الأربعاء، 31 أكتوبر 2012

فضائل كلمة الإخلاص

بسم الله الرحمن الرحيم

لقد اجتمع لكلمة الإخلاص فضائل جمة و ثمرات عديدة و لكن هذه الفضائل لا تنفع قائلها بمجرد النطق بها فقط ، و لا تتحقق اٍلا لمن قالها مؤمنا بها عاملا بمقتضاها ، و من أعظم فضائلها أن الله حرم على النار من قالها يبتغي بذلك وجه الله ، كما في حديث عتبان أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :ـ
اٍن الله حرم على النار من قال : لا اٍله اٍلا الله يبتغي بذلك وجه الله
متفق عليه

و غير ذلك من الأحاديث التي تبين أن الله حرم على النار من قال لا اٍله اٍلا الله . لكن هذه الأحاديث جاءت مقيدة بالقيود الثقال ، و أكثر من يقولها يخشى عليه أن يفتتن عنها عند الموت فيحال بينه و بينها بسبب ذنوب أصر عليها و تهاون بها، و أكثر من يقولها اٍنما يقولها تقليدا أو عادة ، و لم يخالط الإيمان بشاشة قلبه ، و غالب من يفتتن عند الموت و في القبور أمثال هؤلاء كما في الحديث :ـ
سمعت الناس يقولون شيئا فقلته
رواه أحمد و أبو داود
و حينئذ فلا منافاة بين الأحاديث فاٍنه اٍذا قالها باٍخلاص و يقين تام لم يكن في هذه الحالة مصرا على ذنب أصلا، فاٍن كمال اٍخلاصه و يقينه يوجب أن يكون الله أحب اٍليه من كل شيء فلا يبقى في قلبه اٍرادة لما حرم الله و لا كراهة لما أمر الله به ، و هذا هو الذي يحرم على النار و اٍن كانت له ذنوب قبل ذلك ، فاٍن هذا الإيمان و هذه التوبة و هذا الإخلاص ، و هذه المحبة و هذا اليقين لا تترك له ذنبا اٍلا و يمحى كما يمحو الليل النهار.ـ
أركانها
للشهادة ركنان :ـ
ـ1ـ نفي في قول ـ لا اٍله ـ
ـ2ـ اٍثبات في قوله ـ اٍلا الله ـ
فلا اٍله نفت الألوهية عن كل ما سوى الله و ـ اٍلا الله ـ أثبتت الألوهية لله وحده لا شريك له
عن منشورات دار ابن خزيمة