الأحد، 2 ديسمبر 2012

كيف يقتحم الشيطان القلب


رحم الله تعالى إمامنا إبن الجوزي البغدادي وهو يُصوّر لنا كيف يقتحم الشيطان القلب, في هذا التصوير الرائع:



انّ القلب كالحصن المنيع له سور وله أبواب, وفيه ثلم يسكنه العقل, والملائكة تترددُ الى هذا الحصن, والى جانبه ربض فيه الهوى, والشياطين تختلف الى ذلك الربض من غير مانع, والحرب قائم بين أهل الحصن وأهل الربض, والشياطين لا تزال تدور حول الحصن , تطلب غفلة الحارس والعبور من بعض الثلم.


الثلم: هو موضع الكسر من القدح.. والرّبَضُ: مكان يُلجأ اليه .

فينبغي للحارس أن يعرف جميع أبواب الحصن الذي قد وُكِّلَ بحفظه وجميع الثلم, وان لا يفتر عن الحراسة لحظة, فانّ العدو ما يفتر أبدا, وهذا الحصن مستنير مشرق الايمان بذكر الله , وفيه مرآة صقلية يتؤاءى فيها صور كل ما يمرّ به, فأول ما يفعل الشيطان في الربض اكثار الدخان , فتسْوَدُّ حيطان الحصن, وتصدأ المرآة وكمال الفكر يردُّ الدخان, وصقل الذكر يجلو المرآة , وللعدو حملات, فتارة يحمل فيدخل الحصن, فيكرُّ عليه الحارس فيخرج, وربما دخل فعاث (افسد) , وربما أقام لغفلة الحارس, وربما ركدت الريح الطاردة للدخان, فتسْوَدُّ حيطان الحصن وتصدأ المرآة, فيمرُّ الشيطان ولا يدري به, وربما جرح الحارس لغفلته وأسر واستخدم وأقيم يستنبط الحبل في موافقة الهوى ومساعدته, وربما صار كالفقيه في الشر.