الجمعة، 2 نوفمبر 2012

قصيدة لابي اسحاق الالبيري رحمه الله










تُغَازِلُنِـي المَنِيَّـةُ مِن قَريِــب
وَتَلْحَظُنْـي مُلاحَـظَةَ الرَّقِيــب
وَتَنْشُرُ لِي كِِتَابـاً فِيْهِ طَيِّــــي
بِخَط الدَّهْر أَسْطُـرُه مَشِيِبِـــي
كِِتَاب فِي مَعَانيــهِ غُمـوضٌ
يَلُوْحُ لِكُلّ أَوابٍ مُنِيـــب
أَرَى الأعَصَار تَعْصُــر مَاءَ عُـودِي
وَقِدْمًا كُنْتُ رَيَّـانَ القَضِيــب
أَدَالَ الشَّيبَ يَا صَـاح شَبَـابِي
فَعُوِّضْـتُ البَغيـضَ من الحَبيـبِ
وُبِّدْلُت التَّثَـاقل من نَشَاطِـي
وَمِنْ حُسنِ النَّضَـارِة بِالشُّحُـوب
كَذَاك الشَّمسُ يَعْلُوهَا اصفِــرَار
إِذَا جَنْحَت وَمَالَـتْ لِلغُــرُوبِ
تَحَارَبْنَا جُنـودٌ لا تُجـــاري
وَلاَ تُلقـى بِآسَـادِِ الحُــرُوبِ
هِي الأقَدَارُ وَالآَجَـالُ تَأتِــي
فَتَنزلُ بِالمُطَبـبِ والطَّبِيـــب
تُفوق أسهُمـاً عَن قَوسِ غَيْــبٍ
وَمَا أَغْرَاضُهـا غَيْرُ القُلــوب
فأَنَّى بِاحتراسٍ مِن جِنــــود
مُؤَيَّدَةٍٍ تُمَدُّ مِن الغُيــــوب



وَمَا آسىَ عَلَى الدُّنْيَـا وَلَكِــنْ
عَلَى مَا قَدْ رَكِبْتُ مِن الذُّنُــوبِ
فَيَا لَهْفِـي عَلَى طُولِ اغتِــرَارِي
وَيَا وَيْحِـي مِن اليَوم العَصْيـب
إِذَا أَنَا لَم أَنُحْ نَفْسِـي وأُبكــي
عَلَى حُـوْبِي بِتَهْتَـانٍ سَكَــوُب
فَمَنْ هَذا الذي بَعْـدِي سَيَبكـي
عَلَيْهَا مِن بَعِيـدٍ أَوْ قَرِيــبِ؟