الثلاثاء، 29 يناير 2013

وصية خروف إلى ابنه




ولدي إليك وصيتي عهد الجدود
الخوف مذهبنا نخاف بلا حدود

نرتاح  للإذلال في كنف القيود
و نعافُ أن نحيا كما تحيا الأسود

كن دائماً بين  الخراف مع الجميع
طأطئ وسر في درب ذلتك الوضيع

أطِع الذئاب يعيش منا من  يطيع
إياك يا ولدي مفارقة القطـيع

لا ترفع الأصوات في وجه الطغاة
لا  تحكِ يا ولدي و لو كموا الشفاه

لا تحكِ حتى لو مشوا فوق الجباه
لا تحكِ يا  ولدي فذا قدر الشياه

لا تستمع ولدي لقول الطائشينْ
القائلين بأنهم أسد  العرين

الثائرين على قيود الظالمين
دعهم بني ولا تكن في الهالكين

نحن  الخراف فلا تشتتك الظنونْ
نحيا وهم حياتنا ملءُ البطون

دع عزة الأحرار دع ذاك  الجنون
إن الخراف نعيمُها ذلٌ وهون

ولدي إذا ما داس إخوتَك  الذئابْ
فاهرب بنفسك و انجُُ من ظفر وناب

و إذا سمعت الشتم منهم  والسباب
فاصبر فإن الصبر أجر وثواب

إن أنت أتقنت الهروب من  النزالْ
تحيا خروفاً سالماً في كل حال

تحيا سليماً من سؤال واعتقال
من  غضبة السلطان من قيل وقال

كن بالحكيم و لا تكن بالأحمقِ
نافق بني مع  الورى وتملق

و إذا جُرِّرت إلى احتفال صفق
وإذا رأيت الناس تنهق  فانهق

انظر ترَ الخرفان تحيا في هناءْ
لا ذل يؤذيها ولا عيش  الإماء

تمشي ويعلو كلما مشت الغثاء

تمشي ويحدوها إلى الذبح الحداء
ما  العز ما هذا الكلام الأجوفُ

من قال أن الذل أمر مقرف
إن الخروف يعيش لا  يتأفف

ما دام يُسقى في الحياة و  يُعلف