الاثنين، 7 يناير 2013

أف كلمة تستعمل عند التضجر والتكره

وقد حكى أبو البقاء في قوله تعالى - فلا تقل لهما أف - قولين: أحدهما: أنه اسم لفعل الأمر: أي كفا واتركا. والثاني: أنه اسم لفعل ماض: أي كرهت وتضجرت. وحكى غيره ثالثاً: أنه اسم لفعل مضارع: أي لتضجر منكما. وأما قوله تعالى في سورة الأنبياء - أف لكم - فأحاله أبو البقاء على ما سبق في الإسراء، ومقتضاه تساويهما في المعنى. وقال العزيزي في غريبه هنا أي بئساً لكم. وفسر صاحب الصحاح أف بمعنى قذراً. وقال في الارتشاف: أف: أتضجر. وفي البسيط معناه: التضجر، وقيل الضجر، وقيل تضجرت. ثم حكى فيها تسعاً وثلاثين لغة. قلت: قرئ منها في السبع أف بالكسر بلا تنوين، وأف بالكسر والتنوين، وأف بالفتح بلا تنوين. وفي الشاذ أف بالضم منوناً وغير منون، وأف بالتخفيف. أخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله تعالى - فلا تقل لهما أف - قال: لا تقذرهما. وأخرج عن أبي مالك قال: هو الرديء من الكلام.

 

جلال الدين السيوطي