الأحد، 6 يناير 2013

حمران وصدوف


كان حمران الجعدي من فصحاء العرب في الجاهلية , وإنه خصب امرأة اسمها "صدوف " , وكانت إمراة بليغة فصيحة , وكنت غنية , وكانت ترد كل الخطاب الذين تقدموا لها , وتقول : لا أتزوج إلا من يعلم ما أساله عنه ويجيبني بكلام على حده لا يعدوه , فلما انتهى إليها حُمران قام قائماً لا يجلس , فقالت : ما يمنعك عن الجلوس ؟ قال : حتى يؤذن لي , قالت : اجلس ,فجلس , قالت: ما أردت ؟ قال : حاجة ولم آتيك لحاجة , قالت : تسرها أم تعلنها ؟ قال : تسر وتعلن .قالت : فما حاجتك : قال : قضاؤها هين وأمرها بين , وأنت بها أخبر , وبنجحها أبصر , قالت : من أنت ؟ قال: أنا بشر , ولدت صغيراً , ونشأت كبيراً , ورأيت كثيراً .قالت ما اسمك ؟ قال: من شاء أحدث أسماً وقال ظلماً , ولم يكن الأسم عليه حتماً .قالت : فمن أبوك ؟ قال : والدي الذي ولدني , ووالده جدي ,فم يعش بعدي .قالت فما مالك ؟ قال : بعضه ورثته , واكثره اكتسبته .قالت : أين تنزل : قال : على بساط واسع , في بلد شاسع , قالت : فهل لديك امرأة ؟ قال : لو كانت لي لم أطلب غيرها ,ولم أضيع خيرها ,قالت :كأنك ليست لك حاجة , قال: لو لم تكن لي حاجه لم أنخ ببابك ,ولم اتعرض لجوابك , واتعلق بأسبابك ,قالت : إنك لحمران الجعدي ؟ قال : إن ذلك ليقال .فأعجبت به وبفصاحته وقبلت به وتزوجا .