الجمعة، 3 يناير 2014

ثورة الحمراء



شعبٌ يناضلُ رافعاً أكفانا .. ما الدهرُ يغلبُ قلبَهُ الغضبانَ
هي ثورةُ العشاقِ منذُ نشوئها .. عبرتْ حدودَ الدهرِ و الأزمانَ
هي ثورةٌ تبدو لكلِّ مشاهدٍ .. بين الشوارعِ تسكنُ البنيانَ
هي ثورةٌ في كلِّ زُخرُفَةٍ قضت .. أيامَ مجدٍ تقطن الجدرانَ
لحضارةٍ ثاروا و لا لن يرجعوا .. فالنصرُ يتبعُ بالتقى الإنسانَ
الحقُّ منتصرٌ فلا تيأسْ إذا .. طالت بنا الأيامُ دونَ رضانا
ما اليأسُ من شيمِ الرجالِ و لا الجوى .. فنبينا بالصبرِ قد وصانا
في أرضِ أندلسٍ رجالٌ قدموا .. أرواحَهم من أجلِ عزٍّ كانَ
في أرض أندلسٍ مشارفُ ثورةٍ .. باتت تُكَلِّمُ بالهوى السكَّانَ
فاصبرْ و لا تيأسْ فإنَّ زماننا .. سيعودُ يوماً يُنهِضُ الأوطانَ
و اعلم بأنَّ الأرض مهما فارقت .. شعباً ستبقى تملأ الوجدانَ
إن هجَّروا شعبَاً فلن يُفنوا الهوى .. فالحبُّ باقٍ، إختفى أو بانَ
فالقلبُ مهما طال بعدُ حبيبه .. يبقى مُحبَّاً يرفضُ النسيانَ
و الدينُ باقٍ في القلوبِ عقيدةً .. و شريعةً، لن يقتلوا الإيمانَ
و الناسُ مهما عُذِّبوا أو قُتِّلوا .. باقونَ، مهما شُرِّدوا، جيرانا
يمضي المواطنُ في الأراضي باحثاً .. يتفقَّدُ الأوطانَ و البلدانَ
عن موطنٍ حاكى الجمالَ كأرضهِ .. لكنْ غدى من دونِهِ حزنانَا
يا أرضَ أندلسٍ تعالي مرَّةً .. كوني لقلبِ العاشقين مكانا
كوني لجرح العاشقين كبلسمٍ .. أو كالنداوةِ تطفئ النيرانَ
إنَّ المساجد فيك يا أرضَ المنى .. مشتاقةٌ كي تسمعَ الآذانَ
و منازل الأجداد تسمع دائماً .. صوتاً عتيقاً يقرأُ القرآنَ
أرواحُهم بقيت تجول بأرضها .. و الأرضُ تأبى الهجرَ و السلوانَ
أزَمانَنا رِفقاً بنا و بحزننا .. ألمُ القضيَّةِ يقتلُ الولهانَ 

عبدالرحمن الزين