الخميس، 21 مارس 2013

إن المحب إذا ما اشتاق زوار

كان بشر بن مروان في معسكر له بظهر البصرة وكان الجُند يكثرون الانصراف من العسكر إلى المدينة، فنادى مناديه من وجد بالبصرة من الجند سمرت كفه بمسمار وكان في العسكر فتى يألف خلة له بالبصرة فكتب إليها.
لولا مخافة بشر أو عقوبته =وأن يسمر في كفي بمسمار
إذن لعطلت ثغري ثم زرتكم =إن المحب إذا ما اشتاق زوار.
فكتبت إليه:
ليس المحب الذي يخشى العقاب ولو =كانت عقوبته في كية النار
إن المحب الذي لا عيش ينفعه =أو يستقر ومن يهواه في الدار
فلما قرأ الأبيات دخل البصرة فأخذه صاحب الحرس فجاء به إلى بشر بن مروان فقال له بشر ألم تسمع النداء؟ قال بلى، قال: فما حملك على مخالفته؟ قال: هذه الأبيات ودفعها إلى بشر فلما قرأها أمر مناديه فنادى من أحب المقام في العسكر فليقم ومن أحب دخول البصرة فليدخل.