الخميس، 9 أغسطس 2012

الناسخ والمنسوخ في القرءان الكريم .. أخطر أبواب الفقه. تابعونا!!







السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



الناسخ والمنسوخ في القرءان الكريم

والنسخ يكون بمعنى الرفع يقـال
:

نسخت الشمس الظل أي ذهبت 

به وأبطلته فعلى هذا يكون بعض القرآن ناسخـاً وبعضه منسوخاً وهو المراد من الآية .


قال الله تبارك وتعالى

مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. ( سورة البقرة )


قال ابن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما :ما ننسخ من آيةأي ما نبدل من آية .


وقال ابن جريج عن مجاهد
:ما ننسخ من آية أي :ما نمحو من آية.

وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد
:ما ننسخ من آية قالنثبـت خـطها ونبدل حكمها.


وهذا على وجوه أحدهما
:

1 ـ أن يثبت الخط وينسخ الحكم 
مثل آية الوصية للأقارب,وآية عدة الوفاة بالحول وآية التخفيف في القتال ونحوها.

2 ـ أن ترفع تلاوته أصلاً عن المصحف وعن القلوب .

لا نسخ في الأخبار القَصَص والإخبار بالغيبيـات )

وقال ابن جرير
: { ما ننسخ أي:ما ننقل من حكم آية إلى غيره فنبدله ونغيره، وذلك أن نحول الحلال حراماً، والحرام حلالاً، والمباح محظوراً، والمحظور مباحاً ، ولا يكون ذلك إلا في الأمر والنهي والحظر والإطلاق والمنع والإباحة فأما الأخبـار فلا يكون فيها ناسخ ولا منسـوخ.

قال الله تبارك وتعالى 

وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ. ( سورة النحل ) .

والتبديل يكون بنسخها وإنزال غيرها لمصلحة العباد
.
قال الله تبارك وتعالى

يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الكِتَابِ
(سورة الرعد) .

قال قتادة وابن زيد وسعيد بن جبير 
:يمحـو الله ما يشاء من الفـرائـض والنوافل فينسخه ويبدله، ويثبت ما يشاء فلا ينسخه، وجملة الناسخ والمنسوخ عنده في أم الكتاب. 


قال النحاس : عن ابن عباس:{ يمحو الله ما يـشاء}:يقوليُبدل الله من القرآن ما يشاء فينسخه،ويثبت}:ما يشاء فلا يبدله، {وعنده أم الكتاب}يقول:جملة ذلك عنده في أم الكتاب ، والناسخ والمنسوخ .
 
 
النسخ :هونسخ آية أو آيات معينة من القرءان وهو بيان انتهاء التعبد بقراءتها ، أو الحكم المستفاد منها،أو بهما جميعاً,و إنساؤها : وهو إذهابها عن القلوب .

الناسخ
: هو الله تبارك وتعالى .

زمان النسخ
: مدة حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنتهى بوفاته .

الآية الناسخة وهي الحكم الناسخ
: هو الحكم الجديد الذي جاء به الله تبارك وتعالى في شأن أحد أحكامه المنزلة في القـرءان الكريم أو في سُـنة الرسول صلى الله عليه وسلم وقد يكون الحكم الجديـد قد جاء ليلغي العمل بالحكم القديم أو جاء ليعدلـهُ تخفيفًا أو تشديدًا ويكون هو الحكم الواجـب التطبيق.

الآية المنسوخة وهي الحكم المنسوخ
:هو الحكم القديم الذي يُلغـى العمل بمقتضى حكمه ويُعدل عنه إلى حكم الحكم الجديد الناسخ له وقد تُرفع الآية المنسوخة حكمًا وتلاوة .


والمنسوخ عنه
:هو المُتعبد بالعبادة المزالة وهو المكلف .


حالات النسخ في القرءان الكريم 


والنسخ في القرءان نوعان :


1 ـ نسخ القرءان بالقرءان .

2 ـ نسخ السُنـة بالقرءان .
 قال علماؤنا رحمهم الله تعالى :

1ـ جائز نسخ الأثقل إلى الأخفأينسخ الحكم الشديد إلى حكم خفيف).
مثل آية
التخفيف في القتال .
قال الله تبارك وتعالى

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ المُؤْمِنِينَ عَلَى القِتَالِ إِن يَّكُن مِّنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِن يَّكُن مِّنْكُم مِّائَةٌ يَّغْلِبُوا أَلْفًا مِّنَ الَّذِيـنَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ ثم قال الله تبارك وتعالىالآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِن يَّكُن مِّنْكُم مِّائَةٌ صَابِرَةٌ يَّغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِن يَّكـُن مِّنْكُمْ أَلْفٌ يَّغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ. ( سورة الأنفال ) .

2 ـ ونسخ الأخف إلى الأثقل أي:نسخ الحكم الخفيف إلى الحكم الأشـدوذلك مثل تحريم الخمر على ثلاث مراحل .

قال الله تبارك وتعالى

يَسْأَلُونَكَ عَنِ الخَمْرِ وَالمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا . ( سورة البقرة ) .

ثم نسخ هذا الحكم

فقال تبارك وتعالىيَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ . ( سورة النساء ) . وبذلك حُرمت الخمر تحريمًا جزئيًا على مدار اليوم الواحد .

ثم نسخ هذا الحكم

فقال تبارك وتعالىيَا أَيُّهَا الَّذِيـنَ آمَنُوا إِنَّمَـا الخَمـْرُ وَالمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْـسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَـنِبُـوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُّوقِعَ بَيْنَكُمُ العـَدَاوَةَ وَالبَغْضَاءَ فِي الخَـمـْرِ وَالمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُم مُّنْتَهُونَ( سورة المائدة ) .

وبهذه الآية الناسخة حُرمت الخمر تحريمًا قطعيًا على المؤمنين
. 

3ـ وينسخ المثل بمثله ثقلاً وخفة ، وذلك كالقبلـة تغـيرت من بيـت المقدس إلى بيت الله الحرام ) .

قال الله تبارك وتعالى

وَمَا جَعَلْنَا القِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَّتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَّنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ (سورة البقرة ) .

ثم نسخ الله تعالى قبلة بيت المقدس وأبدلها بقبلة المسجـد الحرام

قَدْ نـَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّوَجْهَكَ شَطْـرَ المَسْجِـدِ الحَرَامِ وَحَيْثُمَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُوَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ . ( سورة البقرة ) .

4ـ وينسخ الشيء لا إلى بدل كصدقة النجوىأي بدون إنزال حكـم جديد محل الحكم المنسوخ أي يُلغى حكمها وتبقى تلاوتها 

قال الله تبارك وتعالى
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُـولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجْدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }.( سورة المجادلة ) .

والمعنى: أي إذا أردتم مساررة الرسول في أمر من أموركم فقدموا بين يدي مساررتكم له صدقة.


قال ابن عباس:

وذلك أن الناس سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكثروا حتى شقوا عليه ، فأراد الله أن يخفف على نبيه ويثبطهم ويردعهـم عن ذلك فأمرهـم أن يقدموا صدقة على المناجاة مع الرسول صلى الله عليه وسلم.
 ثم نسخ الله تبارك وتعالى صدقة النجوى وبقيت الزكاةأَأَشْفَقْتُم أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَـابَ اللَّهُ عَلَيْكُـم فَأَقِيمـُوا الصَّـلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأطَيِعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }.( سورة المجادلة ) .

وبذلك النسخ رُفعت صدقة النجوى عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى غـيـر بـدل
.

5ـ وتنسخ السنة بالقرآن وذلك موجود في القبلـة، فإن الصلاة إلى الشـام 
لم تكن في كتاب الله تعالى ولكنها كانت في سُنـة رسـول الله صلى الله عليه وسلم فنسخهـا الله بالقرءان وبدل قبلة بيت المقـدس بقبلة بيت الله الحرام. 


وهناك ثلاث حالات للنسـخ بالنسبة للحكم والتــلاوة 

1 ـ نسخ الحـكـم دون التـــلاوة ومثله صدقـة النجـوىفيُلغى العمل بموجب حُكمها وتبقى تلاوتها أي : ( رفع الحكم وإبقاء التلاوة) .
ـ وقد تنسخ التـلاوة دون الحكـم كآية الرجم فقد ورد النص على حكم الرجم في السُنة النبوية الشريفة بعد نسخ حكمها في القرءان فقد نسـخ الله تبارك وتعالى الآية من القرءان و أبقى حُكمها في سُنـة رسولـهُ عليه الصلاة والسلام أي رفع التلاوة وأبقى الحكم) .3ـ وقد تنسخ التلاوة والحكم معـاً فيرفع الله تبارك وتعالى الآية وحُكمها من القرءان كلياً أي : ( رفع التلاوة والحكم معًا) .

لا نسخ بعـد وفــاة الرسول صلى الله عليه وسلم  
.

فالنسخ لا يكون إلا بوحي من الله تبارك و تعالى إلى رسولـه محمد صلى الله عليه وسلم
وبوفاة الرسول صلى الله عليه وسلم أنقطع الوحـي من السماء .
فالنسخ كان في مدة النبي صلى الله عليه وسلم ، وأما بعـد موتـه واستقرار الشريعة فأجمعت الأمة أنه لا نسخ .