الأربعاء، 7 نوفمبر 2012


السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
مَن لي ببغداد أبكيها وتبكيني؟
الشاعر العراقي الكبير عبد الرزاق عبد الواحد

---------
دَمعٌ لبغداد.. دَمعٌ بالمَلايين ِ
مَن لي ببغداد أبكيها وتبكيني؟
مَن لي ببغداد؟...روحي بَعدَها يَبسَتْ
وَصَوَّحتْ بَعدَها أبهى سناديني
عدْ بي إليها.. فقيرٌ بَعدَها وَجعي
فقيرَة ٌأحرُفي... خرْسٌ دَواويني
قد عَرَّشَ الصَّمتُ في بابي وَنافِذ َتي
وَعششَ الحُزنُ حتى في رَوازيني
والشعرُ بغداد، والأوجاعُ أجمَعها
فانظرْ بأيِّ سهام ِالمَوتِ ترميني؟!


*
عدْ بي لبغداد أبكيها وتبكيني
دَمعٌ لبغداد.. دَمعٌ بالمَلايين ِ
عُدْ بي إلى الكرخ..أهلي كلهُم ذ ُبحُوا
فيها..سأزحَفُ مَقطوع َالشرايين ِ
حتى أمُرَّ على الجسرَين..أركضُ في
صَوبِ الرَّصافةِ ما بينَ الدَّرابين ِ
أصيحُ : أهلي...وأهلي كلهُم جُثثٌ
مُبعثرٌ لَحمُها بينَ السَّكاكين ِ
خذني إليهم.. إلى أدمى مَقابرِهم
للأعظميةِ.. يا مَوتَ الرَّياحين ِ
وَقِفْ على سورِها،واصرَخْ بألفِ فم ٍ
يا رَبة َالسور.. يا أ ُمَّ المَساجين ِ
كم فيكِ مِن قمَرٍ غالوا أهلتهُ؟
كم نجمَةٍ فيكِ تبكي الآنَ في الطين ِ؟
وَجُزْ إلى الفضل ِ..لِلصَّدريَّةِ النحِرَتْ
لحارَةِ العدل ِ..يا بؤسَ المَيادين ِ
كم مَسجدٍ فيكِ.. كم دارٍ مُهدَّمَةٍ
وَكم ذ َبيح ٍ عليها غيرِ مَدفون ِ؟
تناهَشتْ لحمَهُ الغربانُ، واحترَبَتْ
غرثى الكِلابِ عليهِ والجراذين ِ
يا أ ُمَّ هارون ما مَرَّتْ مصيبتنا
بأ ُمةٍ قبلنا يا أ ُمَّ هارون ِ!
*
أجري دموعا ًوَكبري لا يُجاريني
كيفَ البكا يا أخا سبْع ٍوَسبعين ِ؟!
وأنتَ تعرفُ أنَّ الدَّمعَ تذرفهُ
دَمعُ المُروءَةِ لا دَمعَ المَساكين ِ!
*
دَمعٌ لفلوجةِ الأبطال..ما حَمَلتْ
مَدينة ٌمِن صِفاتٍ، أو عناوين ِ
للكِبرياءِ..لأفعال ِالرِّجال ِبها
إلا الرَّمادي.. هنيئا ًللمَيامين ِ!
وَمرحبا ًبجباه ٍ لا تفارِقها
مطالعُ الشمس ِفي أيِّ الأحايين ِ
لم تألُ تجأرُ دَباباتهم هلعا ً
في أرضِها وهيَ وَطفاءُ الدَّواوين ِ
ما حَرَّكوا شَعرَة ًمِن شيبِ نخوَتِها
إلا وَدارَتْ عليهم كالطواحين ِ!
*
يا دَمعُ واهملْ بسامَرَّاء نسألها
عن أهل ِأطوار...عن شمِّ العَرانين ِ
لأربع ٍ أتخمُوا الغازينَ مِن دَمِهم
يا مَن رأى طاعنا ًيُسقى بمَطعون ِ!
يا أ ُختَ تلعفرَ القامَتْ قيامَتها
وأ ُوقدَتْ حولها كلُّ الكوانين ِ
تقولُ برلين في أيام ِسطوَتِها
دارُوا عَليها كما دارُوا ببرلين ِ
تناهبُوها وكانتْ قرية ًفغدَتْ
غولا ًيقاتلُ في أنيابِ تنين ِ!
*
وَقِفْ على نينوى..أ ُسطورَة ٌبفمي
تبقى حُروفكِ يا أ ٌمَّ البراكين ِ
يا أ ُختَ آشور..تبقى مِن مَجَرَّتهِ
مَهابَة ٌمنكِ حتى اليوم تسبيني
تبقى بوارِقه ُ، تبقى فيالقه ُ
تبقى بيارِقهُ زُهرَ التلاوين ِ
خفاقة ًفي حنايا وارِثي دَمه ِ
يحلقونَ بها مثلَ الشواهين ِ
بها، وَكِبرُ العراقيين في دَمِهم
تداوَلوا أربعا ًجَيشَ الشياطين ِ
فرَكعُوه ُعلى أعتابِ بَلدَتهم
وَرَكعُوا مَعهُ كلَّ الصَّهايين ِ!
*
يا باسقاتِ ديالى..أيُّ مَجزَرَة ٍ
جَذ َّتْ عروقكِ يا زُهرَ البَساتين ِ؟
في كلِّ يَوم ٍ لهُم في أرضِكِ الطعِنتْ
بالغدرِ خِطة ُ أمْن ٍ غيرِ مأمون ِ
تجيشُ أرتالهُم فوقَ الدّروع ِبها
فتترُكُ السوحَ مَلأى بالقرابين