الخميس، 7 نوفمبر 2013

نصيحته لأهل العلم

قال عبَّاد بن عبَّاد الخوَّاص رحمه الله في رسالته المشهورة في نصيحته لأهل العلم - وهي مذكورةٌ في مُقَدِّمَةِ سُنَنِ الدَّارميِّ -

(وناصحوا الله في أمَّتِكم إذ كنتم حَمَلَةَ الكتابِ والسنَّةِ؛ فإنَّ الكتابَ لا يَنْطِقُ حتى يُنْطَقَ به، وإن السنَّة لا تُعْلَمُ حتى يُعمَلَ بها، فمتى يتعلَّم الجاهلُ إذا سكت العالم فلم ينكر ما ظهر ولم يأمر بما ترك؟!

وقد أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب ليبيننه للناس ولا يكتمونه، اتقوا الله فإنكم في زمان رقَّ فيه الورعُ، وقلَّ فيه الخشوع، وحَمَلَ العلمَ مفسدوه، فأحبوا أن يُعرفوا بحمله، وكرهوا أن يُعرفوا بإضاعته، فنطقوا فيه بالهوى لما أدخلوا فيه من الخطأ، وحرفوا الكلم عما تركوا من الحق إلى ما عملوا به من باطل، فذنوبهم ذنوبٌ لا يُستغفر منها، وتقصيرهم تقصير لا يعترف به، كيف يهتدي المستدل المسترشد إذا كان الدليل حائراً؟!

أحبوا الدنيا وكرهوا منزلة أهلها فشاركوهم في العيش وزايلوهم بالقول، ودافعوا بالقول عن أنفسهم أن ينسبوا إلى عملهم فلم يتبرءوا مما انتفوا منه، ولم يدخلوا فيما نسبوا إليه أنفسهم؛ لأن العامل بالحق متكلم وإن سكت).