السبت، 8 فبراير 2014

ذابَ القريضُ وناحَتِ الكـلـمـاتُ  ** وتَمَازَجَتْ بِـمِـداديَ الـعَـبَراتُ

وَحَدا بِرَكْبِ الشَّوقِ قُمـريُّ النَّوى  ** فتضـرَّجـتْ بِمـدامِعي الوَجَنَاتُ

وتضرَّمتْ في الصَّدر نِيْـرانُ الجـوى  ** وَكَوتْ حشـايَ وأضلعيْ الآهـاتُ

وَهَمَتْ بِبِيْدِ كـآبتي سُحُبُ الشَّجَا  ** فَنَمَتْ بقَـفْـر سُهـاديَ المـأساةُ

وانسابَ في سِفْرِي نحيبُ قصـائِـدٍ  ** ثكلى تَـنَاسَتْ ثَـغْرَهـا البَسَماتُ

يا مَـنْ رَأيتُ ظِلالَ طَيْفِكَ في الكَرَىْ  ** فَتَرَنَّمـتْ لـِجَمَـالِكَ النَّظَـراتُ

وحَلَلْتَ مـرآةَ الفـؤادِ بخـاطـريْ  ** فتلألأتْ بـسنـائـكَ الـمِـرْآةُ

هذي طيوبُ الطَّيفِ ضَمَّخَتِ الْمَدى  ** فتضَوَّعَتْ فـي دَهْـرِيَ الأوقـاتُ

ونسـيتُ أحزانـي وَبِـتُّ بروضةٍ  ** تَشْـدُو بِزَهْرِ غُصُونِها النَّفحَـاتُ

..حتى إذا ما الطَّيفُ ودَّعَنِيْ ضُـحَىً  ** فاضتْ بنبضِ فؤاديَ الْـحَـسَراتُ

..ناديتُه.. لكنْ أجـابَنِيَ الصَّـدَى ** وصرخْتُ حتَّى بُحَّـتِ الأصْـواتُ

..فمضيتُ في شَجَنٍ تنوحُ حُشاشتِي  **ومـن الـتَّـوَلُّـهِ والضَّنى أُقْـتاتُ

أستَفُّ آلام الـتَّـشَـتُّـتِ والنَّوى  ** تَجْري بِـوادِيْ وَجْنَتِيْ الجَـمَـراتُ

أتـجرَّعُ التـذكارَ.. أرتشفُ الأسى  ** أذْوي.. وفي حالـي يَحـار أُسـاةُ

يرمي الجوى روحي على جَمْرِ الغَضَا  ** وتثـورُ بُـركانـاً بِـيَ الـزَّفَرَاتُ

عـدْنِي وأَرْوِ أُوَامَ قلـبٍ ظـامـئٍ  ** قـد جفَّفَتْ مُهَجَاً بِهِ اللَّـفَـحاتُ

كَمْ أَثْخَـنَتْهُ جِـراحُ هجرِ أَحِبَّـةٍ!  ** بل سـافرتْ بِشَغَـافِـهِ الطَّعَـنَاتُ

...عِدْنِي وَدَعْ أَمَلاً يُغَـرِّدُ في دَمِيْ  ** ..حتَّـى سَرَاْبُ الوعْـدِ مِنْكَ فُراتُ

..إنْ لَمْ يُقَـدَّرْ فـي الـحياةِ لقاؤُنا  ** فالرُّوحُ تَحْمِلُها لكَ النَّسـَمَـاتُ

أو مُتُّ في صحراءِ هـجـركَ صادِياً  ** فزُلالُ وصْلِكَ للقُـلـوبِ حـيـاةُ


شعر :مصطفى قاسم عباس