السبت، 22 مارس 2014

معنى الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك فكم أجعل لك من صلاتي؟ فقال: «ما شئت» قال قلت الربع؟ قال: «ما شئت فإن زدت فهو خير لك» قلت النصف؟ قال: «ما شئت فإن زدت فهو خير لك» قال قلت فالثلثين؟ قال: «ما شئت فإن زدت فهو خير لك» قلت أجعل لك صلاتي كلها؟ قال: «إذا تكفى همك ويغفر لك ذنبك» رواه الترمذي وصححه الألباني
السؤال حديث الرجل الذي قال للنبي صلى الله عليه وسلم: ما أجعل لك من صلاتي؟ قال: ما شئت إلى أن قال الرجل: أجعل لك كل صلاتي، قال صلى الله عليه وسلم: إذاً! تكفى همك.. أرجو توضيح هذا؟

الجواب
هناك احتمالان:
الاحتمال الأول: وإليه ذهب شيخ الإسلام فيما أظن أن الرسول كان يعلم له دعاءً معيناً، فأراد الرسول عليه الصلاة والسلام أن يجعل دعاءً معيناً كله للرسول عليه الصلاة والسلام. والوجه الثاني: أن يقال: المراد أنك تشرك النبي عليه الصلاة والسلام في كل دعاء تدعوه، وإلا فإن من المعلوم أن الإنسان لو أخذ بظاهر الحديث لكان لا يقل: رب اغفر لي، ولا يقل: اللهم ارحمني، ولا يقل اللهم ارزقني بل يقول: اللهم صل على محمد ويكفى الهم، وهذا خلاف ما جاءت به الشريعة، الإنسان مأمور أن يدعو لنفسه في السجود وفي الجلسة بين السجدتين وفي دعاء الاستفتاح على أحد الوجوه التي وردت فيه، فهذا يحمل على المعنيين إما أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يعلم أنه يدعو بدعاء معين فأراد الرسول عليه الصلاة والسلام أن يجعله للرسول وإما أن يشركه معه في دعائه فكأنه قال صلاتي كلها يعني: كلما دعوت لنفسي صليت عليك.
فضلية الشيخ ابن عثيمين رحمه الله – لقاء الباب المفتوح ١٤٨