الثلاثاء، 2 يوليو 2013

الرَّمَادُ الغَاضِب




في بقعةٍ مُبارَكة، نمَتْ فيها أنفسٌ شامخاتٌ، وأرواح ناضرات، تعانق الأنجمَ النيِّرات، تُسيِّرها همم عاليات
تتخذُ الهداية سبيلا، والقرآنَ وهدي الرسولِ دليلا، أبَت أن تعيشَ عيشًا ذليلا
أو تكون كمَن يطأطئ رأسَه مرذولاً مخذولاً، سنوات عجاف سوداء
ككابوس جاثمٍ يرفضُ النّهوض، تذوَّقوا خلالَها المرَّ صِرفا
والعذابَ حتْفا، والظّلام خسْفا، حرقَهم طُغيانًا وكُفرا، وأذاقهُم الموتَ والهلاك جبْرا، فاستحَالوا رمادًا خامدًا، وجمادًا راكِداطالَ الخُمود، واستطَالَ الرّكود، وشُدِّدت القيود، وسادتْ سِياسةُ الأصفادِ والأغلال، والخنْق والمنع، والصَّفع والرَّدع
أصْبحَ الغلُّ حاكما، والجور للأفْواهِ مُكمِّما، وللعُقولِ مُعمِّما، لكنْ، أليس لليلِ نهاية؟ نعم، بل الصُّبحُ نورُه يَطيب، والأملُ في قلوبِ الواثقين طبيب، وإنَّ غدًا لِناظِرهِ قريب، فقد انبعثَ الرَّمادُ غاضبًا، وثارَ بركانًا لاهبًا
وسَالتْ السُّيول، وحمْحَمت الخُيول، وهاجَ الرَّمادُ هديرًا جامحا، ليَدُكَّ أسوارَ العتاة، ويهزّ عروش الجُناة
فيالَها من غضبةٍ كانت في وجْهِ العدوِّ نِقمة وللأحرار نعمة!
ألهبتْ النفوس الشَّمَّاء، وأذْكتْ العزَّة والإباء، وأحْيت المجدَ فكانتْ للجِراح بلسمًا ودواء

يا صقورَ الشَّامِ صبرًا يا أسودْ .. إنَّ نصرَ اللهِ آتٍ من جديد
غضبة الحرِّ إذا ما جلجلتْ .. لن يماريها حقودٌ أو حسود
في قلوبٍ سكنتْ دار العُلا .. تبتغي نصرًا أكيدًا أو خلود
سعدُ في أرواحهم معْ خالدٍ .. وابن جرَّاحٍ سناه الغيثُ جُودْ
ودماء عطَّرت من طُهرِها .. أرضَ طُهرٍ عانقتْ طُهرَ الشَّهيد
فترَاهُم زانَهم بِشْرٌ سما .. في وجوهٍ عافتْ العيشَ الرَّغيد
بغيةَ الفرْدوْسِ تهفو شغفًا .. ورضا الله وغفــــــــــــــرانِ الودود
يا إلهي فرِّجِ اللهمَّ عن .. شامِنا المكلوم، واخسِفْ بالقرود



( عربية)