الأحد، 30 مارس 2014

سفر أمهات المؤمنين وتركهن بيوتهن

س: زوجات النبي لايسافرن بعد وفاته ولا يتركن بيوتهن، كيف ورد حضور عائشه رضي الله عنها إحدى الغزوات بعد وفاته عليه الصلاة والسلام؟

ج: الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وصحبه، أما بعد:
فقد روى أبوداود عن أبي واقد الليثي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأزواجه في حجة الوداع: (هذه، ثم ظهور الحُصُر)، وربما فهم منه بعض الناس منع النساء من السفر، ومنعهن من الحج؛ لأن قوله (ظهور الحُصُر) كناية عن لزوم البيوت، ولكن قد ثبت أنهن حججن في خلافة عمر، وفي خلافة عثمان، إلا من توفي قبل ذلك كزينب رضي الله عنهن. وكذلك سافرت عائشة للحج في خلافة عثمان، وأما الغزو فلا أعلم واحدة منهن رضي الله عنهن شاركت في شيء من الغزوات، بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، لا في عهد أبي بكر، ولا في عهد عمر، ولا في عهد عثمان، ولكن عائشة سافرت إلى البصرة مع ابن أختها ابن الزبير على إثر مقتل عثمان، من أجل الإصلاح بين المختلفين، كما سافر للغرض نفسه طلحة والزبير رضي الله عنهما، ولكن سفر عائشة هذا كان باجتهادها، ويظهر ـ والله أعلم ـ أنها أخطأت في هذا الاجتهاد، فكان الأولى أن تترك الأمر لولي الأمر أمير المؤمنين علي رضي الله عنه، وللأكابر من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين. فعلم مما تقدم أن أزواج النبي لم يفهمن من قوله عليه الصلاة والسلام: (هذه، ثم ظهور الحُصُر) منعهن من الحج، كيف وقد قال صلى الله عليه وسلم: (أفضل الجهاد حج مبرور)؟! وقد يكون المعنى أنه لا يجب عليهن سوى هذه الحجة، والله أعلم.

قال ذلك:
عبدالرحمن بن ناصر البراك
حرر في 24جمادى الأولى 1435ه