الاثنين، 21 يناير 2013

من وحي القلم وعبير الحكم

من وحي القلم وعبير الحكم


الصمت:
في معنى الصمت ترسي جبال الحكمة التي تتخلَّلها رياح الفكر والتأمُّل على سفْح ذاك الجبل، يَختلج ضباب النفس، ومنه يرى النور، وفيه فتحة من فَرَج آتٍ، وما زال الفكر ينتظر ويَنعم بالنظر، ويرى في سواد الدُّجى تغريد عصفور الصباح، يَقرَع مسامعنا بمعنًى من أملٍ.

بين الدين والمال:
المالُ من الأرضِ أتى، وبها سيبقى، والدين من السماء وإليها سيعود ويرقى، ولك الخيار، ففاضِل.

فاقد الهدف:
فاقد البوصلة ستَلفظه القافلة؛ لأنه لا يُجيد المسير، وفاقد الاتجاه لن يفيد ولن يستفيد، وتراه بعد بُرهة من الزمن خارج اللعبة، ينتظر، بمعنى: جرِّب مرة أخرى، وستنعم بنفس الضياع!

نحن وهم:
كلما اقتلعتُم شجرتنا، ستَبذر من جديد، وتُشرق عليها الشمس، ويَسقيها صُبُح تليد، تُغرِّد فيه العصافير، وتَرسُم فيه الأعاصير.

لا تَحزن:
لا تحزن منهم؛ فالحرية لم يَعرفوها قطُّ، وانظر إلى ملكوت نفسك التي منَحك إياها الله حرًّا، ففيها الأمل، لا تعِش الذل، بل للحقِّ قُم، ومن الباطل انتقِم.

القلم والإنسان:
القلم من أرقى أنواع المخلوقات لأرقى نوع من المخلوقات، فإذا اجتمع الإنسان مع قلمه، سار يَنبوع الحكمة، وتقطَّرت مياه الصفاء.

بين الناقد والكاتب:
في كثيرٍ من الأحيان تكون مهمة الناقد إتمام ما غاب عن الكاتب؛ لتكتمل الصورة للقرَّاء ويكون مِعْوَل بناءٍ لا هدم.

الحق والباطل:
لا تَحزن من صوتٍ للباطل إن اختَرق أجواء المكان، فحينها يوشك الحقُّ على الإقلاع.

بين الدنيا والآخرة:
إننا في دُنيانا نسأل ونستشير، وإذا كان أمرنا إلى آخرتنا، ساد صمتُ الأسير، أمَا عرَفنا أن حرية صوت الآخرة أعلى من نُباح دنيا فانية؟!

التاريخ:
في بحور التاريخ جواهرُ ستَرت نفسها عن النظر، لا تخرج إلا لمن كابَد معنى الراحة بمعنى العمل، وعلى ضفاف هذا البحر موجٌ هائم، إن لم يتوقَّد له الناقد، لجَّ فيه وضاع بين طيَّاته.

الغروب:
في الغروب استعداد للرحيل إلى واحة الهدوء، فهو بوَّابة الليل وأوله، فيه من معاني السكن، وأُلفة الرُّوح، وتأمُّل الوِجدان - ما يحار فيه الناظر، فما هو إلا وِلادة فكرٍ في فكرٍ، يكتب الأول عند ساعة الرحيل؛ ليرسم الثاني معنى ليلٍ طويل، يهتف بنا للعمل، ولكن عمل الروح والفكر والوجدان، لا عمل الأضلُع والشريان.