الجمعة، 1 فبراير 2013

كلمة [ بلى ] في القرآن



وقعت [ بلى ] فى كتاب الله عز وجل فى اثنين وعشرين موضعا وفي ست عشرة سورة ، وتنقسم ثلاثة أقسام :
** القسم الأول :-**
وهو اختيار القراء وأهل اللغة – الوقف عليها لأنها جواب لما قبلها غير متعلق بما بعدها وذلك فى عشرة مواضع
1. موضعان فى البقرة :
* قوله تعالى : ‏ { أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ* بَلَى ‏} (البقرة 80-81)
* وقوله تعالى :‏ { إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * بَلَى ‏} (البقرة 111-112)
2. وفى آل عمران موضعان : قوله تعالى :‏ { وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * بَلَى ‏} (آل عمران 75-76)
3. وقوله تعالى ‏ { يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُنْزَلِينَ* بَلَى ‏} (آل عمران 124-125)
4. وفى الأعراف موضع واحد : قوله تعالى : ‏ { أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى ‏} (لأعراف: من الآية172) وفيه خلاف
5. وفى النحل موضع واحد : قوله تعالى :‏ { فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلَى ‏} (النحل: من الآية28)
6. وفى يس موضع واحد : قوله تعالى: ‏ { بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى ‏} (يّـس: من الآية81)
7. وفى غافر موضع واحد : قوله تعالى :‏ { قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى ‏} (غافر: من الآية50)
8. وفى الأحقاف موضع واحد : قوله تعالى :‏ { بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى ‏} (الاحقاف: من الآية33)
9. وفى الانشقاق موضع واحد قوله تعالى :‏ { أَنْ لَنْ يَحُورَ * بَلَى ‏}(الانشقاق 14،15)
وقد أجاز بعضهم الابتداء بها وليس بمختار والله أعلم
** القسم الثاني ***
مالا يجوز الوقف عليه لتعلق مابعدها بما قبلها وذلك فى سبعة مواضع :
1. فى الأنعام موضع وهو قوله تعالى: { قَالَ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا ‏} (الأنعام: من الآية30)
2. وفى النحل موضع وهو قوله تعالى: ‏{وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلَى وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً ‏} (النحل: من الآية38)
3. وفى سورة سبأ موضع وهو قوله تعالى :‏{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ ‏} (سـبأ: من الآية3)
4. وفى سورة الزمر موضع وهو قوله تعالى :‏{أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ * بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي ‏} (الزمر:58،59)
5. وفى سورة الأحقاف موضع وهو قوله تعالى :{وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا ‏}(الاحقاف: من الآية34)
6. وفى سورة التغابن موضع وهو قوله تعالى :{زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ‏} (التغابن: من الآية7)
7. وفى سورة القيامة موضع وهو قوله تعالى :‏{أَيَحْسَبُ الْأِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ* بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ ‏} (القيامة:3،4)
** القسم الثالث **
وفيه الخلاف فمنهم من أجاز الوقف ومنهم من منع والأحسن أن لا يوقف عليها لا تصالها بما قبلها وما بعدها وذلك فى خمسة مواضع :
1. فى البقرة موضع وهو قوله تعالى :‏{قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ‏} (البقرة: من الآية260)
2. وفى الزمر موضع وهو قوله تعالى :‏{وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ ‏} (الزمر: من الآية71)
3. وفى الزخرف موضع وهو قوله تعالى :‏{أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ ‏}(الزخرف 80)
4. وفى الحديد موضع وهو قوله تعالى :‏{يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ ‏} (الحديد: من الآية14)
5. وفى الملك موضع وهو قوله تعالى :‏{أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ * قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِير ‏} (الملك: من الآية8،9)
و[ بلى] جواب استفهام فيه حرف نفى كقولك ألم تفعل كذا ؟ فيقول بلى . قال فى مختار الصحاح : [ بلى] جواب للتحقيق توجب ما يقال لك لأنها ترك للنفى وهى حرف لأنها ضد [لا]
===================
للفائدة اضيف:  روي ابن عباس في قوله تعالى: " الستُ بربكم قالوا بلى".أنه قال : لو قالوا نعم لكفروا ووجهه أن "نعم" تصديق للمخبر بنفي ٍ أو إجاب فكأنهم أقروا أنه ليس ربهم بخلاف "بلى" فإنها حرف جواب وتختص بالنفي وتفيد إبطاله فالمعنى "بلى" انت ربنا .ولو قالوا نعم لصار المعنى نعم لستَ ربنا فهذا وجه قول ابن عباس فتنبه له فإنه دقيق.
من كتاب صفوة التفاسير.
HTML clipboard
===================
بلى: رد للنفي نحو قوله تعالى (وقالوا لن تمسنا النار ) الآية (بلى من كسب سيئة)
أو جواب لاستفهام مقترن بنفي نحو (ألست بربكم قالوا بلى)
أما نعم فتقال في الإستفهام المجرّد نحو (فهل وجدتم ما وعد ربكم حقاً قالوا نعم) ولا يقال هنا بلى.
فإذا قيل ما عندي شيء فقلتَ بلى فهو ردٌ لكلامه وإذا قلت نعم فهو إقرارٌ منك. قال تعالى (فألقوا السلم ما كنا نعمل من سوء بلى إن الله عليم بما كنتم تعملون) – (وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة إلا بغتة قل بلى وربي لتأتينكم ) – (وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى) – (قالوا أولم تأتيكم رسلكم بالبينات قالوا بلى)
من كتاب المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني (صفحة 72)
===================
بلى: حرف أصلي الألف وقيل الأصل (بل) والألف زائدة، وقيل هي للتأنيث بدليل إمالتها. ولها موضعان:
أحدهما أن تكون رداً لنفي يقع قبلها نحو (ما كنا نعمل من سوء) النحل ،28، أي عملتم السوء، (لا يبعث الله من يموت) النحل 38، أي يبعثهم، (زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن) التغابن 7، (قالوا ليس علينا في الأميين سبيل) آل عمران 75، ثم قال (بلى) آل عمران 76، أي عليهم سبيل، (وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هوداً أو نصارى) البقرة 111، ثم قال (بلى) البقرة 112، أي يدخلها غيرهم، (وقالوا لن تمسنا النار إلا أياماً معدودة) البقرة 80، ثم قال (بلى) البقرة 81، أي تمسّهم ويخلدون فيها.
الثاني: أن تقع جواباً لاستفهام دخل على نفي فتفيد إبطاله: سواء كان الإستفهام حقيقياً نحو : أليس زيد بقائم؟ فتقول بلى. أو توبيخاً نحو: (أم يحسبون أنا لانسمع سرهم ونجواهم بلى) الزخرف 80، (أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه)القيامة 3 و4، أو تقريرياً نحو: (ألست بربكم قالوا بلى) الأعراف 172. قال ابن عباس وغيره لو قالوا نعم كفروا.
ووجهه أن نعم تصديق للمخبر بنفي أو إيجاب فكأنهم قالوا: لست ربنا، بخلاف بلى فإنها لإبطال النفي، فالتقدير: أنت ربنا.
ونازع في ذلك السهيلي وغيره. بأن الإستفهام التقريري خبر موجب ولذلك امتنع سيبويه من جعل أمّ متّصلة في قوله (أفلا تبصرون) (أم أنا خير) الزخرف 51 و 52، لأنها بعد الإيجاب وإذا ثبت أنه إيجاب فَنَعم بعد الإيجاب تصديق له. انتهى
من كتاب الإتقان في علوم القرآن للإمام السيوطي، صفحة 386-387
===================
(بلى) كما حرف أصلي الألف، وقال بعضهم بل الألف زائدة وأصلها بل. وهي تختص بالنفي وتفيد إبطاله أيا كان نوع النفي (مجرداـ تقريريا ـ مقرونا بالاستفهام حقيقيا كان أم توبيخيا أم تقريريا) مثل المثال المتقدم في النفي المجرد "زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي"
وهذه مسألة لطيفة تضرب للتمثيل في بلى: قال جماعة من الفقهاء: لو قال (أليس لي عليك ألف؟) فقال : (بلى) لزمته، ولو قال: (نعم) لم تلزمه، وقال آخرون تلزمه فيهما، وجروا في ذلك على مقتضى العرف لا اللغة
باختصار من مبحث (بلى) في كتاب : مغني اللبيب عن كتب الأعاريب لابن هشام الأنصاري
===================
وعلى هذا فأرجو الانتباه لكيفية الرد على سؤال مثل: ألم أقل لك هذا؟ فإن المجيب قد يقول (نعم) وهو يريد أن يثبت أنه يعترف بأن السائل قد قال له.
ولكن (نعم) في هذا الموطن تفيد النفي، والصواب أن يقول (بلى) لإيجاب النفي  
===========
وما دمنا في أحرف النفي والإيجاب ، فلا بد أن نذكر أن الأداة ( أجل ) تضاهي كلمة ( نعم ) ، لكن استعمالها قليل . وأن حرف النفي ( لا ) إذا اتبع بمدح أو دعاء وجب وضع ( واو ) بينهما مثل : إذا عرضت علي صديقتي خدمة معينة وأنا لست بحاجة إليها أقول : ( لا ، وشكر الله لك ) .أو ( لا وعافاك الله ) . لأنني لو قلت : ( لا شكر الله لك ) فكأنني أنفي الشكر الموجه إليها .أو أنني أنفي العافية في قولي لا عافاك الله وهو عكس المقصود