الأربعاء، 30 يناير 2013

حول أقسام التوحيد

سئل شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى؛ عن توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الصفات؟


* * *
فأجاب:

توحيد الربوبية؛

هو الذي أقر به الكفار، كما في قوله تعالى: {قل من يرزقكم من السماء و الأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن بخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون} [يونس: 31].

وأما توحيد الألوهية؛

فهو إخلاص العبادة لله وحده من جميع الخلق.

لأن "الإله" في كلام العرب، هو الذي يقصد للعبادة، وكانوا يقولون؛ إن الله هو إله الآلهة، لكن يجعلون معه آلهة أخرى، مثل الصالحين، والملائكة، وغيرهم، يقولون: إن الله يرضى هذا، ويشفعون لنا عنده.


فإذا عرفت هذا، معرفة جيدة؛ تبين لك غربة الدين.

وقد استدل عليهم سبحانه بإقرارهم بتوحيد الربوبية، على بطلان مذهبهم، لأنه إذا كان هو المدبر وحده، وجميع من سواه لا يملكون مثقال ذرة، فكيف يدعونه، ويدعون معه غيره، مع إقرارهم بهذا؟!

وأما توحيد الصفات؛

فلا يستقيم توحيد الربوبية، ولا توحيد الألوهية، إلا بالإقرار بالصفات، لكن الكفار أعقل ممن أنكر الصفات.


والله أعلم
[الدرر السنية: ج2 / ص72 - 73]