الاثنين، 22 أكتوبر 2012

طـفلـة ُ البـَشتــُون ..!






السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ضحكتْ .. فسلَّ الشيبُ أسيافَ الصبا
شـوقـاً ؛ يُـثيـرُ الجـَمْرَ في كـانونِ

ضحكتْ فشعَّـتْ من دجـى أهدابها
أقمَـارُ أسئـلةٍِ .. تـثيـرُ ظـنونـي !
يا طفلتي من أنتِ !؟ – ردِّي مهجتي
و ارعـيْ مشيـباً قد غدا يكسوني
قالتْ – و قد هطلتْ على أوداجها
غيْماتُ حزن ٍ ساكبٍ و أنيـن ِ :
يا شاعري .. دعني فما أنا للهوى
إني هويـتُ رصَـاصة ً تحميـني
كيف الهوى.. والقلبُ ممتلئٌ شَجىً
كيف الهوى.. والجرح يستدعيني ؟
غصنُ العقيدةِ قد نما في خاطري
حبـي لديـني بـاتَ يستـهويني
أولستَ تعرفُ من أكونُ ؟ ومن أنا !؟
أنا ( زينب ٌ )، أنا طفلة ُ ( البشـتونِ )
عـمِّي أميـرُ المؤمنينَ المُجـتـبى
ذاكَ الذي تــركَ الـدنـا للـديـن
أنـا من سُـلالةِ منْ أبتْ إلا العُلا
أبتِ الحـياة َ بـذلـةٍِ و مُـجــُون
أنا من سلالةِ من رَوَوْا بدمـائـهم
نخلَ البطولة ِ شـامخَ العرجونِ
أنا بنتُ " تــُورا بـُورَ " هل تدري ترى
كم من قـتيلٍ قد رأته عـيوني !؟
كم من رقابٍ قطـّعتْ أشلاؤها
في ذلك اليوم المهيبِ الدونِ
أنا طفلة ُ الأفغانِ ..لم أعرف سوى
طعم المـرارة في عذابٍ هـُون ِ
في نهر " جيحونِ " بقايا قصتي
كم جثـّةِ نُسيتْ على " جيحون"
في نهر "جيحون" لآلئُ من أسًى
فلتسألوا الغـوّاصَ عن مكنوني
جـرح الكرامَـة نـازفٌ في أمـتي
ناديــتُ ملياراً .. فما استرعوني
جسدي هنا في قندهارَ ومُهجتي
تـمضي لجُـرح الأمـةِ المـسكين !
أنا مدفعُ الشيشان ينخر في العِـدا
و حجارة ٌ .. يرمي بها فـْلسطيني
أنا حسرة ٌ في وجهِ " بـُورميٍّ " يرى
ذبـحـَا .. بلا ذنبٍ سوى للديـن ِ
انظر إلى خدي ترى ما سطـّرتْ
في سجنِ "بوْغْـريْبٍ " يدُ المجنون ِ
لم ألقَ من يبكي على مأسـاتنا
دمـُنا رخيصُ السعر ِ غيرُ ثـمين
هلا ذهبتـم للمـُقريـفِ .. ربـما
يبكي عليَّ بدمعهِ الـمحزون ِ !
هلا ذهبتـم للمـُقريـفِ .. ربـما
أجرى لشعبي مرسمَ الـتأبين ِ !
اللاهثـونَ وراء كرسي الهَـوى
مستـبدلينَ الشرعَ بالـقانـون
ِ
الهـَاتكونَ لعرضِ فرسـَان ٍ لنا
و الخائفونَ .. ذئابَ " سُوْفِ الجين"
شتانَ بين جهادنا و جهادهم
فجهادهم في قـصعةِ البَـازين
المُدَّعـونَ مـصالحـاً و مـفاسِداً
هل من مفاسدَ بعد هدمِ الديـن ِ !؟
يا شاعري .. نهر البراءة في دمي
ثــارتْ بـه النيـران ُ كالتـنـيـن ِ
أنــا .. لا أؤيـّدُ قتـلَ مـؤتمـن ٍ و لا
رسـُل ٍِ .. ولكن الأسى يصليني
أوليسَ من حقي الأمانُ .. كأمنِهم
مثلي كمثل المـَاردِ الصهيوني ِ!؟
أوليسَ من حقي الحيـَاة .. كـطفلةٍ
تـزهو بها الدنـيا بـغـير أنـيـن ِ !؟
أوليسَ من حقي الحيـَاة .. كـطفلةٍ
كفراشةٍ نـامتْ على يـَسـْمـيْـن ِ !؟
تلقى أبـَاها في العشيِّ و في الضحى
و تــَنـامُ في حـُضـن ٍ له بـحـنين ِ
و تركـّبُ الألعابَ .. تسرقُ حـلوة ً
تـلهـو مع الأطـفال وسـط الطيـن
قـولـوا لمن سَرقوا طفولتـنا لـقد
أشعلتمُ الثـاراتِ في سجـّيـنِ
يا من غرستم روضَ قلبي بالحصى
لا تطمعوا أن تـحصدوا زيـتـوني
من يشنقِ الأزهارَ في أمس ٍ لنا
فليـحذرِ الأشـواكَ بعد سنـيـن ِ !
.
.
زكريا الفاخري - بنغازي
ذي القعدة 1433 هـ