الجمعة، 21 سبتمبر 2012

حَكَمتَ فَعَدَلتَ فأمِنتَ فَنِمتَ يا عمر


يروي التاريخ قصة رسول كسرى الذي جاء إلى المدينة لمقابلة خليفة المسلمين عمر بن الخطاب، فسأل عن قصره المنيف، أو حصنه المنيع، فدلوه على بيته، فرأى ما هو أدنى من بيوت الفقراء، ووجده نائما في ملابس بسيطة تحت ظل شجرة قريبة،
فقال مقولته الشهيرة: " حكمت فعدلت فأمنت فنمت يا عمر ".


قال الشاعر :
و راعَ (أذهل) صاحبَ كِسرى أنْ رأى " عُمراً " -- بين الرعيَّةِ عَطلاً (في حالة بسيطة كعامة الناس) و هوَ راعيها
و عَهدُهُ بِمُلوكِ الفُرسِ أنَّ لها -- سوراً مِن الجُند والأحراس يحميها
رآهُ مُستَغرِقاً في نَومِهِ فرأى -- فيه المهابةَ في أسمى معانيها
فوقَ الثرى تَحت ظِلِّ الدَّوحِ (الشجرة الكبيرة) مُشتملاً -- بِبُردَةٍ (مرتديا عباءته) كادَ طُولُ العهدِ يُبليها
فهان في عينيهِ ما كان يُكبِرُهُ -- مِنَ الأكاسرِ و الدُّنيا بأيديها
وقال قولةَ حَقٍّ أصبحت مَثلاً -- وأصبحَ الجيلُ بعدَ الجيلِ يَرويها
أَمِنتَ لمّا أقمتَ العَدلَ بَينَهُمُ -- فَنِمتَ نَومَ قَريرِ العينِ هانيها