الخميس، 15 نوفمبر 2012

بدعة الاحتفال بالهجرة النبوية

زمانه:
أول يوم من السنة الهجرية.
مظاهره:
يذكر بعض الباحثين أن العبيديون كانوا هم أول من خصوا أول المحرم بمظاهر الاحتفال بالهجرة النبوية.
قال المقريزي رحمه الله (وكان للخلفاء الفاطميين اعتناء بليلة أول المحرم في كل عام لأنها أول ليالي، وابتداء أوقاتها، وكان من رسومهم في ليلة رأس السنة أن يعمل بمطبخ القصر عدة كثيرة من الخراف المقموم، والكثير من الرؤوس المقموم، وتفرق على جميع أرباب الرتب وأصحاب الدواوين من العوالي والأدوان أرباب السيوف والأقلام، مع جفان اللبن والخبز وأنواع الحلوى.
فيعم ذلك سائر الناس من خاص الخليفة وجهاته، والأستاذين المنحكين إلى أرباب الضوء وهم المشاعلية وينتقل ذلك في أيدي أهل القاهرة ومصر.

وكان من رسومهم أنهم يفرقون أول كل سنة دنانير يسمونه دنانير [الغُرة] تبلغ خمسمائة دينار في السنة، فيتبرك بها من يأتيه منها برسوم مقررة لكل أحد) [الخطط 2/356، 436 و اتعاظ الحنفاء له 3/343]

وقال القلقشندي (ولهم موكب عظيم في هذه المناسبة يخرج فيه الخليفة راكباً، بكل زينته وأبهته، وحوله الوزراء والجنود والصبيان وجميع أصناف المسئولين في الدولة إلى مقر الاحتفال، حيث يفتتح بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم يختتم بها كذلك، ثم يتحرك الموكب في شوارع البلد مع ضرب الطبول، والصنوج والصفافير، تدوي من أصواتها الدنيا، مروراً بالجامع الأقمر متجهاً إلى مقره، وفي نهاية الموكب توزع على المشاركين في الاحتفال [الغُرة] وهي دنانير قد ضربت في العشر الأخير من ذي الحجة) [صبح الأعشى 3/577]
ومن مظاهره في الأزمنة الحاضرة جعلت بعض الدول من أول يوم من السنة الهجرية إجازة عن العمل، وبعض الناس يصومون أول يوم من المحرم معتمدين في ذلك على حديث موضوع (من صام آخر يوم من ذي الحجة وأول يوم من المحرم فقد ختم السنة الماضية وافتتح السنة المستقبلة بصوم، جعل الله له كفارة خمسين سنة) قال السيوطي عنه: في إسناد الحديث [الهروي] هو: الجويباري، و وهب كذابان
وقال الشوكاني: (حديث (من صام...) رواه ابن ماجه عن ابن عباس مرفوعا، وفيه كذابان.
ومن مظاهره الاحتفال بالهجرة تبادل التهاني ببداية العام، وإقامة الأغاني واختلاط النساء بالرجال
حكمه:
الأعياد في الإسلام ثلاثة: يوم عيد الفطر، ويوم عيد الأضحى، ويوم الجمعة.

أما أعياد الميلاد الفردية وغيرها مما يجتمع فيه من المناسبات السارة؛ كأول يوم من السنة الهجرية، والميلادية، وكيوم نصف شعبان، أو ليلة النصف منه، ويوم مولد النبي صلى الله عليه وسلم، ويوم تولى زعيمٌ الملك أو رئاسة جمهورية مثلا؛ فهذه وأمثالها لم تكن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ولا في عهد خلفائه الراشدين، ولا في القرون الثلاثة التي شهد لها النبي صلى الله عليه وسلم بالخير، فهي من البدع المحدثة، التي سرت إلى المسلمين من غيرهم، وفتنوا بها، وصاروا يحتفلون فيها كاحتفالهم بالأعياد الإسلامية أو أكثر.