الخميس، 21 فبراير 2013

إغلاق الأسواق وقت الصلوات من تعظيم شعائر الله

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإننا في وقت أحوج ما نكون فيه إلى الاعتصام بحبل الله المتين، والحذر من معصية الله وكل ما يباعد بيننا وبين رضا الله.
ويعجب المسلم ولا ينقضي عجبه من صيحات بين حين وآخر من مسائل وغرائب
كإباحة الغناء، والقول بعدم وجوب صلاة الجماعة، وثالثة الأثافي ما صرح به أحدهم من رأي بعدم إغلاق الأسواق أوقات الصلوات وأن هذا محدث.
ولا شك أن إغلاق الأسواق ونرك البيع له أصل شرعي إذ يقول الله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ)، وذهب جمهور الفقهاء إلى أن هذا البيع محرم لهذا النص، بل ذهب بعض أهل العلم إلى بطلان هذا البيع، ولكونه عند الأذان يشغل عن الصلاة ، ويكون ذريعة إلى فواتها ، أو فوات بعضها، ومن أهل العلم من عمم الحكم على الصلوات كلها.
وإن توقف البيع وإغلاق الأسواق من تعظيم الدين وإعانة على أداء الصلوات وعدم الغفلة عنها بالانشغال بالأسواق التي هي شر البقاع لما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله:" أَحَبَّ الْبِقَاعِ إِلَى اللهِ الْمَسَاجِدُ، وَأَبْغَضُ الْبِقَاعِ إِلَى اللهِ الأَسْوَاقُ".
وهذا الإغلاق منقبة لبلاد الحرمين ومن سار على شاكلتها، فلله دره من عمل، وما أعظمه من تعظيم، إذ يقول سبحانه وتعالى: (ومَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ).
ولقد وصف سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ مفتي عام المملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء ورئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، من يطالبون بفتح المحال التجارية وقت الصلاة، مغالط ومكابر ومفترٍ ودجال، فقد كان أهل السلف يغلقون المتاجر ويحضرون الصلاة جماعة، وهو أمر تعاقب عليه المسلمون، والطاعن فيه والداعي أن هذا بدعة مفترٍ جاهل كاذب لا علم عنده».
والحمد لله رب العالمين