الاثنين، 22 أكتوبر 2012

وَ يسألونكَ عن التفاؤل !؟




وَ يسألونكَ عن التفاؤل !؟
_________________________

قلْ هو حُسن الظنِ بالله في أحلكِ المَواقف ،
وفي أشدِ ما تكون ضرواةُ المعارك بين جيشِ الصبر و الرضا ، و بين كتائب البلاء و الابتلاء

وَ يسألونكَ عن التفاؤل !؟

قل هو حَلاوة الثمار .. بعد مَرارة الاخْضِرار
هو الخريفُ يئـنُ و يبكي حتى يُـولدَ الشتاء
هو دموع هذا الغيم الباردة على صحارينا القاحلة


وَ يسألونكَ عن التفاؤل !؟
هو اشتياقُ الطيور لأعشاشها عند كل غروب
هو هدير البحر يصرخُ في أذن الأمـواج
بأنه ما من انخفاضِ جـَزْر ٍ إلا و يعقبهُ ارتفاع مَـدٍّ - و لابُدَّ -

وَ يسألونكَ عن التفاؤل !؟
قل هو :
حلوى العيد ..
و مِسبَحة ُ جدتي !
و دعـواتُ أمي عند كل لقاءٍ و بعد كل فراق ..

وَ يسألونكَ عن التفاؤل !؟
هو قهوة الصباحِ
و صفحاتُ جريدةُ ترتـجف بين يديَّ
و بَحـّةُ المذياع ِ في لندن عند رأس الساعة :
( نشرة الأخبار من هيئة الإذاعة البريطانية ! )


وَ يسألونكَ عن التفاؤل !؟
قلْ هو ابتسامة منحوتـة ٌفي ثغر يتيم و يتيمة ..
هو عين الرضا على تلك الوجوه السمراء
في ملاجئ بنغازي و جنزور

وَ يسألونكَ عن التفاؤل !؟
قلْ هو أن تعلمَ أن في هذا الكونِ مَنْ يبحث عن رضاك
من يهمهُ أن يرى السعادة لا تغادر مُحيّاك ..

وَ يسألونكَ عن التفاؤل !؟
قلْ هو الحنينُ لمن نحبُّ .. يسُهرنا ... و يُبكينا
يُتعبـنا و يُشقيْنا
و في النهايةِ
يُنسينا فرحُ اللقـاءِ كل ما قد كان يـُؤذينا


وَ يسألونكَ عن التفاؤل !؟
هو أوراقي و أقلامي
و آمالي و أحلامي و إِقدامي و إحْجَامي

هو نظراتُ حذيفة من وراءِ الغيب - متسائلاً :
يا أبتي و يا أمي هل تـُراني سأولدُ يوماً ..!؟



وَ يسألونكَ عن التفاؤل !؟
فقلتُ : ( فقط ابتسمْ ) فذاك أكثر تعريفاته اختصاراً

.
.

زكرياءُ الفاخري