السبت، 22 سبتمبر 2012

هزيمة الرومِ أمام المسلمين.

قَدِمَت مُنهَزِمَةُ الرومِ على هِرَقل ـ وهو بأنطاكية ـ فَدعا رجالاً مِن عُظمائِهم، فقال: وَيحَكُم! أخبروني، ما هؤلاءِ الذينَ تُقاتِلونَهم؟  - يعني العرب المسلمين - أليسوا بشرا مِثلُكُم؟
قالوا: بَلى ..
قال: فأنتُم أكثرُ أم هُم؟
قالوا: بَل نَحن أكثر منهم أضعافا في كلِّ مَوطن.


قال: ويلكُم! فما بالكم تنهزمون كُلَّما لقيتُموهُم؟
فسكتوا، فقال شيخٌ مِنهُم:
أنا أخبرك أيها الملك، من أين تؤتَون.
قال: أخبرني.
قال: إذا حملنا عليهم، صَبروا، وإذا حَملوا علينا، صدقوا ونَحمل عليهُم، فنكذبُ، ويحملونَ علينا، فلا نَصبِر.
قال: ويلُكُم فما بالكُم كما تَصِفون، وهُم كما تَزعمون؟
قال الشيخ: ما كُنتُ أراكَ إلا وقد علمت من أين هذا.
قال له: من أين هذا؟
قال: لأنَّ القومَ يصومون بالنهارِ، ويقومون بالليل، ويوفون بالعهدِ، ويأمرون بالمعروفِ، وينهونَ عَن المنكر، ولا يَظلِمون ً، ويتناصفونَ بينهم، ومن أجل أَنَّا نشربُ الخمر، ونَزني، ونَركَبُ الحرامَ، وننقضُ العهدَ، ونغصبُ، ونظلمُ، ونأمرُ بما يُسخطُ الله، ونَنهى عمّا يُرضي الله، ونُفسدُ في الأرض.
قال: صدقتني، والله لأخرُجَنَّ مِن هذه القرية، فما لي في صحبتكم خيرٌ وأنتم هكذا.
قالوا: نشهدك الله -أيها الملك- تَدَعُ سوريَّةَ وهي جَنَّةُ الدُنيا وحولك مِن الرومِ عَدَدٌ الحصى والترابِ ونجوم السماء، ولم يؤت عليهم.