الاثنين، 29 أكتوبر 2012

التنبيه على عدم قداسة صخرة الأقصى وحرمة التبرك بها


[قال الإمام]:
نريد نذكر بصورة الصخرة المنتشرة بين أخواننا الفلسطينيين بخاصة؛ لأن
الشائع في كثير من البلاد العربية بخاصة أن الصخرة التي تذكر في المسجد الأقصى لها قداسة ولها مزية خاصة، وهذا مما لا حقيقة له في الشرع إطلاقا، ومن المؤسف أن هذه القداسة المزعومة للصخرة المسجد الأقصى تستغل سياسيا ويتظاهر الحكام ويتسابقون في القيام بترميمها وتجديد بناءها وما شبه ذلك، وكأن هذه الصخرة هي المسجد الحرام.


فمن واجبنا أن نذكر والذكرى تنفع المؤمنين
أن هذه الصخرة لا قيمة لها إلا ما لكل جبل خلقه الله في الأرض من قيمة وهذا طبعا أمر عادي وعام، والقداسة إنما تنحصر فقط في المسجد الأقصى حيث أنه قد جاء فيه فضيلتان اثنتان الأولى: أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قرن المسجد الأقصى مع الحرمين مكة والمدينة في الحديث المعروف صحته ألا وهو قوله عليه الصلاة والسلام: «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى»، هذه هي القضية الأولى التي جاء ذكرها في الشرع وصح ذلك كما سمعتم عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -.
أما القضية الأخرى: فكأنها فرع للقضية الأولى ذلك؛ لأن شد الرحل إلى مكان ما إذا ما أذن به الشارع الحكيم فما يكون ذلك إلا لفضل قائم في ذلك المكان،
ولكن هذا الفضل قد يكون عاما كما في هذا الحديث الأول وقد يكون خاصا وهو الفضل الثاني الذي أنا الآن في صدد بيانه ألا وهو مضاعفة الصلاة في المسجد الأقصى، فكل مسجد من مساجد الدنيا الجماعة فيه بخمس أو بسبع وعشرين درجة، لكن فضيلة هذه المساجد الثلاثة التي أجاز الشارع الحكيم شد الرحل وتخصيصها بالسفر قد جاء فيها تضعيف فضيلة الصلاة فيها فقال عليه السلام: «صلاة في مسجدي هذا بألف صلاة مما سواه من المساجد إلا المسجد
الحرام»،
هكذا جاء الحديث في صحيح البخاري ومسلم، لم يقرن مع الحرمين الشريفين هنا في الفضيلة المذكورة له بخلاف الحديث الأول، ولكن قد جاءت فضيلة الصلاة في المسجد الأقصى في بعض الأحاديث الأخرى خارج الصحيحين بعضها مما يصح إسناده وبعض آخر مما لا يصح إسناده، المشهور من هذه الأحاديث في الكتب وعلى ألسنة الناس أن الصلاة في المسجد الأقصى بخمسمائة صلاة، لكن في سند هذا الحديث ضعف وبخاصة أنه قد جاء في حديث آخر وهو بإسناد قوي أن الصلاة في المسجد الأقصى بمائتين وخمسين صلاة. إذا الفضيلة ليست للصخرة وإنما للمسجد نفسه،
وما يقال في بعض الكتب التي تروي ما هب ودب من أن نبينا - صلى الله عليه وآله وسلم - عرج به من الصخرة، وأنها حينما رفع نبينا - صلى الله عليه وآله وسلم - وعرج به لحقت به الصخرة ولذلك بقيت معلقة في الهواء، فهذا كلام هراء لا قيمة له إطلاقا من الناحية العلمية.
هذا ما أردت التذكير به وخلاصة ذلك: أنه لا ينبغي تقديس ما لم يقدسه الشرع وتعظيم ما لم يعظمه الشرع، فوضع هذه الصورة التي انتشرت اليوم ينبغي التنبيه على ذلك.
مداخلة: .. أقول: بالنسبة للصلاة يعني: في الحرم يعني: لو زار الإنسان هذا المكان يعني: الحرم طبعا يصلي فيه الصلاة كانت راتبة أو نافلة، لكن في المكان الذي فيه الصخرة هل يعني: في هناك صلاة معينة أو ..
الشيخ: إذا كانت الزيارة لمجرد الاستطلاع والمعرفة ما في مانع من ذلك، أما الذهاب إليها بقصد التبرك كما يفعل الجمهور مع الأسف ما ينبغي هذا.
موسوعة الألباني في العقيدة (3/ 930)