الخميس، 16 أغسطس 2012

بالقرآن نحيا


كان هناك رجل يعيش في مزرعة بإحدى الجبال مع حفيده الصغير  وكان الجد يستيقظ كل يوم في الصباح الباكر
ليجلس ليقرأ القرآن  وكان حفيده يتمنى ان يصبح مثله في كل شيء لذا فقد كان حريصا على أن يقلده في كل حركة يفعلها 

وذات يوم سأل الحفيد جده:
يا جدي ، إنني أحاول أن أقرأ القرآن مثلما تفعل ولكنني كلما حاولت أن أقرأه
أجد انني لا أفهم كثيرا منه وإذا فهمت منه شيئاً فإنني أنسى ما فهمته بمجرد أن أغلق المصحف فما فائدة قراءة القرآن إذا  ؟
كان الجد يضع بعض الفحم في المدفأة فتلفت بهدوء وترك ما بيده ثم قال:
خُذ سلة الفحم الخالية هذه واذهب بها إلى النهر ثم ائتِني بها مليئة بالماء
ففعل الولد كما طلب منه جده ولكنه فوجىء بالماء كله يتسرب من السلة قبل أن يصل إلى البيت فابتسم الجد قائلاً له: ينبغي عليك أن تسرع الي البيت في المرة القادمة يابني
فعاود الحفيد الكرَّة وحاول أن يجري إلى البيت ولكن الماء تسرب أيضاً في هذه المرة
فغضب الولد وقال لجده: إنه من المستحيل أن آتيك بسلة من الماء والآن سأذهب وأحضر الدلو لكي أملؤه لك ماءً
فقال الجد : لا، أنا لم أطلب منك دلواً من الماء ! أنا طلبت سلة من الماء  ..
يبدو أنك لم تبذل جهدا ًكافياً ياولدي ثم خرج الجد مع حفيده ليُشرف بنفسه على تنفيذ
عملية ملء السلة بالماء  ... كان الحفيد موقناً بأنها عملية مستحيلة ولكنه أراد أن يُري جده بالتجربة العملية ... فملأ السلة ماء ثم جرى بأقصى سرعة إلى جده ليريه
هو يلهث قائلاً : أرأيت ؟ لافائدة  .... فنظر الجد إليه قائلا: أتظن أنه لا فائدة مما فعلت  ؟
تعال وانظر إلى السلة ... فنظر الولد إلى السلة ... 
وأدرك للمرة الأولى أنها أصبحت مختلفة  .... لقد تحولت السلة المتسخة بسبب الفحم
إلى سلة نظيفة تماما ً من الخارج والداخل  ... فلما رأى الجد الولد مندهشاً ، قال له:
هذا بالضبط ما يحدث عندما تقرأ القرآن الكريم ...
قد لا تفهم بعضه  ... وقد تنسى ما فهمت أو حفظت من آياته  ...ولكنك حين تقرؤه  ...
سوف تتغير للأفضل من الداخل والخارج ... تماما ًمثل هذه السلة 




أنزل الله القرآن  ، نوراً لا تطفأ مصـابيحه ... وسراجاً لا يخبو توقده , فهو معدن الإيمان ، وينبوع العلم ...
جعله الله رياً لعطش العلماء ، وربيعاً لقلوب الفقهاء  .
ودواء ليس بعده داء ، هو حبل الله المتين ، والذكر الحكيم ، والصراط المستقيم ...
إذا أردت الانتفاع بالقرآن فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعه, وألف سمعك, ,احضر حضور من يخاطبه به من تكلّم به سبحانه منه اليه, فانّه خطاب منه لك  ...
تلآوته من أجّل العبادات وأعظم القربات إلى الله , فقد أمر بها تعالى في قوله( فاقرءوا ما تيسر من القرآن )
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع آخرين ) رواه مسلم وغيره عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: 
يقال لصاحب القران اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها ).
و لا تكن من الذين يهجرون كتاب الله ، ولا يذكرونه إلا في مواسم معينة  ، ولتحرص كل الحرص وأنت تتلو كتاب الله أن تستحضر نية الإخلاص لله سبحانه ،
وأن تكون على حالة من الخشوع والوقار، لأنك تتلو كتاب رب العالمين. وقد كان من وصية بعض أهل العلم لولده قوله له: ( اقرأ القرآن وكأنه عليك أنزل ) .
قد حثَّ النبي صلى الله عليه وسلم على قراءة القرآن ورغب فيها ، 
فقال: ( تعلموا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شافعاً لأصحابه، وعليكم بالزهراوين البقرة وآل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان 
أو فرقان من طير، تحاجَّان عن أصحابهما، وعليكم بسورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا يستطيعها البطلة ) رواه مسلم .