الاثنين، 1 يوليو 2013

العدلُ والعلمُ..أقوالٌ حكيمةٌ



الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين وإمام المتقين نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين...أما بعد:
{فإن الحكمة ضالة المؤمن يأخذها حيث وجدها، فكيف إذا صدرت هذه الحكمة من أفواه تربت في مدرسة الكتاب والسنة ونهلت من معينها، فلا شك أن ذلك يضفي عليها صبغة خاصة، تجعلها نموذجًا راقيًا يقتدي بها المسلم ويستنير بها في حياته، في وقت هو أحوج ما يكون لهذه المثل والقيم}.


الرعية لا يصلحها إلا العدل،،.

جاء في "البداية والنهاية" لابن كثير (10/126) في ترجمة الخليفة العباسي عبد الله بن محمد بن علي أبي جعفر المنصور رحمه الله أنه قال لابنه المهدي: «إن الخليفة لا يصلحه إلا التقوى، والسلطان لا يصلحه إلا الطاعة، والرعية لا يصلحها إلا العدل، وأولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة، وأنقص الناس عقلاً من ظلم من هو دونه. يا بني استدم النعمة بالشكر، والقدرة بالعفو، والطاعة بالتأليف، والنصر بالتواضع والرحمة للناس، ولا تنس نصيبك من الدنيا، ونصيبك من رحمة الله.

ثابروا على تدوين العلم تنالوا به الدنيا والآخرة،،


جاء في (ترتيب المدارك) للقاضي عياض اليحصبي (2/477) في ترجمة أسد بن الفرات – الإمام العلم أحد أصحاب الإمام مالك – ما نصه:
«لما خرج أسد إلى سوسة – وهي مدينة تونسية على ساحل البحر – ليتوجه منها إلى صقلية، خرج معه وجوه أهل العلم والناس يشيعونه، وأمر بزيادة ألا يبقى أحد من رجاله إلا شيعه، فلما نظر الناس حوله من كل جهة، وقد صهلت الخيل وضربت الطبول وخفقت البنود، قال:
«لا إله إلا الله وحده لا شريك له، والله يا معشر المسلمين ما ولي لي أب، ولا جد، ولا رأى أحد الناس من سلفي، مثل هذا، وما بلغت ما ترون إلا بالأقلام، فاجهدوا أنفسكم فيها، وثابروا على تدوين العلم، تنالوا به الدنيا والآخرة.


ما لي أرى علماءكم يذهبون وجهالكم لا يتعلمون،،

جاء في "الحلية" (2/213) و"صفة الصفوة" (1/628) عن الضحاك قال: قال أبو الدرداء: «يا أهل دمشق! أنتم الإخوان في الدين، والجيران في الدار، والأنصار على الأعداء، ما يمنعكم من مودتي؟ وإنما مؤونتي على غيركم. ما لي أرى علماءكم يذهبون، وجهالكم لا يتعلمون؟ وأراكم قد أقبلتم على ما تكفل لكم به، وتركتم ما أمرتم به. ألا إن أقوامًا بنوا شديدًا، وجمعوا كثيرًا، وأملوا بعيدًا، فأصبح بنيانهم قبورًا، وأملهم غرورًا، وجمعهم بورًا، ألا فتعلموا وعلموا، فإن العالم والمتعلم في الأجر سواء، ولا خير في الناس بعدهما.

حلاوة العلم والمذاكرة خير من حلاوة الوزارة،،


جاء في "تذكرة الحفاظ" للإمام الذهبي (3/915) في ترجمة الحافظ الكبير والإمام الثبت أبي القاسم سليمان بن أيوب الطبراني الشامي – رحمه الله – ما نصه: «عن ابن العميد قال: ما كنت أظن في الدنيا حلاوة كحلاوة الوزارة أو الرياسة التي أنا فيها حتى شاهدت مذاكرة الطبراني وأبي بكر الجعابي بحضرتي. وكان الطبراني يغلبه بكثرة حفظه، وكان أبو بكر يغلبه بفطنته، حتى ارتفعت أصواتهما، إلى أن قال الجعابي: عندي حديث ليس في الدنيا إلا عندي. فقال: هات. قال: حدثنا أبو خليفة، أنا سليمان بن أيوب، وحدث بحديث.
فقال الطبراني: أنا سليمان بن أيوب، ومني سمعه أبو خليفة فاسمعه مني عاليًا، فخجل الجعابي. فقال ابن العميد: وددت أن الوزارة لم تكن وكنت أنا الطبراني وفرحت كفرحه.