الجمعة، 17 يناير 2014

الرد على من كفر المتبرجات


فضيلة الشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي متعنا الله بعلمه :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد :
بعض الشباب في بلادنا يعتقد كفر المتبرجات وغيرهن من المجاهرين بالمعاصي ، وحجته في ذلك أن المتبرجة أو غيرها من المجاهرين تخرج من بيتها سافرة مطمئنة النفس بمعصيتها حتى صارت عندها هذه المعصية كالعادة ، ويذهب هؤلاء الشباب إلى أن هذا الفعل استحلال عملي للذنب وكفر مخرج من الملة . فما هو ضابط الاستحلال العملي ؟ وبماذا تنصح هؤلاء الشباب ، علما بأننا نصحناهم وقلنا لهم ؛ بأن الخوارج تكفر بالذنب وأنتم كفّرتم الناس باسم الاستحلال العملي دون وقوع الاستحلال .
وجزاكم الله خيرا .


الجواب :

الحمد لله رب العالمين .
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد :
فإن التبرج والسفور وانحلال الأخلاق من المعاصي التي حذر الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين من الوقوع فيها ، و قد بين لهم سبحانه أنها من عمل أهل الجاهلية كما في قوله تعالى { وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى } .

وأما استحلال المحرمات فقد اتفق أهل السنة والجماعة على أن من استحل أمرا معلوما بالضرورة تحريمه من الدين فقد كفر وارتد عن الإسلام .

وأما التكفير على فعل الكبيرة ؛
فإنه من منهج الخوارج الذين حذر علماء الأمة من السلوك في طريقهم أو انتهاج منهجهم ، وما ظهر مثل هذا التوجه في صفوف بعض الشباب إلا لكونهم يرون هذا الفساد قائما على أشده تدعمه القنوات الفضائية والصحف والمجلات الفاسدة والفتاوى المميعة للدين ، فلا حول ولا قوة إلا بالله .

وأما أولئك المتبرجات ؛
فما فعلنه ليس من الكفر في شيء حتى يثبت بالدليل أنهن استحللن ذلك الفعل ، أما مجرد فعلهن فلا يدل على أنه استحلال ، بل قد يمارسن هذا الفعل وهن يعتقدن أنه من المحرمات بل من الكبائر ، ولضعف إيمانهن ولعدم وجود الرادع ولسكوت العالِم تقية ومداهنة غيره خوفا كثر الجهل وعمت البلوى وظهرت مثل هذه الأفعال .

ونصيحتي لهؤلاء الشباب وفقهم الله ؛ أن يلتحموا بعلماء أهل السنة حتى يبينوا لهم السبيل الواقي من الوقوع في مثل هذه البدع المنكرة .

وعليهم أن يتجنبوا من يحمل فكرا منحرفا أو توجها يسيء للإسلام ، وعليهم أن يتمعنوا في كتب سلف الأمة وأئمة الدعوة فإن فيها بعد كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم سلامة المنهج وحسن التوجه .

نسأل الله بمنه وكرمه أن يعز الدين وأهله وأن يذل الكفر وأهله إنه وحده القادر .

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين


[أملاه فضيلة الشيخ ؛ حمود بن عقلاء الشعيبي | 10 / 5 / 1422 هـ]