائباً ، وَأَن ترَاهُ غليظ اللَّفْظ عِنْد المحاورة.
وَمن فراسة الرجل الصَّالح أَن ترَاهُ سهلا طلقاً ذَا منظر بهى وَكَلَام شهى، سبط الجبين غير منقبض وَلَا نزق علق قلق، وَغير كَارِه للدعابة والمزاح، يذكر من يذكر بِخَير لين المحاورة متواضعاً " .

..
زعموا أن أسداً وذئبـاً وثعلبـاً. خرجوا معـاً يتصيـّدون، فصادوا حماراً وظبيـاً وأرنبـاً.‏ ‏ فقال الأسد للذئب:‏ ‏ اقسم بيننا صيدنا.‏ ‏ قال الذئب:‏ ‏ الأمر سهل؛ الحمار لك، والأرنب للثعلب، والظبي لي.‏ ‏ فخبطه الأسد فأطار رأسه. ثم أقبل على الثعلب وقال:‏ ‏ قاتله الله، ما أجهله بالقسمة. هات أنت.‏ ‏ قال الثعلب:‏ ‏ الأمر سهل؛ الحمار لغدائك، والظبي لعشائك، والأرنب تتخلـّل به فيما بين ذلك.‏ ‏ قال الأسد:‏ ‏ ويحك! ما أقضاك!(يعني : ما أعلمك بالقضاء !) من علـّمك هذه القضية؟‏ ‏ قال:‏ ‏ رأس الذئب الطائرة! ‏

من كتاب "محاضرات الأدباء" للراغب الإصبهاني