الخميس، 27 ديسمبر 2012

دررٌ مُخْتارَةٌ مِنْ كِتابِ(أدَبُ الدّنيا والدِّين

بسم الله الرحمن الرحيم
هذه بعض الدرر إخترتها لكم من كتاب "أدب الدنيا والدين" لمؤلفه العلامة الماوردي -رحمه الله تعالى -:

• قال بعض الحكماء : كفاك من عقلك ما دلك على سبيل رشدك .
• قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما : الهوى إله يعبد من دون الله .

• قال الشعبي : إنما سمي الهوى هوى ؛ لأنه يهوي بصاحبه .
• قال بعض الحكماء : العقل صديق مقطوع ، والهوى عدو متبوع .
• قال بعض الحكماء : الهوى ملك غشوم ، ومتسلط ظلوم .
• قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : إياكم وتحكيم الشهوات على أنفسكم فإن عاجلها ذميم ، وآجلها وخيم ، فإن لم ترها تنقاد بالتحذير والإرهاب ، فسوفها بالتأميل والإرغاب ، فإن الرغبة والرهبة إذا اجتمعا على النفس ذلت لهما وانقادت .
• وقد قال ابن السماك : كن لهواك مسوفا ، ولعقلك مسعفا ، وانظر إلى ما تسوء عاقبته فوطن نفسك على مجانبته فإن ترك النفس وما تهوى داؤها ، وترك ما تهوى دواؤها ، فاصبر على الدواء ، كما تخاف من الداء .
• قال بعض الحكماء : أعز العز الامتناع من ملك الهوى .
• قال بعض العلماء : ركب الله الملائكة من عقل بلا شهوة ، وركب البهائم من شهوة بلا عقل ، وركب ابن آدم من كليهما ؛ فمن غلب عقله على شهوته فهو خير من الملائكة ، ومن غلبت شهوته على عقله فهو شر من البهائم .
• قال بعض السلف : ضاحك معترف بذنبه ، خير من باك مدل على ربه ، وباك نادم على ذنبه خير من ضاحك معترف بلهوه .
• قال مورق العجلي : خير من العجب بالطاعة أن لا يأتي بطاعة .
• قال الفضيل بن عياض : رهبة المرء من الله تعالى على قدر علمه بالله تعالى .
• قال مورق العجلي : لأن أبيت نائما وأصبح نادما أحب إلي من أن أبيت قائما وأصبح ناعما .
• قيل لمحمد بن واسع رحمه الله : ألا تبكي ؟ فقال : تلك حلية الآمنين .
• قال بعض الحكماء : الجاهل يعتمد على أمله ، والعاقل يعتمد على عمله .
• قال بعض البلغاء : الأمل كالسراب غر من رآه ، وخاب من رجاه .
• قال أبو حازم الأعرج : نحن لا نريد أن نموت حتى نتوب ، ونحن لا نتوب حتى نموت .
• قد قال بعض الحكماء : من تهاون بالدين هان ، ومن غالب الحق لان .
• كان سفيان بن عيينة رحمه الله يتأول قوله تعالى : { إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي } .
أن العدل استواء السريرة والعلانية في العمل لله تعالى ، والإحسان أن تكون سريرته أحسن من علانيته ، والفحشاء والمنكر أن تكون علانيته أحسن من سريرته .
وكان غيره يقول : العدل شهادة أن لا إله إلا الله ، والإحسان الصبر على أمره ونهيه وطاعة الله في سره وجهره ، وإيتاء ذي القربى صلة الأرحام ، وينهى عن الفحشاء يعني الزنا ، والمنكر القبائح ، والبغي الكبر والظلم .
وليس يخرج الرياء بالأعمال من هذا التأويل أيضا ؛ لأنه من جملة القبائح .
• قال بعض الحكماء : انظر إلى الدنيا نظر الزاهد المفارق لها ، ولا تتأملها تأمل العاشق الوامق بها .
• قال وهب بن منبه : مثل الدنيا والآخرة مثل ضرتين إن أرضيت إحداهما أسخطت الأخرى .
• قال عبد الحميد : الدنيا منازل ، فراحل ونازل .
• قال بعض الحكماء : الدنيا إما نقمة نازلة ، وإما نعمة زائلة .
• قال بعض البلغاء : زد من طول أملك في قصير عملك ، فإن الدنيا ظل الغمام ، وحلم النيام ، فمن عرفها ثم طلبها فقد أخطأ الطريق ، وحرم التوفيق .
• قيل لحرقة بنت النعمان : ما لك تبكين ؟ فقالت : رأيت لأهلي غضارة ، ولن تمتلئ دار فرحا ، إلا امتلأت ترحا .
• قال ابن السماك : من جرعته الدنيا حلاوتها بميله إليها ، جرعته الآخرة مرارتها لتجافيه عنها .
• قيل لزاهد : قد خلعت الدنيا فكيف سخت نفسك عنها ؟ فقال : أيقنت أني أخرج منها كارها ، فرأيت أن أخرج منها طائعا .
• قال مورق العجلي : يا ابن آدم تؤتى كل يوم برزقك وأنت تحزن ، وينقص عمرك وأنت لا تحزن ، تطلب ما يطغيك وعندك ما يكفيك .
• قال خالد بن صفوان : بت ليلتي أتمنى فكسبت البحر الأخضر والذهب الأحمر ، فإذا يكفيني من ذلك رغيفان وكوزان وطمران .
• حكى الأصمعي رحمه الله قال : دخلت على الرشيد - رحمة الله عليه - يوما وهو ينظر في كتاب ودموعه تسيل على خده فلما أبصرني قال : أرأيت ما كان مني ؟ قلت : نعم يا أمير المؤمنين فقال : أما إنه لو كان لأمر الدنيا ما كان هذا ثم رمى إلي بالقرطاس فإذا فيه شعر أبي العتاهية رحمه الله تعالى :
هل أنت معتبر بمن خربت ... منه غداة قضى دساكره
وبمن أذل الدهر مصرعه ... فتبرأت منه عساكره
وبمن خلت منه أسرته ... وتعطلت منه منابره
أين الملوك وأين عزهم ... صاروا مصيرا أنت صائره
يا مؤثر الدنيا للذته ... والمستعد لمن يفاخره
نل ما بدا لك أن تنال ... من الدنيا فإن الموت آخره
فقال الرشيد - رحمة الله عليه - : والله لكأني أخاطب بهذا الشعر دون الناس ، فلم يلبث بعد ذلك إلا يسيرا حتى مات رحمه الله .