الخميس، 28 نوفمبر 2013

الاغتراب في أحكام الكلاب


قال يوسف بن عبد الهادي (909 هـ) في كتابه "الاغتراب في أحكام الكلاب" (ص152):من حكمة الله -تعالى- أن جعل للآدمية ثديين؛ لأنها ربما ولدت ولدين، وأما الزيادة عليها فنادر، وكذلك الشاة والبقرة، وأما الكلبة فجعل لها ثمانية؛ لأن الغالب عليها أنها تلد الثمانية والسبعة والستة، فيحتاج كل واحدٍ إلى واحد.

كان بمصر مغنيّة تُدعَى عجيبة، قد أولع بها الملك الكامل محمد، فكانت تحضر إليه ليلاً وتغنّيه على الدّفّ في مجلس بحضرة ابن شيخ الشيوخ وغيره. ‏ ‏ ثم اتّفقت قضية عند القاضي ابن عين الدولة، وأراد الملك الكامل أن يشهد فيها فقال له ابن عين الدولة: ‏ ‏ السلطان يأمر ولا يشهد. ‏ ‏ فأعاد الكامل عليه القول فأبى. فلما زاد الأمر وفهم السلطان أنه لا يقبل شهادته قال: ‏ ‏ أريد أن أشهد.

تقبلني أم لا؟ ‏ ‏ فقال القاضي: ‏ ‏ لا، ما أقبلك! وعجيبة تطلع إليك بآلات الطرب كل ليلة، وتنزل ثاني يوم وهي تتمايل سَكْرى على أيدي الجواري، وينزل ابن الشيخ من عندك!؟ ‏ ‏ فقال له الملك الكامل: يا كيواج! (وهي كلمة شتم بالفارسية). ‏ ‏ فقال القاضي: ما في الشرع يا كيواج! اشهدوا عليّ أني قد عزلت نفسي. ونهض فقام ابن الشيخ إلى الملك الكامل فقال: ‏ ‏ المصلحة إعادته لئلا يقال: لأي شيء عزل القاضي نفسه؟ وتطير الأخبار إلى بغداد، ويشيع أمر عجيبة. ‏ ‏ فنهض إلى القاضي، وترضّاه، وعاد إلى القضاء. ‏

من كتاب "حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة" للسيوطي. ‏