السبت، 6 أكتوبر 2012

مما قرأت وأعجبني


يقول الشاعر يصف أخاً له :

إذا كان إخوان الرجال حرارةً = فأنت الحلال الحلو ، والبارد العذبُ
لنا جانب منه دميث وجانب=إذا رامه الأعداء مركبه صعبُ

وتأخذُه عندَ المَكارمِ هِزَّةٌ=كما اهتزَّ تحت البَارحِ الغُصُنُ الرَّطْبُ
والأبيات في عيون الأخبار لابن قتيبة رحمه الله 3/5 كتاب الإخوان
والشاهد عندي البيت الثالث ، والأبيات غير منسوبة لشاعر . وأعجبني تصويره لما يعتري أخاه عند المكارم والبذل والندى من الهِزَّة والأريحية للبذل ، ثم أعجبني جداً تشبيهه لهذه الهزة باهتزاز الغصن الرطب عندما يهزه البارح من الهواء. فتخيلت ذلك الغصن الرطب في تلك الشجرة المورقة الخضراء من الهواء العليل ، ثم تخيلت أخاه الكريم الذي يشبه هذا الغصن في أريحيته وهو معنى دقيق لذيذ ذهب بي الفكر عند قراءة البيت كل مذهب ، وأغلقت الكتاب وأخذت أعجب من هذا المعنى الشارد كيف حالف هذا الشاعر المبدع ، وعجبت أكثر من ذلك الأخ الكريم النبيل الجواد الذي استحق أن يقال فيه هذا البيت الرائق وأخذت أكرر الأبيات حتى حفظتها .
وأقول أخيراً : ربما لا يستحسن غيري ما استحسنت ، وربما كنت في حالة شعورية جعلتني أستحسن هذا البيت ، ولو قرأتها في غير هذا الوقت لما كان له ذلك الأثر . أقول : ربما .
اللهم وفق الجميع لما تحب وترضى ، وارحم ابن قتيبة وجميع علمائنا الأجلاء .