السبت، 1 ديسمبر 2012

سَكْ فاكَ أيها القارئ الكريم



ذكر الأنباري في نزهة الألباء (ص69) قصةً مليحةً في ترجمته لأبي الحسن عليّ بن حمزة الكسائي ، قال: " كان عند المهديّ مؤدّب يؤدّب الرّشيد ، فدعاه يوما المهدي وهو يستاك ، فقال له : كيف تأمر من السِّواك؟ فقال: اسْتَكْ يا أمير المؤمنين ، فقال المهدي: إنا لله وإنا إليه راجعون! ثم قال: التمسوا لنا من هو أفهم من هذا الرجل ، فقالوا: رجل يقال له عليّ بن حمزة الكسائي من أهل الكوفة ، قدم من البادية قريبا. فكتب بإزعاجه (1) من الكوفة ، فساعة دخل عليه ، قال: يا علي بن حمزة! قال: لبيك يا أمير المؤمنين ، قال: كيف تأمر من السِّواك؟ فقال : "سَكْ فاك يا أمير المؤمنين" ، فقال: أحسنتَ وأصبت! وأمر له بعشرة آلاف درهم. "
_


(1) إزعاجه: أي : إشخاصه ، قال الجوهري في الصحاح – مادة "زعج" : " أزْعَجَهُ ، أي أقلقه وقلعه من مكانه. "